رجال أعمال ودبلوماسيون من 50 بلدا يشاركون في القمة العالمية لريادة الأعمال بمراكش

تنظم الشهر المقبل بشراكة بين المغرب والولايات المتحدة

مباركة بوعيدة الوزيرة في الخارجية المغربية والسفير الاميركي بالرباط داويت بوش و نزار بركة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي خلال المؤتمر الصحافي الذي خصص لتقديم برنامج القمة العالمية لريادة الاعمال التي تحتضنها مراكش الشهر المقبل ( تصوير:مصطفى حبيس )
TT

تستضيف مدينة مراكش من 19 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، القمة العالمية لريادة الأعمال، المنظمة تحت شعار «تسخير التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال» وذلك بشراكة بين المغرب والولايات المتحدة.

ومن المرتقب أن يرأس نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وفد بلاده لحضور أشغال القمة التي تنظم للمرة الأولى في بلد أفريقي، وستجمع نحو 3 آلاف شخص يمثلون 50 دولة بينهم نساء ورجال أعمال ودبلوماسيون ومسؤولون رسميون وحاملو مشاريع وخبراء في ريادة الأعمال وممثلو صناديق استثمار ومؤسسات مالية ومنظمات حكومية وجامعات.

وقال دوايت بوش السفير الأميركي في الرباط، في مؤتمر صحافي عقد أمس بمقر وزارة الخارجية، خصص لتقديم برنامج القمة، إن هذه الأخيرة تشكل حدثا متميزا يشهد على الأهمية التي توليها بلاده للشراكة التي تجمع المغرب والولايات المتحدة. وأوضح بوش أن الرئيس باراك أوباما أطلق هذه القمة عام 2010 لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال والجامعات والقطاع الخاص، بهدف تبادل الآراء وخلق فرص الشراكة وتعزيز روح التنافسية، حيث نظمت للمرة الأولى في واشنطن ثم أصبح الحدث عالميا، فنظمت في إسطنبول بتركيا سنة 2011، وفي دبي بالإمارات العربية المتحدة سنة 2012، وبكوالالمبور في ماليزيا سنة 2013.

ولفت السفير بوش إلى أن الرئيس أوباما والملك محمد السادس اتفقا على استضافة مراكش لقمة ريادة الأعمال خلال الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى واشنطن في نوفمبر من العام الماضي. كما جرى التأكيد على تنظيم هذه المبادرة خلال القمة الأفريقية - الأميركية بواشنطن التي نظمت في أغسطس (آب) الماضي.

وقال الدبلوماسي الأميركي إن القمة تمثل فرصة لرجال الأعمال لتبادل الأفكار مع زملائهم عبر العالم، إذ ستتحول مراكش بهذه المناسبة إلى تجمع لرجال الأعمال من مختلف دول العالم، كما ستكون أمام الشباب فرصة لتقديم مشاريعهم المبتكرة في مجال التكنولوجيا، إذ سيجري خلال القمة منح «جائزة الابتكار العالمي من خلال العلم والتكنولوجيا»، التي أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية، بهدف تحفيز الابتكار وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا. وتهدف المسابقة إلى تشجيع الشباب المبتكرين في 43 بلدا على تقديم الدعم المالي والتوجيه اللازم لإطلاق مقاولاتهم، مؤكدا أن القمة ستكون ناجحة بكل المقاييس.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيحضر القمة قال بوش: «إن أوباما لن يحضر لكن أتمنى أن يكون نائب الرئيس حاضرا، وبالتالي فإنه سيمثل وجهة نظر الرئيس».

من جهتها، قالت مباركة بوعيدة الوزيرة في وزارة الخارجية المغربية إن اختيار المغرب لاستضافة القمة يعود إلى كونه يمثل نموذجا استثنائيا في المنطقة في ظل سياق إقليمي مضطرب، مشددة على الدور الذي يلعبه المغرب في التنمية الشاملة للقارة الأفريقية، وعلى ريادته في دعم روح المبادرة وإدماج الشباب والنساء في التنمية البشرية. بالإضافة إلى تمتعه باستقرار سياسي واجتماعي مكنه منذ عدة سنوات من القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية مهمة تهدف إلى تحسين مستوى عيش السكان وتحسين مستوى تنافسية الاقتصاد، مؤكدة أن المغرب يتوفر اليوم على رؤية واضحة للشراكة جنوب - جنوب، تقوم على تحقيق التقدم والتنمية للسكان المحليين.

وأوضحت بوعيدة أن القمة لن تكتفي بالخروج بتوصيات، بل بمبادرات ومشاريع ملموسة، كما سيجري الإعلان عن إجراءات حكومية وأخرى في القطاع الخاص، فضلا عن مبادرات في مجال الاستثمار.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك مخاوف من حضور آلاف الأشخاص إلى مراكش لحضور القمة في ظل انتشار فيروس إيبولا، قالت بوعيدة إن القمة ستنظم في موعدها ولا وجود لأي خطر بهذا الشأن، مشددة على أن المغرب يتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي للفيروس شأنه شأن باقي دول العالم.

واستعرض نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي منسق اللجنة المكلفة الإشراف على تنظيم القمة، أبرز المحاور المسطرة في برنامجها، وقال إنه سيجري تنظيم 12 جلسة عامة ستعرف تدخل مشاركين ومحاضرين مرموقين للحديث عن تجاربهم واقتسام آرائهم ومناقشة مواضيع مهمة مثل التنمية المستدامة ومناخ الأعمال والتصدير، والمسؤولية الاجتماعية. كما ستناقش ورشات القمة العالمية، يضيف بركة، مواضيع مختلفة مثل المدن الذكية وريادة الأعمال الاجتماعية والابتكار ومهن الصحة والفلاحة والأمن الغذائي والطاقات المتجددة. كما ستنظم خلال القمة العالمية «قرية الابتكار» موجهة للشباب ستمكنهم من تقديم مقاولاتهم وأنشطتهم، والاستفادة من مواكبة الخبراء وحضور ندوات تشارك فيها أسماء ومتدخلون دوليون. وستنقل بعض أنشطة قرية الابتكار مباشرة على الإنترنت في أكثر من 80 دولة عبر العالم.

وأشار المسؤول المغربي إلى أن القمة تنظم برعاية الكثير من المؤسسات العمومية والخاصة مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والتجمع المهني للبنوك المغربية، واتصالات المغرب، والتجاري وفا بنك، إلى جانب الكثير من الشركاء الإعلاميين المغاربة والدوليين.