عبد الله الثني يزور السودان بدعوة من البشير

الجامعة العربية تؤكد عقد اجتماع مجموعة الجوار الليبي في الخرطوم

TT

بحثت الخارجية السودانية والسفارة الليبية في الخرطوم ترتيبات زيارة رئيس الوزراء عبد الله الثنّي للخرطوم، في الوقت الذي أكدت فيه جامعة الدول العربية استضافة السودان لاجتماع دول الجوار الليبي، الذي يتوقع عقده خلال الأسابيع القادمة، ونفت خروج السودان من المجموعة.

وأعلنت ليبيا في وقت سابق، عن تلقي الرئيس الثني لدعوة رسمية من الرئيس عمر حسن البشير لزيارة الخرطوم، واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح وتأكيدا لدعم السودان للمسار الديمقراطي في ليبيا. ولم تحدد الخارجية مواعيد وصول الثني للخرطوم، بيد أن وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان، كان قد ذكر الأسبوع الماضي أن الثنّي سيزور الخرطوم في الثامن والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس عمر البشير.

وقالت الخارجية في نشرة صحافية حصلت عليها «الشرق الأوسط» أعقبت اجتماعا بين مدير الإدارة العربية بالوزارة السفير مجدي محمد طه وسفير ليبيا في الخرطوم محمد عامر صولة، إن الرئيس الثنّي سيزور للبلاد في غضون الأيام القادمة. وأوضحت الخارجية أنها بحثت مع السفير صولة ترتيبات الزيارة التي تأتي في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ولمواصلة جهود السودان لتعزيز السلام والاستقرار في ليبيا، حسب تعبير النشرة.

يشار إلى أن النزاع في ليبيا شغل وقتا مقدرا من مباحثات الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والسوداني عمر البشير، أثناء زيارة الأخير للعاصمة المصرية. وبحث الرئيسان في القاهرة الأوضاع في ليبيا، وقال الرئيس السيسي إنه اتفق مع ضيفه الرئيس البشير على العمل لوحدة واستقرار ليبيا ودعم مؤسساتها الشرعية، وأعلن البشير موافقته على ما قاله مضيفه. وتتهم أطراف ليبية مصر ودولا خليجية بدعم الجيش الليبي الموالي لحكومة الثنّي ويقوده اللواء خليفة حفتر، وتتهم كل من الخرطوم وقطر بدعم الميليشيات الإسلامية التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي. واتهمت الحكومة الليبية التي يترأسها الثنّي في سبتمبر (أيلول) الماضي السودان بدعم الميليشيات الإسلامية المناوئة لها، وبتزويدها بالذخائر والأسلحة، بيد أن الخرطوم رفضت بشدة تلك الاتهامات، واستدعت حينها القائم بالأعمال الليبي على خلفية تلك الاتهامات. من جهة أخرى، نقلت «شروق نت» الشبكة الحكومية، عن مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا ناصر القدوة، أن العاصمة السودانية الخرطوم ستستضيف اجتماع دول الجوار الليبي الذي سيعقد الأسابيع القادمة، ونفيه خروج السودان من المجموعة.

ونقلت عن القدوة تصريحات عقب لقائه في القاهرة بوزير الخارجية المصري سامح شكري، أنه نفى ما تردد عن خروج السودان عن المجموعة، ووصفه للأمر بـ«الكلام غير الدقيق»، كاشفا عن اجتماع تلك الدول قريبا في الخرطوم. وعقدت مجموعة دول الجوار الليبي المكونة من «ليبيا، الجزائر، تونس، السودان، مصر، تشاد، النيجر»، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، آخر اجتماعاتها في أغسطس (آب) الماضي بالقاهرة، بحثت فيه الأوضاع الليبية المضطربة.

ودعت المجموعة في ختام اجتماعها إلى التزام الأطراف الخارجية بالامتناع عن توريد وتزويد الأطراف غير الشرعية بالسلاح بجميع أنواعه وتعزيز المراقبة على كافة المنافذ البحرية والجوية والبرية الليبية لتحقيق هذا الهدف، ولا يسمح باستيراد أي نوع من الأسلحة إلا بناء على طلب من الدولة الليبية وبعد موافقة لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن. كما دعا لمكافحة الإرهاب بشتى أشكاله وتجفيف منابع تمويله، ودعم المؤسسات الشرعية للدولة الليبية وعلى رأسها مجلس النواب، وبناء وتأهيل مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والشرطة، والاتفاق على عقد الاجتماع المقبل في الخرطوم.

بيد أن الاتهامات الليبية للسودان بدعم الميليشيات، أدت لتداول معلومات عن خروج – أو إخراج – السودان عن مجموعة دول الجوار الليبي، وهو الأمر الذي نفاه مبعوث الجامعة العربية ناصر القدوة.