الجيش الليبي يدخل شرق بنغازي وسط ترحيب السكان

الثني: حكومتي بلا «إخوان».. وسنرد على مبادرة الأمم المتحدة الأحد

مقاتلون ينتمون لجماعة «فجر ليبيا» أثناء مواجهات جنوب غربي طرابلس (أ.ف.ب)
TT

في ذكرى مرور 3 سنوات على إعلان تحرير ليبيا من قبضة نظام العقيد الراحل معمر القذافي، كسبت قوات الجيش الليبي جولة مهمة في المعركة التي تخوضها ضد الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي بشرق البلاد، حيث نجحت أمس في دخول منطقة سيدي فرج على محور الساحل الشرقي للمدينة وسط ترحيب من السكان المحليين.

وانتشرت قوات الجيش معززة بالدبابات والآليات العسكرية في محيط المنطقة بعد معارك عنيفة خاضتها بالتعاون مع السكان ضد ميليشيات تنظيم الشريعة وما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي الذي يضم خليطا من المقاتلين المتشددين بعضهم من الأجانب.

وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط»: «أستطيع أن أؤكد لكم أن القوة الرئيسة للجيش دخلت بنغازي ووصلت لحي السلام في عمق المدينة»، فيما أظهرت صور فوتوغرافية تداولها نشطاء ليبيون على شبكة الإنترنيت العقيد محمد حجازي الناطق الرسمي باسم عملية الكرامة التي أطلقها اللواء خليفة حفتر في شهر مايو (أيار) الماضي وهو يسجد على الأرض إلى جانب إعلاميين آخرين فرحا بدخول قوات الجيش.

ورحب السكان بشكل لافت للانتباه بظهور الجيش في شوارع بنغازي التي تعتبر ثاني كبريات المدن الليبية وعاصمة الثورة مهد الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي عام 2011. ونسف الأهالي الغاضبون منزل بوكا العريبي قائد ميليشيات ما يسمى بقوات درع ليبيا 2. المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في بنغازي.

لكن الوضع كان مختلفا في العاصمة الليبية طرابلس، حيث نفى المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا نفيا قاطعا ما تردد عن نصب مدافع هاوزر وصواريخ غراد في ضواحي طرابلس استعدادا لتدخل الجيش الليبي تنفيذا لتعليمات الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني. وقال المكتب إن طرابلس العاصمة شهدت أمس ازدحاما شديدا في كل شوارعها، معتبرا أن هذا يمثل «دلالة واضحة ورسالة جلية نقية من أبناء العاصمة إلى رفض دعوات التهييج وإثارة الفوضى التي يقوم بها رئيس وزراء برلمان الخونة والانقلابيين في طبرق»، على حد تعبيره. ولا تزال الفوضى تعم ليبيا بعد 3 سنوات على سقوط القذافي وسط صراع بين الكتائب الإسلامية وغيرها على بسط النفوذ الجغرافي والسياسي من جهة وعجز الحكومة عن فرض سيطرتها.

إلى ذلك، أعلنت حكومة الثني أنها تلقت مبادرة من برنارد ليون مبعوث الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية في ليبيا، وقالت في بيان رسمي أصدرته أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنها وعدت بالرد عليها يوم الأحد المقبل.

وأوضح البيان أن الثني التقى بحضور جوزيف موسكات رئيس وزراء مالطا مساء أول من أمس مع المبعوث الأممي الذي «قدم مبادرة لإنهاء الأزمة وطلب مهلة من الوقت محددة لتنفيذها وأجاب الجانب الليبي أنهم يحتاجون وقتا لدراستها وسيردون عليها يوم الأحد القادم».

من جانبه قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في بيان منفصل، بأنه رغم قلقه من التصعيد العسكري والدعوات لمزيد من الأعمال العسكرية، وهي أعمال غير مواتية للحوار، فإنه يأمل في أن يسفر التزام الحكومة والأمم المتحدة بالحوار عن نتائج ملموسة في الأسابيع القليلة القادمة. ولفت إلى أنه اتفق مع الثني على أن «كل الجهود يجب أن تتركز الآن على التوصل إلى حل سلمي من خلال الحوار، وأن يعمل جميع الليبيين لهذه الغاية، وكشف النقاب عن أن رئيس الحكومة الليبية وعد ببحث السبل الكفيلة بتعزيز هذا في الأيام القادمة».

من جهة أخرى، نفى عبد الله الثني رئيس الحكومة الشرعية في ليبيا أي تواجد لجماعة الإخوان المسلمين داخل حكومته التي أقرها مجلس النواب الشهر الماضي.

وقال الثني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المالطي إنه «لا يوجد في الحكومة الحالية أي فرد من الإخوان المسلمين أو أي تيار سياسي، بل كلهم أفراد هدفهم مصلحة ليبيا وليسوا مؤدلجين سياسيا أو دينيا.. كلهم ناس هدفهم مصلحة ليبيا واستقرارها».

وعن دعمه للعملية العسكرية التي يشنها اللواء خليفة حفتر ضد المتطرفين في بنغازي، اعتبر الثني أنه بتشكيل رئاسة أركان الجيش الليبي فإن أي قوة تنضوي تحت قيادة الجيش وتحت شرعية الدولة وتأتمر بإمرة الدولة وتقاتل الإرهاب وتحاربه الحكومة ستحتويها وتحتوي أفرادها على أن تنضوي داخل المؤسسة العسكرية بشكل فردي، دونما أن يكونوا على هيئة مجموعات.

بموازاة ذلك، أعلن مبعوث تركيا الخاص إلى ليبيا أمر الله أيشلر أن الخطوط الجوية التركية ستستأنف رحلاتها إلى مدينة مصراتة في شرق ليبيا في الأسبوع المقبل في أول خطوة من نوعها لشركات طيران أجنبية منذ تدهور الوضع الأمني في البلاد منذ يوليو (تموز) الماضي.

وكان المبعوث التركي قد التقى رئيس مجلس النواب الليبي صالح عقيلة بمقره المؤقت بمدينة طبرق، قبل أن يجتمع في طرابلس مع عمر الحاسي رئيس الحكومة غير الشرعية التي دشنها البرلمان السابق والمنتهية ولايته. وتركيا أحد أكبر شركاء ليبيا في قطاع الأعمال وقد حافظت على علاقات دبلوماسية وثيقة مع الحكومات المتعاقبة منذ سقوط القذافي. ونقلت أمس وكالة أنباء الأناضول التركية عن دبلوماسي جزائري قوله إن بلاده طلبت من قطر المساعدة في دفع أطراف النزاع الليبي إلى القبول بالمبادرة الجزائرية لحل الأزمة، ومنع وصول شحنات سلاح جديدة لأي من أطراف النزاع غير الشرعية.