السجن حتى 10 سنوات لـ3 سعوديات ويمنية حرضن على القتال ومولن «القاعدة»

إحداهن شجعت ابنها على تنفيذ عملية انتحارية بمبنى وزارة الداخلية

TT

أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالسعودية، أمس، أحكاما ابتدائية على 3 سعوديات ويمنية بالسجن حتى 10 سنوات، ومنعهن من السفر؛ لإقرارهن بتكفير الحكومات العربية، وتواصلهن مع أشخاص خارج المملكة، واعتقادهن أن القتال فرض عين، واجتماعهن مع نساء يحملن الفكر المنحرف، وتحريض إحداهن ابنها على القيام بعملية انتحارية تستهدف مبنى وزارة الداخلية، فيما صرف القاضي الحكم غيابيا على المتهمة الخامسة أروى بغدادي، لعدم حضورها، حيث ثبت هروبها إلى اليمن.

وأقرت المدانة الأولى التي حكم عليها بالسجن 10 سنوات والمنع من السفر لمدة مماثلة لسجنها، بانتهاج المنهج التكفيري، وتأييدها الأعمال الإرهابية داخل المملكة، حيث حرّضت وجهزت ابنها لإرساله إلى مناطق تشهد فتنا وصراعات، فيما سلمت ابنها الآخر نحو ألف ريال ليقوم بنقل وتهريب أحد المطلوبين أمنيا إلى جازان، وهو محمد عصام بغدادي (قُتل في مواجهات أمنية بنقطة تفتيش المثلث في وادي الدواسر عام 2010)، حيث كان البغدادي، وهو شقيق المتهمة الثانية أروى الهاربة إلى اليمن، متخفيا عن الأنظار، وكان يعتقد حينها أنه في العراق، وكان يسعى للحصول على هوية مزورة من أشخاص في جدة للرجوع إلى العراق مرة أخرى.

وطلب نجل المدانة الأولى من والدته السيارة لتهريب القتيل البغدادي إلى جازان للخروج إلى العراق عبر اليمن، وقيل إنه سيرتدي عباءة نسائية للتخفي عن أنظار رجال الأمن، فعرضت عليه مرافقتهما إلى جازان حتى لا يُكتشف أمرهما، فرفض ابنها ذلك، وذهب إلى جازان، ولم يستطع الخروج، فعاد إلى الرياض، حيث قُبض عليه بعد مواجهات أمنية في نقطة المثلث بوادي الدواسر.

وحضرت الجلسة المدانات الأولى والثالثة والخامسة، ومعهن قريبات لهن، إضافة إلى سجانتين داخل القاعة، فيما حضر وكيل المدانة الرابعة.

وأقرت المدانة التي تكنى «أم اليزن» بالاجتماع مع نساء يحملن الفكر المنحرف، وهن، حسب اعترافاتها، زوجات الموقوفين بسجون المباحث في مكة المكرمة، وهن يحملن الأفكار والتوجهات الفكرية نفسها التي تؤيد الأعمال القتالية داخل السعودية وخارجها، حيث تسلمت من إحداهن مبلغ 3 آلاف ريال لدعم المقاتلين.

وكان القضاء السعودي أصدر حكما بالسجن 15 عاما ضد امرأة سعودية اشتهرت باسم «سيدة القاعدة» في 2011، ومنعها من السفر 15 عاما أخرى، ابتداء بخروجها من السجن، لإدانتها بتكفير الدولة، وتمويلها الإرهاب بمبالغ تجاوزت مليون ريال، وإرسالها إلى فرع «القاعدة» في اليمن، وذلك بعد تواصلها مع عناصر التنظيم في اليمن وأفغانستان، كما هربت من رجال الأمن بعد أن علمت بأنها مطلوبة أمينا، وسافرت بعد ذلك للمنطقة الجنوبية من أجل إيصال أجهزة اتصال لاسلكي لشخص آخر ليقوم بإيصالها لتنظيم «القاعدة في اليمن». وجرى اكتساب الحكم الصفة القطعية بعد استئنافه.

وتسترت المدانة الأولى على أحد الأشخاص الذي يحمل الفكر المنحرف، لقيامه بالتأثير على أبنائها بتوجيه من والدهم الموقوف، كما تلقت اتصالات خارجية من بعض المطلوبين أمنيا، وقاموا بتطمينها على ابنها الذي أسهمت في سفره إلى مناطق القتال في أفغانستان، إلا أنه قتل هناك.

وجمعت «أم اليزن» مبالغ مالية للمقاتلين وسلمتها لإحدى النساء، وتواصلت مع شخص خارج البلاد في أماكن الصراع وجمعت مبلغا ماليا وأرسلته له عن طريق أحد الأشخاص، حيث إن هذا الشخص طلب من المدانة التواصل مع تنظيم «القاعدة في اليمن» لنقل أخبارهم إليه، وبدورها، أخبرت ذلك الشخص بعزمها على الخروج للقتال، إلا أنه لم يوافقها على ذلك.

كما أقرت بتسلم رسالة بريد من ذلك الشخص وفيها عنوان بريد وكلمة سر، وأنه طلب منها تسليمها لشخص يعمل في مطعم بمكة المكرمة، وقامت بذلك عن طريق ابنها، وأخبرت المحقق بتحريضها ابنها على القيام بعملية إرهابية أو انتحارية في مبنى وزارة الداخلية، إلا أنه لم يوافق على ذلك.

واعترفت المدانة الخامسة (يمنية الجنسية) التي حكم عليها بالسجن 9 سنوات، بتأثرها بالفكر المنحرف من خلال زوجها (حكم عليه بالسجن 27 عاما الأسبوع الماضي)، وبأنها ترى أن القتال في أماكن الصراع فرض عين، حيث سافرت إلى زوجها في مناطق القتال وتوجهت معه إلى إحدى المضافات التابعة لتنظيم القاعدة في مدينة كويتا الباكستانية، حيث جرى سحب جوازات السفر منهما وتمكنت من الوصول إلى قندهار، واصطحبها زوجها - فيما بعد - إلى منزل أسامة بن لادن في قندهار، حيث كانت تحضر درسا أسبوعيا عند زوجة الأخير.

وأقرت المدانة اليمنية بدخولها إلى السعودية قادمة من اليمن عن طريق التهريب، وخروجها برفقة رجال ونساء إلى منطقة برية وتدربها على إطلاق النار، وكانت تعمل على إعداد الطعام حينما كانت برفقة زوجها داخل منطقة الحرم المكي في شقة بالخالدية، ومعه عدد من عناصر الخلية بلغ 78 شخصا (حكم عليهم الأسبوع الماضي)، واعترفت بأن مجموعة من الشباب كانوا يسكنون عندهم ومعهم أسلحة يجهزونها.

وجمعت المدانة اليمنية الأموال للمقاتلين، حيث سلمت نحو 13 ألف ريال لامرأتين لإرسالها إلى المقاتلين، حيث كانت تعلم بأن المتهمة الثانية، واسمها أروى البغدادي، تنهج المنهج التكفيري، وترفض الصلاة خلف أئمة الحرم، وأنها شاهدت لديها كتاب «ملة إبراهيم»، وتسلمت منها قطعتي ذهب لدعم المقاتلين، وسلمتهما لمن تقوم بإيصالهما لهم. يذكر أن اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، طالب جميع النساء الغيورات على وطنهن بعدم التردد في الإبلاغ عن أي ملاحظة يجري رصدها داخل المجتمع النسائي، حيث إن التنظيمات الإرهابية الضالة تعمل على استدراج السعوديين لتدريبهم ودفعهم إلى الجرائم الإرهابية، ومن ثم العمل على إعادتهم مرة أخرى إلى السعودية خلايا محلية تكون نواة لتنظيم إرهابي جديد.

وكفّرت المدانة الثالثة، التي حكم عليها بالسجن 8 سنوات والمنع من السفر لمدة مماثلة لسجنها، بعض الحكومات العربية، وأقرت بربط شخصين معا؛ أحدهما أفغاني يقوم بتنسيق سفر الشباب إلى أماكن القتال، وتسليم أحد الأشخاص مبالغ مالية بلغت نحو 80 ألف ريال على دفعات لتجهيز نفسه ومعه آخرون للخروج للمشاركة في القتال بأماكن الصراع.