كوريا الشمالية تفرج عن أحد الأميركيين الـ3 المعتقلين لديها

بيونغ يانغ قالت إنها أطلقته «تلبية لمناشدات أوباما»

TT

أعلنت الولايات المتحدة الإفراج عن جيفري فاولي أحد الأميركيين الثلاثة المحتجزين في كوريا الشمالية، موضحة أنه في «صحة جيدة» وموجود الآن في جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادي. وقال جوش أرنست الناطق باسم البيت الأبيض: «سمح لجيفري فاولي بمغادرة كوريا الشمالية». ودعا فورا إلى الإفراج عن الأميركيين الاثنين الآخرين المحتجرين في هذا البلد. وأكدت وزارة الخارجية، من جانبها أن المحتجز السابق فاولي، (56 عاما)، عاينه طبيب بعد الإفراج عنه وأنه «بصحة جيدة».

من جهتها، نشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أمس أن زعيم البلاد كيم جونغ أون أفرج عن جيفري فاولي، «واضعا في الاعتبار المناشدات المتكررة من الرئيس الأميركي» باراك أوباما. وقالت الوكالة إنه «جرى تسليم المجرم إلى الجانب الأميركي بما يتماشى مع الإجراءات القانونية». وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في برلين، إن الإفراج عن فاولي لم يكن بموجب صفقة مقايضة، وأبدى أمله أن تستأنف محادثات نزع الأسلحة النووية مع بيونغ يانغ في وقت قريب.

ونقل فاولي من بيونغ يانغ بطائرة تابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هبطت في جزيرة غوام بالمحيط الهادي، كما قالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماري هارف. ولم تذكر هارف متى سيعود فاولي إلى القارة الأميركية أو إلى ولايته أوهايو (شمال). وشكرت هارف السويد التي تمثل المصالح الدبلوماسية الأميركية في كوريا الشمالية والتي ساعدت في الإفراج عنه، لكنها لم تشأ أن توضح «تفاصيل المحادثات ولا كيف نعمل على إعادة مواطنينا الأميركيين إلى ديارهم».

ولدى دخوله إلى كوريا الشمالية في أبريل (نيسان) الماضي، اتهم فاولي بترك إنجيل في أحد الفنادق. وقال أرنست: «إذا كان الأمر يتعلق بقرار إيجابي من جانب كوريا الشمالية، فإننا نبقى مركزين على احتجاز كينيث باي وماثيو ميلر وندعو كوريا الشمالية مرة أخرى إلى الإفراج عنهما فورا». وأضافت هارف أن «الحكومة الأميركية ستواصل العمل» من أجل الإفراج عن الأميركيين الآخرين كينيث باي وماثيو ميلر.

واعتقل باي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، واتُهم بأنه ناشط مسيحي إنجيلي يسعى إلى الإطاحة بالحكومة الكورية الشمالية. وحكم عليه بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة. واعتبرت شقيقته تيري شانغ في بيان أن «عائلتنا تحتفل بالإفراج عن الأميركي جيفري فاولي، لكننا في الوقت نفسه في حزن، لأن شقيقي كينيث باي محكوم عليه بالأشغال الشاقة في كوريا الشمالية منذ عامين، ومستقبله غامض». وأضافت: «ننظر مع ذلك بتفاؤل إلى أن هذا الإفراج قد يشكل إشارة أمل لكينيث»، موضحة أنها تأمل التحدث مع وزارة الخارجية الأميركية لتحصل على أخبار حول شقيقها.

أما ماثيو ميلر (24 عاما)، فاعتقل في أبريل الماضي، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات مع الأشغال الشاقة. وبحسب كوريا الشمالية، فقد «ارتكب أعمالا معادية» بدخوله إلى أراضيها «متنكرا بصفة سائح». وأوضح البيت الأبيض أن سلطات كوريا الشمالية طلبت من الولايات المتحدة نقل فاولي إلى خارج البلاد فور الإفراج عنه، وهو الأمر الذي حصل. وفي مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، وجه الأميركيون الثلاثة نداء يطلبون فيه من واشنطن إرسال موفد بهدف التفاوض مع بيونغ يانغ بشأن الإفراج عنهم. وبينما كانوا تحت رقابة ممثلين عن الحكومة، تطرقوا إلى ظروف اعتقالهم في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، وهو أمر غير اعتيادي في كوريا الشمالية. وكان المعتقلون الثلاثة داخل فندق في العاصمة الكورية الشمالية. وأوضح كينيث باي خصوصا أن صحته في تدهور على الرغم من معاملته «قدر الممكن إنسانيا»، وطلب من واشنطن التحرك بسرعة لإطلاق سراحهم. وتعتبر واشنطن أن بيونغ يانغ تعتقل هؤلاء الأشخاص لأغراض سياسية للحصول على تنازلات دبلوماسية. والنظام الكوري الشمالي المعزول والخاضع لعقوبات دولية تضيق الخناق عليه، يسعى إلى إعادة تحريك المفاوضات السداسية (الكوريتان وروسيا والصين واليابان والولايات المتحدة) حول منحه مساعدة اقتصادية دولية مقابل وقف برنامجه النووي.