مطار بيروت يتحصن لمواجهة «إيبولا» ويدقق في رحلات المغرب وإثيوبيا ونيجيريا

تخصيص مدرج للطائرات الآتية من الدول الموبوءة وغرف عزل

TT

استكملت الأجهزة اللبنانية المعنية إجراءاتها للتصدي لمرض «إيبولا» الذي يجتاح عددا من الدول وعلى رأسها الدول الأفريقية، واتخذت التدابير اللازمة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد تنبيه وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى أن بلاده معرضة أكثر من غيرها لخطر الإصابة بالفيروس لأن هناك جاليات كبيرة من اللبنانيين في عدد من الدول الموبوءة.

وجال أبو فاعور ووزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، أمس، في قاعات وصول المسافرين في المطار واطلعا على الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذت لمنع تسرب مرض «إيبولا» إلى لبنان.

وأشار وزير الصحة إلى سلسلة قرارات اتخذت في المطار يقضي أبرزها بحصر كل الطائرات الآتية من الدول الموبوءة في مدرج واحد هو المدرج الغربي، وصعود ممرضين متخصصين إلى الطائرات الآتية من دول موبوءة للتأكد من أنّها لا تقل ركابا يحملون الفيروس، وإلغاء خدمة الامتياز (VIP) في صالون الشرف للركاب الآتين من دول موبوءة، والتعميم على شركات الطيران بوجوب أن تشمل الإجراءات الركاب الآتين عن طريق الترانزيت.

وقال أبو فاعور: «نحن في حاجة إلى غرفة في مهبط الطائرات لاستخدامها في حال وجود أي حالة مشتبه فيها بشكل كبير، لتؤخذ إلى تلك الغرفة، أي غرفة العزل، قبل أن تدخل إلى المطار ثم إلى البلد، والخيار يتراوح بين غرفة أو سيارة إسعاف مجهزة لكل الحالات. وأعتقد أننا سنلجأ إلى كلا الخيارين».

ونفى وجود أي حالة «إيبولا» في لبنان، موضحا أنّه «اشتبه في بعض الحالات تبين فيما بعد أنها ملاريا أو أمور أخرى». وسيدقق بشكل خاص بالرحلات الـ4 التي تأتي أسبوعيا من المغرب إلى بيروت، وبالرحلتين اللتين تأتيان من إثيوبيا، وبالرحلات الـ3 من نيجيريا.

وجهز كل من مستشفى رفيق الحريري ومستشفى الجامعة الأميركية للتعاطي مع أي حالة «إيبولا»، إذ أنشئت خلايا مختصة.

وأسفر وباء الحمى النزفية (إيبولا) عن وفاة 4493 شخصا من بين 8997 إصابة مسجلة في 7 دول (ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال وإسبانيا والولايات المتحدة)، بحسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية.

وأشار أبو فاعور إلى أنّ هناك تنسيقا مع الجاليات اللبنانية في الخارج، وقال: «اتصلت بوزير الخارجية والمغتربين (جبران باسيل) وتفاهمت معه على وجوب التدقيق بالتأشيرات المعطاة لغير اللبنانيين. أما بالنسبة إلى اللبنانيين الذين يودون تجديد سفرهم في حالات غير طارئة فنحاول القيام بآلية تنسيق مع السفارات بإبلاغنا سلفا لكي نجري استعداداتنا ولا نفاجأ بأي أمر».

بدوره أكّد وزير النقل غازي زعيتر تسهيل الوزارة كل الإجراءات المطلوبة منها إن كان في المطار أو في المرافئ الأخرى للحد من خطر تسرب مرض «إيبولا» إلى لبنان، وقال: ««انطلاقا من حرصنا جميعا، حكومة ومعنيين، وخصوصا معالي وزير الصحة الذي يتابع هذا الموضوع الخطير جدا، للحفاظ على مصلحة المواطن، فإن كل الإجراءات التي ذكرها ستنفذ، وفيما يتعلق بنا كوزارة أشغال عامة ونقل معنية بشؤون المطار فإننا سنسهل كل ما هو مطلوب منا على كل الأصعدة؛ لأن الأمر يعنينا جميعا».

وكان رئيس الجامعة اللبنانية - الثقافية في العالم أحمد ناصر أكّد في وقت سابق عدم وجود إصابات بفيروس «إيبولا» في صفوف الجاليات اللبنانية في دول غرب أفريقيا، لافتا إلى أن «جميع اللبنانيين بخير وهم مستمرون في مزاولة حياتهم العادية إلى جانب شعوب تلك البلدان المضيفة، وأنهم لن يغادروا هذه الدول».