الجيش الإسرائيلي: محاولة تهريب مخدرات وراء إطلاق النار على الحدود مع مصر

إسرائيل تدعي أن حادث الدهس في القدس عملية إرهابية

TT

أظهرت التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي في حادث إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية المصرية بعد ظهر أمس أنه وقع في إطار محاولة لتهريب كمية كبيرة من المخدرات من مصر إلى إسرائيل، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.

ويبدو أنه بعدما اتضح للمهربين أن محاولة التهريب قد تفشل أطلقوا النار في 3 نقاط مختلفة على امتداد الحدود، كما أطلقوا قذيفة مضادة للمدرعات باتجاه دورية لجيش الدفاع كانت تسير في المكان، مما أسفر عن إصابة 3 جنود إسرائيليين.

وأسفر تبادل لإطلاق النار جرى بين القوة الإسرائيلية والمهربين عن مقتل ما بين 3 و6 منهم، بحسب الإذاعة. وعثر في مكان الحادث على سلم وضع إلى جانب السياج الحدودي، كما عثر في الجانب المصري على بنادق من طراز كلاشينكوف وعتاد عسكري. وذكرت الإذاعة أن تنسيقا جرى بين الطرفين المصري والإسرائيلي خلال الحادث.

من جهة أخرى، ذكر شهود عيان من مناطق بوسط سيناء أن الطائرات المصرية والإسرائيلية حلقت في سماء الحدود المشتركة بين البلدين، ضمن جهود البحث المبذولة من الطرفين للعثور على منفذي الهجوم على الدورية الإسرائيلية.

وفي القدس الشرقية قالت الحكومة الإسرائيلية إن «منفذ الهجوم بالسيارة الذي قتلت فيه رضيعة، وأصيب فيه 8 من المارة بجروح أمس، هو عضو في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)». وقال المتحدث الحكومي أوفير جيندلمان في تغريدة «الإرهابي الفلسطيني الذي دهس 8 أشخاص هذا المساء في القدس وقتل رضيعة هو عضو في حماس».

وأثارت هذه الحادثة تصعيدا جديدا في العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث قد وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهاما مباشرا للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يحمله فيه مسؤولية تحريض المواطنين الفلسطينيين في القدس على اليهود.

وكان أسير فلسطيني سابق قد مر بسيارته قرب محطة قطار كهربائي، مساء أمس فانحرفت سيارته نحو ركاب القطار وهم يغادرونه. فأصيب 9 مستوطنين، جراح 3 منهم بليغة، وتوفيت طفلة رضيعة عمرها ثلاثة شهور، وهي في الطريق إلى المستشفى. وعلى الفور خرجت الشرطة الإسرائيلية بالاستنتاج أن الحادث هو عملية دهس مقصود، وأكدت أن السائق شاب معروف للشرطة كأسير سابق، أمضى 16 شهرا في السجن بسبب نشاطه المعادي للاستيطان اليهودي في القدس. واعتقل قبل عدة شهور بسبب اعتدائه على قوات الشرطة عندما حضرت لاعتقال والده، النشيط في حركة حماس.

وقال وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، الذي حضر إلى موقع الحادث، إن «كل المؤشرات تظهر أن الحديث يدور عن عملية دهس. والسائق كان مسجونا في الماضي، والشرطة والشاباك يواصلان التحقيق». وأضاف أن «الحديث يدور عن عملية غير بسيطة. وينبغي الاستعداد في المدينة كلها لوقوع أعمال شغب وأحداث. وقد تحدثت مع رئيس الحكومة وطلبت تعزيز قوات حرس الحدود. ينبغي تهدئة المدينة». وقال ناطق بلسان المخابرات الإسرائيلية إن «السائق معروف بنشاطاته السياسية، خصوصا في مجال التصدي لعمليات الاستيطان في القدس الشرقية، وفي الأيام الأخيرة شوهد وهو يقود عمليات احتجاج ضد الاستيطان في سلوان».

لكن الفلسطينيين نفوا ذلك، وقالوا إن «العملية ليست سوى حادثة سير عادية». وقال شهود عيان إن «السائق عبد الرحمن إدريس شلود (20 عاما)، فقد السيطرة على السيارة. وبعد أن صدم المارة نزل من سيارته. وعندما رأى النتيجة راح يلطم على رأسه. ولكن شرطيا إسرائيليا أطلق الرصاص عليه وأصابه». وتساءل أحد أقربائه «الحادث وقع بالقرب من مركز للشرطة، فهل يعقل أن يختار الفدائي الفلسطيني موقعا كهذا لتنفيذ عملية دهس. هناك عشرات محطات القطار في القدس الشرقية المحتلة التي لا يوجد فيها رجال شرطة، ولو أراد تنفيذ عملية دهس مقصودة لكان اختار واحدة منها».

وقد صرح رئيس الوزراء نتنياهو قائلا إنه «أصدر تعليماته بتكثيف وجود الشرطة في القدس، بناء على طلب الشرطة»، واعتبرها عملية إرهاب، واتهم الرئيس أبو مازن بالمسؤولية عنها، «فهو الذي اختار التحالف مع حماس، ووفر لها الغطاء لتنفيذ العمليات ودعا في خطابه الأخير إلى مقاومة دخول المستوطنين إلى الأقصى بأي ثمن». وأضاف نتنياهو «لا شك في أن السائق الفلسطيني فهم رسالة أبو مازن فأقدم على هذه العملية الخطيرة».