14 آذار يضغط لانضمام لبنان إلى التحالف ضد الإرهاب.. و«حزب الله» يريد بقاءه «عضو شرف»

مصادر 8 آذار لـ«الشرق الأوسط»: المطلوب أن يكون سياسيا ضمنه وميدانيا على ضفافه

TT

عاد موضوع انتساب لبنان للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب مادة دسمة للسجال بين «حزب الله» وقوى 14 آذار بعد دعوة الأخيرة لمساهمة دول التحالف بدعم الجيش بمواجهة الإرهاب من خلال ضرب تجمعات المسلحين في جرود عرسال شرق البلاد، في وقت يصر فيه «حزب الله» على وجوب بقاء لبنان «عضو شرف» في هذا التحالف، فيكون سياسيا ضمنه، ولكن ميدانيا وعسكريا على ضفافه.

وقالت مصادر في قوى 8 آذار مطلعة على أجواء «حزب الله» إن الأخير يفضل بقاء لبنان في «المنطقة الرمادية» فيما يتعلق بانتسابه إلى التحالف؛ «فهو لا يستطيع أن يكون خارج كتلة دولية للحرب على الإرهاب الذي يقرع أبوابه يوميا، كما أنّه في الوقت عينه لا يمكن أن ينزلق للشراكة الفعلية والذهاب بعيدا، من خلال فتح الأجواء اللبنانية للطيران الأجنبي أو تنسيق الجيش اللبناني مع قوات أجنبية».

وأوضحت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب الله» «يدفع باتجاه بقاء لبنان عضو شرف في هذا التحالف، فيكون سياسيا ضمنه، ولكن ميدانيا وعسكريا على ضفافه».

بالمقابل، تسعى قوى 14 آذار لتوسيع عضوية لبنان بالتحالف، وكرر رئيس حزب «القوات» سمير جعجع مرارا موقفه الداعي لاتخاذ قرار سريع بـ«ربط غرفة عمليات الجيش اللبناني بغرفة عمليات التحالف الدولي وإجراء كلّ التجارب اللازمة لكي يُساند هذا التحالف الجيش اللبناني من الجو في حال تعرضه لهجومٍ من المسلحين في الجرود».

وطالبت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في اجتماعها الأسبوعي، أمس، الحكومة اللبنانية بـ«توسيع صلاحيات القرار 1701 حتى يصبح نافذا على كامل الحدود مع سوريا، والانتساب الواضح إلى التحالف الدولي لضرب الإرهاب، مما يؤمن لجيشنا الوطني المناعة الدولية والإمكانات العملية للتصدي للإرهاب»، مشددة على أن حكومة «المصلحة الوطنية مطالبة اليوم قبل الغد بأخذ التدابير اللازمة لوضع القرار 1701 وآلية التعامل مع التحالف الدولي على رأس أولوياتها».

وأصدر مجلس الأمن الدولي في عام 2006 القرار رقم 1701 الذي أوقف 33 يوما من المعارك بين القوات الإسرائيلية و«حزب الله» بما عرف بـ«حرب تموز» الإسرائيلية على لبنان، ونص على نشر 15 ألف جندي لقوات حفظ السلام الدولية على الحدود الجنوبية بين الجانبين، وتطالب 14 آذار بنشر الجنود الدوليين على الحدود الشرقية أيضا لصد أي محاولة لتمدد «داعش».

وساد نوع من التوتر العلاقة بين التيار الوطني الحر الذي يترأسه الزعيم المسيحي ميشال عون وحليفه «حزب الله» بعد توقيع وزير الخارجية جبران باسيل على بيان جدة الذي أعلن تشكيل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.

وفي إطلالته الأخيرة عد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله أن «لا مصلحة للبنان أن يكون من ضمن التحالف الدولي»، لافتا إلى أن «ثمة مخاطر عليه إذا ما انضوى فيه».

وأعلن باسيل أخيرا أن «لبنان ليس في وارد طلب أي غارات من التحالف ضد الإرهاب على مواقع (داعش) و(جبهة النصرة) في جرود عرسال»، عادًّا أن «الجيش اللبناني يملك ما يكفي من القدرات لمعالجة الأمر، ولا ينبغي التشكيك فيه».

وأثارت مشاركة قائد الجيش العماد جان قهوجي في اجتماع قادة جيوش التحالف الدولي لمحاربة «داعش» في واشنطن أخيرا، حفيظة «حزب الله» الذي يصر على إبقاء التعاون مع التحالف تعاونا سياسيا.

وخاض الجيش اللبناني معارك عنيفة مع مسلحي «النصرة» و«داعش» مطلع أغسطس (آب) الماضي بعد محاولة التنظيمين التمدد لاحتلال بلدة عرسال الحدودية الشرقية، كما وقعت مواجهات عنيفة بين «حزب الله» ومسلحي «النصرة» في جرود بلدة بريتال مطلع الشهر الحالي بعد محاولتهم السيطرة على حواجز للحزب في سلسلة جبال لبنان الشرقية.

ويختطف التنظيمان المذكوران 27 عسكريا لبنانيا منذ معركة عرسال ويحتجزانهم في جرود البلدة اللبنانية حيث الأكثرية السنية.

وقرر أمس أهالي العسكريين المختطفين العودة إلى تصعيد تحركاتهم بعدما انتقلوا إلى اعتصام مركزي في وسط العاصمة، فقطعوا الطريق الرئيس في منطقة الصيفي في بيروت والطريق البحري في القلمون في طرابلس شمال البلاد.

وأشار وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، وهو من الوزراء المشرفين على ملف العسكريين المختطفين، إلى أن الحل سيطول، وقال بعد لقائه أهالي العسكريين: «لا أحد يتوقع حلا في يوم أو يومين فالمسألة طويلة».

وأكّد أبو فاعور أن «الحكومة تتصرف بشكل جدي، ومن واجبنا الإفصاح عن بعض الأمور، إنما الخوف أن تسرب بعض المعلومات وتؤدي إلى عرقلة المفاوضات التي بدأت تتحرك».

وكشف النائب عن حزب «الكتائب» إيلي ماروني عن «مطالب سرية» تعرقل حل الملف. وقال بعد لقائه الأهالي: «الحكومة تبذل جهودا للانتهاء من هذه المأساة، وإذا كانت المقايضة هي الحل، فنحن مع ذلك، لكن هناك مطالب سرية ثانية تعرقل هذا الحل».