الحرب الكلامية تتجدد بين حركتي فتح وحماس بسبب دحلان

بسبب اعتباره أبرز خصوم الرئيس محمود عباس

TT

عاد التلاسن والتراشق الكلامي بين حركتي فتح وحماس مجددا بعد فترة هدوء نسبية، ولكن هذه المرة بسبب القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، الذي يعد أحد خصوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وأحد خصوم حماس اللدودين.

وهاجم أسامة القواسمي، المتحدث باسم حركة فتح، التصريحات التي وردت على لسان كل من المسؤولين في حماس صلاح البردويل ويحيى العبادسة بشأن فتح حوار مع دحلان، مؤكدا «أن مثل هذه التصريحات تدل على انعدام المسؤولية الوطنية والأخلاقية» على حد تعبيره. ودعا المتحدث باسم فتح حركة حماس «للجم مثل هذه التصريحات التي تؤثر على تطبيق المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية».

وكان كل من البردويل والعبادسة قد هاجما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأبقيا الباب مواربا لفتح حوار مع دحلان الذي اتهمته السلطة سابقا بالتآمر على الانقلاب، ويعيش الآن في دولة الإمارات، إذ قال العبادسة إن حركته «لا تمانع أن تحاور أي فلسطيني مهما كان ماضيه لصالح القضية الفلسطينية»، وأضاف أن «ماضي دحلان أفضل من حاضر عباس، الذي يدير الطريق الفلسطيني بانهزام وانكسار، وينتقد المقاومة التي حمت الشعب الفلسطيني، في حين ما زال منذ سنوات في عقم عملية التسوية، التي لم تجلب غير مزيد من التهويد ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية، وكثير من الاستيطان وعربدة المستوطنين».

وتابع العبادسة موضحا «إذا كانت هناك مصلحة في حوار أي فلسطيني فلا ضير في ذلك، مع أننا نعلم أن دحلان كان قائدا في الأجهزة الأمنية التي قامت بأشياء سيئة كثيرة للشعب الفلسطيني وحركة حماس خاصة، ولكن نعلم أن عباس كان قائد هذه الأجهزة التي أدارها دحلان، لذلك فمن المنطقي أن تحاور حماس دحلان، وغير دحلان لأنه عضو في المجلس التشريعي».

وتضاف تصريحات العبادسة إلى تصريحات البردويل الذي أكد أن حركته لا تمانع في التواصل والحديث مع القيادي السابق في حركة فتح ورئيس جهاز الأمن الوقائي سابقا محمد دحلان، بعد إتمام المصالحة المجتمعية.

وكان البردويل قد قال في تصريحات لصحيفة «الرسالة» المقربة من حماس إن «المشكلة مع دحلان يمكن حلها ضمن المصالحة المجتمعية، وهي تجب ما قبلها. ونحن لسنا قضاة لنحاكم دحلان، وفي النهاية كان مع عباس على متن قارب واحد لمحاربة حماس، وكما تحدثنا مع عباس سنتحدث مع دحلان، ولا يوجد أحد يمكنه أن يفرض علينا فيتو في العلاقة مع أي طرف كان».

ومن جهته، وجه رباح مهنا، القيادي البارز في الجبهة الشعبية، انتقادات حادة إلى حركة حماس، وقال إنها «ترتكب خطأ فادحا إذا كانت تريد أن تلعب على خلافات حركة فتح الداخلية من خلال التصريح بنيتها الحوار مع النائب محمد دحلان». وأضاف في ندوة سياسية في غزة «من الخطأ وغير الحكمة أن تلعب حماس في تصريحاتها على خلافات الآخرين (عباس ودحلان) بسبب العلاقة غير المستقرة بينهما».