الاتحاد الأوروبي يسعى لوضع خطوط حمراء أمام إسرائيل في الضفة الغربية

وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا خلافات مع واشنطن لكنها أهم حليف لنا

TT

ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية، أمس، أن الاتحاد الأوروبي حريص على الدخول في مفاوضات مع إسرائيل بهدف وقف سلسلة التحركات الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي تعد بمثابة «خطوط حمراء»، وقد تقوض فرص إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، إلى جانب إسرائيل.

وأوضحت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن هذا ما كشفت عنه وثيقة داخلية بالاتحاد الأوروبي حصلت عليها الصحيفة، مضيفة أن المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية يخشون من أن تكون هذه المفاوضات مقدمة لعقوبات أوروبية ضد إسرائيل. وذكرت الصحيفة أنه منذ قيام إسرائيل بمصادرة أربعة آلاف دونم في الضفة الغربية وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، عقدت سلسلة مشاورات في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل بين سفراء الدول الـ28 حول الرد الأوروبي على هذه التطورات. وقد انتهت المشاورات مطلع الأسبوع الحالي بقرار نقل رسالة حادة إلى إسرائيل باسم أعضاء التكتل الأوروبي، تركز على وصف التحركات الإسرائيلية بأنها «تهديد مركز ومتزايد على إمكانية تنفيذ حل الدولتين».

ومن المقرر أن يقوم سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل بنقل الرسالة إلى وزارة الخارجية. ومن بين الأمور التي تتضمنها الوثيقة أيضا التأكيد على رغبة الاتحاد الأوروبي في عقد «مشاورات وافية» حول أمور متعلقة بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضافت الوثيقة أن «هناك توقعات مشروعة بإجراء حوار بناء مع السلطات الإسرائيلية حول الإجراءات التي تتخذ من جانبهم، والتي قد تؤثر على مساعداتنا وأهدافنا، المتمثلة في خلق بيئة مناسبة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمساهمة في تهيئة الظروف لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة».

لكن مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة أشارت إلى أن المشاورات في بروكسل بشأن «الخطوط الحمراء» في الضفة الغربية، التي سيتم إبلاغها للإسرائيليين خلال المفاوضات، لم يجر تحديدها بصورة كاملة، إذا لم يكن على الإطلاق، كما لم يتم تحديد تداعيات تجاوز هذه الخطوط. وبهذا الخصوص قال دبلوماسي أوروبي رفيع «تعتقد بعض الدول، وعلى رأسها فرنسا، بضرورة وضع عقوبات محددة يتم تطبيقها إذا ما اتخذت إسرائيل خطوات محددة، حتى لا تكون هناك مفاجآت ويكون الثمن واضحا». وختم بأن الأمر لا يزال قيد المناقشة، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنه.

من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، عقب اجتماع مع نظيره الأميركي تشاك هيغل في واشنطن أول من أمس، أن هناك خلافات بين بلاده والولايات المتحدة. ولكن يعالون قال إن الولايات المتحدة هي أهم حليف استراتيجي لإسرائيل، فضلا عن كونها الدولة العظمى الرائدة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.

وكان يعالون قد صرح في وقت سابق بأن إسرائيل تسعى، بتعاون مع الولايات المتحدة، إلى تحسين أداء منظومة «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ، إلى جانب تطوير منظومات دفاعية أخرى. وشدد على «ضرورة عدم إلقاء الخلافات بظلالها على نسيج العلاقات العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل القائمة على القيم والمصالح المشتركة».

وكانت العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قد شابها بعض التوتر مطلع العام الحالي، وذلك عندما انتقد يعالون في شهر مارس (آذار) الماضي سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث قال إن «صورة أوباما في العالم هي الضعف» في ضوء التطورات داخل الشرق الأوسط، وأوكرانيا، وفي ضوء العلاقات مع الصين. كما أعرب يعالون آنذاك عن إحباطه من المفاوضات الرامية إلى إنهاء برنامج إيران النووي، قائلا إنه كان يعتقد في البداية أن الولايات المتحدة ستقود حملة ضدها، لكن إسرائيل تعتقد الآن أنه ينبغي عليها أن تتحرك بنفسها. غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي قال «إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وطيدة جدا، وتنطوي على أهمية بالغة بالنسبة لإسرائيل».