إسرائيل تتخذ إجراءات إضافية في القدس لمواجهة انتفاضة محتملة

تشمل إقامة مزيد من نقاط التفتيش وزرع كاميرات تسجيل في الأحياء العربية

TT

قررت الشرطة الإسرائيلية اتخاذ إجراءات إضافية داخل مدينة القدس (الشرقية) في محاولة للسيطرة على الغضب العربي فيها، والحيلولة دون احتمال اندلاع انتفاضة جديدة، خصوصا مع تصاعد المواجهات بين العرب والإسرائيليين يوما بعد يوم.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها بصدد اتخاذ إجراءات جديدة للحد من احتجاجات الفلسطينيين التي اندلعت منذ إحراق مستوطنين للفتى الفلسطيني محمد أبو خضير حيا في 2 يوليو (تموز) الماضي، وظلت بين مد وجزر في الأسبوعين الأخيرين بعد محاولات اقتحام الأقصى من قبل متطرفين، والاستيلاء على منازل في سلوان.

وبهذا الخصوص أعلن ميكي روزنفيلد، المتحدث باسم شرطة الاحتلال في القدس، أن الإجراءات التي تنوي الشرطة تنفيذها في الأحياء العربية تقوم على دمج الأدوات التكنولوجية بالاستخبارية، واستقدام وحدات إضافية من الشرطة، إضافة إلى نشر وحدات للتدخل السريع في عدة مناطق، وانتشار عناصر شرطة مدربة، وإقامة المزيد من نقاط المراقبة والتفتيش، وزرع كاميرات تسجيل إضافية في الأحياء العربية.

وجاءت هذا القرارات وسط مخاوف من تصاعد الأحداث وتفاقمها، واحتمال أن تؤدي في نهاية المطاف إلى اندلاع انتفاضة جديدة في المدينة التي تعد الأكثر أهمية بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين. وقد حاول يوحنان دانينو، القائد العام للشرطة الإسرائيلية، أن يبعث رسالة تهدئة للإسرائيليين في المدينة بقوله «هذا ليس الوقت الملائم للتخويف. لا حاجة للحديث عن الانتفاضة، فقد نسي الناس ما معنى انتفاضة».

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «هذه القرارات اتخذت بعد 24 ساعة من إلقاء زجاجات حارقة على شقق استولى عليها المستوطنون في حي سلوان، وبعد تكرار رشق سيارات إسرائيليين بالحجارة، وما سبق ذلك من إحراق لمحطة القطار الخفيف».

ويشكو الفلسطينيون في المقابل من حملات اعتقال واسعة، وضرب وتنكيل واقتحامات متكررة للأقصى، واحتلال المنازل العربية والتضييق أمنيا واقتصاديا عليهم. وقبل يومين فقط استولى مستوطنون على مزيد من المنازل في منطقة سلوان. كما هاجم فلسطينيون، أمس، سيارات مستوطنين في القدس بعد يوم من إصابة سائق حافلة إسرائيلية بالحجارة.

وفي هذا الصدد قال نير بركات، رئيس بلدية القدس، إنه «لم يعد يطيق الوضع السائد في المدينة»، وأضاف خلال مقابلة له مع الإذاعة الإسرائيلية أن «عملية الإخلال بالنظام لم تعد تطاق أبدا». وطالب الحكومة الإسرائيلية بتعزيز قوات الشرطة في المدينة، وتزويدها بموارد بشرية أكثر ووسائل تكنولوجية تساعد على إعادة التهدئة في المدينة. كما أجرى بركات جولة في بعض مناطق القدس مع مفتش عام الشرطة، الذي تعهد بإعادة النظام وفرض القانون بالقوة في القدس، وحاول طمأنة الإسرائيليين بصعوبة اندلاع انتفاضة، وقال إنه «لن يحدث أي تغيير على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف إلا بقرار سياسي».

وتخشى إسرائيل من أن يتسبب أي مساس في الأقصى بحدوث أعمال انتقام واسعة في العالم، وليس فقط في الأراضي الفلسطينية، خصوصا وأن المستوطنين يحاولون كل يوم اقتحام الأقصى ضمن أفواج «السياحة الخارجية» للأقصى، بإذن من الشرطة الإسرائيلية أحيانا، ومن دونه أحيانا أخرى. لكن في كل مرة يقتحم فيها مستوطنون الأقصى يؤدي ذلك إلى اندلاع مواجهات. وقد حذر المسؤولون الفلسطينيون مرارا من أن أي مساس بالأقصى يعني تفجر حرب دينية في المنطقة، والدخول في دوامة عنف لا يمكن السيطرة عليها.

وعقب أوفير جندلمان، الناطق باسم نتنياهو أمس، على التحذيرات الفلسطينية متهما «جهات فلسطينية متطرفة بالترويج لأكاذيب حول جبل الهيكل» (المسجد الأقصى) بهدف التحريض. وقال إنها «تتحمل كامل المسؤولية عن الاضطرابات التي اندلعت في هذا المكان المقدس».

وقال جندلمان في بيان «الشرطة الإسرائيلية لا تدخل باحات الحرم إلا في حال قيام متطرفين فلسطينيين برشق الحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة داخل الحرم، دون أي مبرر على الزوار والسياح، الذين يزورون هذا المكان المقدس. الشرطة تعمل على حماية المصلين والزوار وعلى اعتقال المشاغبين وهذا هو واجبها». وتابع موضحا «إسرائيل تحافظ على الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الأقصى). كما تصون حرية العبادة والصلاة لأبناء جميع الأديان في الأماكن المقدسة بأورشليم القدس. ولكن للأسف الشديد، هذه الجهات الفلسطينية المتطرفة التي تقف وراء الاضطرابات في جبل الهيكل تسعى إلى تصعيد الموقف واستغلاله من أجل خدمة مصالحها السياسية المتشددة».

من جهة ثانية، اعتقلت قوة بحرية إسرائيلية صباح أمس 5 صيادين كانوا على متن قواربهم قبالة سواحل السودانية شمال مدينة غزة.

وقال نقيب الصيادين في غزة نزار عياش لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا» إن «جنود البحرية الإسرائيلية حاصروا مركبا يعود لعائلة بكر واعتقلوا 5 من الصيادين من ذات العائلة كانوا على متنه»، مشيرا إلى أن الزوارق الحربية أطلقت النار بشكل كثيف قبل اعتقال الصيادين ونقلتهم إلى مكان مجهول.

وتتعرض قوارب الصيادين الفلسطينيين بشكل شبه يومي لمضايقات من زوارق الاحتلال المنتشرة على طول سواحل القطاع، وينجم عنها إصابات بصفوف الصيادين، وإلحاق أضرار مادية بقواربهم.