تمويل الإخوان

TT

* بخصوص مقال طارق الحميد «وماذا عن (الإخوان) في الخليج؟»، المنشور بتاريخ 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أود أن أوضح أن البنية التحتية لتنظيم الإخوان تكونت ابتداء في الخليج، ولا أقصد التمويل المالي فقط فهو الأدنى أهمية، ولكن أقصد التمويل البشري، فكم من العرب الذين جاءوا إلى الخليج لا يعلمون عن الإخوان شيئا تم ضمهم لصفوف الجماعة وعادوا إلى بلادهم إخوانا متعصبين أو بقوا في الخليج ممولين للجماعة ومؤخونين لغيرهم من القادمين الجدد، أكاد أجزم أنه ما من أحد من المقيمين بالخليج إلا وكان هدفا لـ«الإخوان» ليضموه إليهم، ويقوموا بذلك بطريقة غاية في التنظيم، بل هناك اتصال بينهم وبين فصائل أخرى من فصائل الإسلام السياسي داخل العالم العربي وخارجه بغرض الترويج لفكرتهم تحقيقا لعالميتها، وهم يأتمرون مباشرة بأمر قياداتهم خارج الخليج، مثال ذلك إخوان سوريا في الخليج لهم رؤيتهم الخاصة والمستقلة عن رؤية غيرهم لكل ما يجري في بلدهم، وذلك بما يتفق مع مصالحهم، وهكذا قبيل التصويت على الدستور المصري بالخارج اقتحموا ندوة للتعريف به أقيمت بمقر القنصلية المصرية في جدة وأفسدوها. كثير من قياداتهم بالخليج ممن انتهت عقود عملهم عادوا إليه رجال أعمال ليواصلوا عملهم الحركي به، كما ألقى الخليج طوق النجاة لهم في الخمسينات والستينات، فلا يزالون يستنزفونه، ولكن في صمت.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]