مصدر لـ «الشرق الأوسط»: السعودية خفضت الإمدادات للسوق بنحو 328 ألف برميل الشهر الماضي

الصين تستورد أكبر كمية من النفط السعودي في سبتمبر منذ بداية العام.. والروس ينافسون

TT

عادت واردات الصين من النفط السعودي في سبتمبر (أيلول) للارتفاع فوق مستوى مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ فبراير (شباط)، رغم أن المملكة خفضت كمية النفط الذي أمدت به الأسواق خلال سبتمبر بنحو 328 ألف برميل عن الشهر الذي سبقه، بحسب ما أوضحه مصدر مطلع تحدث إلى «الشرق الأوسط».

وأوضحت بيانات رسمية صينية صدرت أول من أمس وقامت «الشرق الأوسط» بتحليلها، أن السوق الصينية في سبتمبر الماضي شهدت منافسة شديدة بين كل المنتجين وبخاصة النفط الروسي الذي زاد بشكل كبير خلال الشهر لتحتل روسيا مكان عمان لتكون ثالث أكبر مصدر للنفط إلى الصين بعد كل من السعودية وأنغولا.

وأوضحت البيانات الحكومية أن السوق الصينية استوردت نحو 1.16 مليون برميل يوميا في سبتمبر من النفط السعودي، ارتفاعا من 932.6 ألف برميل يوميا في أغسطس (آب) الماضي. وهذه هي أعلى كمية استوردتها الصين هذا العام بعد أن استوردت 1.2 مليون برميل يوميا في شهر يناير (كانون الثاني).

وجاءت هذه الزيادة في واردات الصين، وهي أكبر عميل للنفط السعودي، في الوقت الذي خفضت فيه المملكة الإمدادات للأسواق بعد أن أوضح المصدر المطلع أن السعودية أمدت الأسواق بنحو 9.36 مليون برميل يوميا في سبتمبر انخفاضا من 9.688 مليون برميل في أغسطس.

وارتفعت واردات الصين من النفط هذا العام نظرا للزيادة الكبيرة في تخزين النفط، حيث أظهرت بيانات حكومية أمس أن مخزون النفط الصيني ارتفع لمستوى قياسي في سبتمبر، وهو الارتفاع القياسي الثالث له على التوالي. وارتفع المخزون بنسبة 0.5 في المائة في سبتمبر ليصل إلى نحو 261.2 مليون برميل من النفط الخام. وتسعى الصين إلى شراء المزيد من النفط خلال أكتوبر (تشرين الأول) نظرا لانخفاض أسعار النفط.

ولا تزال السعودية هي أكبر مصدر للنفط بالنسبة للصين من ناحية الكمية في سبتمبر بكمية قدرها 1.16 مليون برميل يوميا تليها أنغولا بنحو 842.950 ألف برميل يوميا. ويتنافس العراق وعمان وروسيا بصورة أكبر بعضها مع بعض؛ إذ تتقارب الكمية التي تصدرها الدول الـ3 للصين. واستوردت الصين من روسيا قرابة 695 ألف برميل من النفط الروسي في سبتمبر، متفوقة بهامش بسيط جدا على عمان والعراق.

ولا يزال الصراع على الحصة السوقية في الصين في بدايته؛ إذ سيؤدي تراجع ورادات أميركا من الدول المنتجة للنفط الخفيف في أوبك مثل نيجيريا وأنغولا، إضافة إلى هبوط أسعار نفط برنت، إلى زيادة جاذبية نفط غرب أفريقيا للصينيين بحسب ما أوضحه محللون لـ«الشرق الأوسط». وتبيع دول كثيرة النفط بتخفيضات أكبر من التخفيضات المعلنة بهدف الحصول على حصة أكبر في السوق الصينية، كما تقول المصادر في السوق لـ«الشرق الأوسط».

ورغم أن واردات سبتمبر شكلت زيادة كبيرة عن أغسطس فإنها ما زالت أقل من الكمية التي كانت تستوردها الصين في العام الماضي من السعودية، حيث أوضحت الأرقام أن واردات الصين من النفط السعودي في سبتمبر انخفضت على أساس سنوي بنسبة 2.7 في المائة.

ورأى محللون في سوق لندن تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أمس أن هذا الانخفاض السنوي في واردات الصين من النفط السعودي يفسر لماذا قدمت أرامكو السعودية تخفيضات كبيرة على نفطها للأسواق الآسيوية هي الأعلى منذ عام 2008.

وأوضح المحللون أن ارتفاع قيمة النفط السعودي مقارنة بباقي النفوط التي تستوردها الصين من عمان ودول أميركا الجنوبية وروسيا، كان أحد الأسباب التي أدت إلى عزوف بعض المشترين الصينيين عن النفط السعودي في الأشهر الأخيرة.

وبحسب تقديرات وكالة «بلومبيرغ» فإن قيمة استيراد الصين لبرميل من النفط السعودي في شهر سبتمبر بلغت 102.3 دولار، فيما بلغت قيمة البرميل من النفط الكولومبي 94.56 دولار، و95.3 دولار للنفط البرازيلي.

وزادت الصين واردتها في سبتمبر على أساس سنوي من أغلب المنتجين الكبار لها باستثناء السعودية وأنغولا وفنزويلا وكازاخستان. وكان النفط الكولمبي صاحب الحصة الكبرى من الارتفاع بعد أن ارتفعت واردات الصين منه بنسبة 389 في المائة خلال الشهر مقارنة بسبتمبر من عام 2013.

وارتفعت واردات الصين من النفط الكويتي بنسبة كبيرة على أساس سنوي بلغت 65 في المائة في سبتمبر بفضل العقود الجديدة التي وقعتها مؤسسة البترول الكويتية، حيث تمكن جهاز التسويق العالمي في المؤسسة من توقيع اتفاقية جديدة تبدأ من سبتمبر لمضاعفة الكمية التي تستوردها الصين من الكويت من 150 إلى 300 برميل يوميا لمدة قدرها 10 سنوات.

أما صادرات الصين من العراق وإيران فقد زادت خلال سبتمبر على أساس سنوي بنسبة 8.4 في المائة و5.8 في المائة على التوالي من البلدين. ولا تزال الإمارات من أفضل البلدان في منطقة الخليج العربي هذا العام في تسويق نفطها إلى الصين، والسبب في ذلك، بحسب ما أوضحه محللون، يعود إلى العلاقات النفطية القوية التي بين البلدين بعد أن أعطت الإمارات امتيازات نفطية للصين. وارتفعت واردات الصين من النفط الإماراتي على أساس سنوي بنحو 39 في المائة خلال سبتمبر.