شاشة الناقد: ضد المؤسسة الزوجية

بن أفلك يبحث عن زوجته
TT

أدوار أولى: بن أفلك، روزاموند بايك، كيم ديكنز، كاري كون تقييم الناقد: (3*) المشهد الأول لبن أفلك، في مطلع هذا الفيلم، يلخص الكثير: يستيقظ من نومه صباح يوم معين. ينظر حوله. يخرج من باب المنزل إلى الحديقة الملحقة به وينظر حوله. إنه يبحث. زوجته اختفت.

إنه أيضا اليوم الذي كان سيحتفل به بمناسبة مرور 5 سنوات على زواجه. قليل من الـ«فلاشباك» لكي نلمّ بكيف تم ذلك التعارف، كم بدا نِـك وآمي (روزاموند بايك) متناسبين. كلاهما كان يشق طريقه ويشعر أن المستقبل له. بالنظر إليهما الآن، فإن كل هذا الحب يبدو قد تلاشى. نك يعترف لشقيقته مارغو (كاري كون) بأنه حين لم يجدها واعتقد أنها تركته ورحلت، شعر بارتياح.

حين عاد إلى البيت قبل ظهر ذلك اليوم، وجد حطام زجاج في المطبخ. نادى زوجته. دخل الغرف باحثا عنها ولم يجدها. على نحو طبيعي اتصل بالبوليس. تأتي التحرية روندا بوني (كيم ديكنز) والشرطي جيم (باتريك فوغيت). هنا تبدأ متاعب نك. هو يقول إنها اختفت. هناك دلائل تشير إلى أنه هو الذي أخفاها.. وربما أخفاها مقتولة.

رواية جيليان فلين الحديثة نسبيا بيعت جيدا. الفيلم باع أيضا تذاكر كثيرة. كلاهما يتمحور حول كيف أن زواجا بدا للمحيط الاجتماعي مثاليا، بينما كان في حقيقته يستند إلى جدران المنزل الداخلية للبقاء على قيد الحياة. المشكلة هي أنه كلما دافع نِك عن نفسه مؤكدا أنه لم يقتل زوجته أو يخفيها، وجد نفسه يغوص في وحل تجربة غير متوقَّعة. الإعلام ضده، بالتالي المحيط الاجتماعي، من جيران ورأي عام وبضع معارف، أيضا ضدّه. فقط شقيقته مارغو تصدقه، ولاحقا ذلك المحامي الحذق (تايلر بيري) الذي سيساعده في إعادة صياغة صورته إلى الناس.

ما يدفع البوليس والعديد من الناس للريبة به هو أن الزوجة المختفية خططت للإيقاع به. تركت مذكرات توحي بأنه يريد قتلها. بكلماتها هي الضحية، لكن، وكما يظهر الفيلم بعد أكثر من ساعة على مروره، هي الصياد وهو الضحية الذي لم يكن يعلم ما يخطط له، وحجم الكراهية الذي تكنّـه له.

إذ يمضي «فتاة مختفية»، وما سردته هنا ليس أكثر من بضع معلومات، في الكشف عن امرأة مريضة نفسيا وبلا قلب، يصوغ المخرج فينتشر عملا تشويقيا جيدا، لكنه ليس بالجودة القصوى التي صورها البعض. أساسا، هناك أكثر من طريقة لسرد الحكاية ولست واثقا من أن الطريقة التي سرد بها هذا المخرج هي الأفضل. ما يحدث بعد نحو ساعة وربع من غرس بضعة شكوك في شخصية نِك، أي عندما يقرر الفيلم الكشف عن أن آمي ما زالت حية، هو أننا فجأة ننفصل عن متابعة وجهة نظر لننتقل إلى وجهة نظر أخرى. نقلة قسرية تضعنا الآن أمام النصف الآخر من المعادلة الزوجية لتسرد علينا كيف قامت الزوجة بحياكة خطتها، لكي ترسل بزوجها إلى الإعدام.

تمثيل جيد من بن أفلك، وأقل من ذلك من قِـبل روزاموند، ليس لأنها ممثلة سيئة، بل لأن السيناريو لم يرسم شخصيتها بالعناية نفسها. إذ تشاهده تدرك قوة العمل كمضمون إلى حد أنك قد تخشى الإقدام على الزواج لمجرد أنك أحببت من اعتقدت أنها ستكون زوجتك للأبد.