محمد عساف: أول أغنية سأطلقها بعد الألبوم ستكون خليجية وما زال الوقت مبكرا لأرتبط بشريكة العمر

أطلق ألبومه الجديد «عساف» ويتعاون فيه مع أهم الملحنين والشعراء العرب

TT

قال «محبوب العرب» الفنان محمد عساف بأن ألبومه الجديد الذي يحمل اسم «عساف»، اختار مواضيع أغانيه شخصيا وأنه أصر أن يتضمن أغنية لبلده الأم فلسطين بعنوان «ورد الأصايل».

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد استمتعت في اختيار أغاني الألبوم الأول لي، وأغنية ورد الأصايل التي تحكي عن بلادي فلسطين هي الأقرب إلى قلبي فيه». وأضاف الفنان العربي الذي أطلّ مؤخرا كضيف في برنامج «آراب أيدول» الذي أطلقه في عالم الغناء: «لا شك أن صوتي مميز ولديه خصوصيته، ولكن عملية اختيار الأغاني تلعب دورها أيضا في نجاح أي ألبوم غنائي، ولقد اخترت نخبة من الموسيقيين والشعراء العرب لأتعاون معهم من أجل تقديم عمل كامل ومتكامل لجمهوري وذلك بالتنسيق طبعا مع القيمين على شركة بلاتينيوم ريكوردز المنتجة لعملي».

وعن تعاونه مع الموسيقار ملحم بركات في أغنية «شو بتخبرونا» التي يتضمنها الألبوم أيضا قال: «هو تعاون أفتخر فيه لا سيما أن الموسيقار الكبير قدّر موهبتي الغنائية أكثر من مرة، كما أننا في البداية كنا متفقين على أغنية أخرى، ولكنه ما لبث أن أدخلني الاستوديو وأسمعني شو بتخبرونا قائلا لي سأعطيك هذه الأغنية التي كنت أنوي إنزالها في ألبومي الجديد، ولكنها ليست خسارة فيك وأريدك أن تغنيها».

وأشار محمد عساف إلى أن لقاءه مع الموسيقار اللبناني كان حدثا في حدّ ذاته، إذ أنه من المعروف لدى الجميع بأنه نادرا ما يعطي لحنا لفنان إلا إذا كان مقتنعا جدا بقدرة صوته، وتابع قائلا: «كنت أستمع إلى كلامه ونصائحه بدقة، وحفظت منه نصيحة زودني بها في آخر اللقاء وهي أن لا أقع في شباك الحب حاليا لأن ذلك سيؤثّر على مسيرتي الفنية التي ما زالت في بدايتها».

وعما إذا كان بالفعل سيأخذ بنصيحته أجاب: «نعم سآخذ بنصيحته هذه لأن الوقت ما زال باكرا لكي أقع في الحب وأرتبط بشريكة حياتي، فأنا كأي شاب آخر سيكون لي حياتي الخاصة، ولكني ألتزم بمبادئي وقناعاتي، التي أرفض فيها أن أحب فتاة دون أن أتزوجها، فأنا لست من نوع الرجال الذين يتنقلون من علاقة عاطفية إلى أخرى، أو ممن يمارسون عادات سيئة، وسابقي على قناعاتي هذه لأنها تشعرني بالطمأنينة والراحة النفسية وبأنني في منأى عن أي خطوة ناقصة قد تضر بمسيرتي الفنية».

ورأى محمد عساف أن جو الفن بشكل عام فيه مغريات كثيرة، كما أنه يحمل في طيّاته تحديات ومطبّات عدة، على الفنان أن يتجاوزها دون أن ينغمس فيها وإلا على مسيرته السلام. وتابع: «أحيانا أفكر بيني وبين نفسي في هذه الأمور، وعن سبب تعرّض الفنان أكثر من غيره لإغراءات مادية وغيرها، وهذه الأفكار تتحول إلى قلق يساورني ويتعبني، ولكني في النهاية أعرف تماما أنني متسلّح بمبادئي ولا شيء يمكن أن يهزّ عزيمتي، وفي المستقبل ستكون حياتي الخاصة بمثابة خطّ أحمر لن تخترقها لا وسائل الإعلام ولا كاميرات البابارتزي ولا غيرها، فلن أستعرض زوجتي وأولادي وحتى أفراد عائلتي أمامها مهما كلّفني الأمر».

وعمّا اكتسبه من خبرات خلال مشواره الفني رغم أنه لم يتجاوز عمره السنة الواحدة أجاب: «لقد صرت أعرف بأمور الفن بشكل جيد، كما أنني صرت ضليعا بهذه اللعبة وقواعدها بنسبة 90 في المائة، وتعلّمت شيئا هاما وهو إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب في هذا المجال». ورأى أن أكثر ما سيحافظ عليه في مشواره الغنائي هو الصدق مع نفسه ومع الآخرين وقال في هذا الصدد: «مهما حاولت أن تضحك على غيرك فلا يمكنك أن تستخفّ بنفسك وإلا سقطت مع أول امتحان تخضع له في الحياة، ولذلك سأكون صادقا دائما وحاسما في الوقت نفسه».

ويتضمن ألبوم محمد عساف 11 أغنية تعاون فيها مع ملحنين أمثال محمد رحيم وفارس اسكندر وياسر عمر وغيرهم، كما تعاون مع الفنان زياد برجي في أغنية «لوين بروح» التي صوّرها فيديو كليب وتلاقي نجاحا واسعا وقد كتبها له الشاعر اللبناني أحمد ماضي. غنّى محمد عساف في ألبومه هذا جميع اللهجات، بينها اللبنانية والمصرية والعراقية والفلسطينية. وعن سبب غياب الأغنية الخليجية عن عمله الأول ردّ موضحا: «الأغنية الخليجية جاهزة وكنت أنوي أن أضمها لألبومي الجديد، ولكن نصحوني في أن أعطيها حيّزا هاما وأطرحها (سينغل) مباشرة بعد ألبومي، وهي من تأليف فايز السعيد وألحان علي صابر الذي لحّن لي أغنية يا بنيّة العراقية».

وعن إطلالته كضيف في برنامج «آراب أيدول» الذي تخرّج منه كصاحب لقب (محبوب العرب) أجاب: «هي إطلالة أعتزّ فيها وكانت خير دليل على أنني أصبحت في مصاف النجوم، فلم أكن أحلم يوما بأنني سأقف على هذا المسرح ضيفا، لا سيما أن هذا المسرح يحمل لي الكثير من الذكريات الجميلة».

وعما إذا هو يعتبر نفسه «الطفل المدلل» في شركة (بلاتينيوم ريكوردز) المسؤولة عن إنتاج أعماله أجاب: «لا أبدا فأنا أعطيهم صوتا جميلا وهم يعطونني بدورهم إنتاجا ورعاية أفتخر بهما، فهذه الشركة لا تدللني وحدي بل هذه هي طريقة تعاملها مع جميع الفنانين الذين تتعاون معهم».

وعن الخلاف الذي وقع أخيرا بينه وبين دنيا بطمة، زميلته في الشركة المذكورة والتي تخرّجت من «آراب أيدول» أيضا، قال: «لا أحب أن أعطي هذا الموضوع أهمية أكثر مما يستأهله، فدنيا بطمة أخطأت معي وأنا ردّيت عليها في حديث إعلامي بأنها فنانة حقودة ولن أزيد على ذلك». وكانت دنيا بطمة قد صرّحت في مقابلة إعلامية في أن محمد عساف هو ناكر للجميل ومغرور، وبأنه نسي من أمسك بيده منذ خطواته الأولى فتركهم إلى غير رجعة لشدة اعتزازه بنفسه، مما أشعل فتيل الخلاف بينهما ودفع بـ«محبوب العرب» إلى الردّ على ما قالته بأسلوبه الهادئ كما قال. وأشار إلى أنه كان من عشّاق صوتها وأنه قال لها ذلك عندما التقاها في إحدى المناسبات العامة وأنها تنكر التقاءها به ولا يعرف السبب لذلك.

وعما إذا كان من إمكانية لمشاركته في فيلم سينمائي قال: «في الحقيقة تلقيت عروضا كثيرة في هذا المجال ولكني رفضتها، قد أدخل التمثيل ولكن ليس اليوم، كما أنني تلقيت عرضا لمسلسل درامي يعرض في موسم رمضان المقبل ورفضته أيضا».

وعن الخط الذي سيتبعه في طريقة تعامله مع من سيتهجم عليه خلال مسيرته الفنية قال: «لن أعطي هذا الأمر اهتماما لأنني لست في حاجة للترويج لشخصي، وستكون أعمالي هي الجواب المناسب لأي هجوم أو أخبار سيئة تتناولني، فأنا لا أحب المشاكل ولا أريد أن أشتت نفسي بأمور سخيفة لن تجلب لي إلا المتاعب».

وإذا كان من الممكن أن يدخل عالم السياسة، بعد أن أصبح سفيرا للنوايا الحسنة ووجها اجتماعيا وفنيا معروفا، أجاب: «أرفض أن أدخل السياسة لا من بعيد ولا من قريب، ولكنني كمواطن عربي لن أتوانى عن إعطاء رأيي فيما يدور من أحداث في منطقتنا، وهناأاسمح لنفسي بالتوجّه إلى أحبائي في الوطن العربي أطالبهم بالتوحّد والتكاتف من أجل مواجهة المؤامرة التي تحاك ضدنا من قبل جهة معروفة تعتبر عدونا الوحيد في منطقتنا، فنحن شعب مسالم ولا مشاكل فيما بيننا فأنا أؤمن بالقومية العربية، وجميعنا نتحدث اللغة نفسها وهدفنا واحدا وحلمنا واحدا».