أبو مسلم الكندي.. من الهوكي وصيد الأسماك إلى قلب «داعش»

اعتقل مرتين قبل اعتناقه الإسلام عام 2008

أبو مسلم الكندي
TT

في شريط التجنيد الذي عرض لأندريه بولين الذي اعتنق الإسلام وتحول إلى أبو مسلم الكندي، من إنتاج مؤسسة الحياة الذراع الإعلامية لـ«داعش»، تظهر المناظر الطبيعية الخلابة والبنايات العالية في خلفية الشريط الدعائي. ويتحدث «أبو مسلم» عن طفولته العادية، ويقول: «اسمي أبو مسلم، أنا أخوكم في الإسلام، والآن في الشام، أصلي من كندا قبل الإسلام كنت مثل أي شخص آخر، كنت أتابع رياضة الهوكي، وأخيم في الكوخ بالصيف، كنت أحب صيد السمك وغيره من الصيد، كنت أحب الطبيعة والرياضة فكنت كأي رجل آخر، ثم هداني الله - سبحانه وتعالى - إلى الإسلام».

ويضيف أبو مسلم في آخر شريط قبل مقتله أغسطس (آب) الماضي: «نحتاج لمهندسين وأطباء ومهنيين، نحتاج لمتطوعين ومتصدقين وكل شيء، هناك دور لكل الناس، يستطيع كل شخص أن يقدم شيئا للدولة، فهو واجب علينا، فإن لم تستطع القتال، فتستطيع أن تنفق المال، وإذا لم تستطع النفقة، فتستطيع أن تساعد في التقنيات وإذا لم تستطع في التقنيات، فتستطيع أن تقدم غيرها من المهارات حتى تستطيع أن تأتي إلى هنا وتساعد في إعادة بناء المكان إن كان لك علم في بناء الطرقات والبيوت، تستطيع أن تساعد هنا، وسيُعتنى بك، هنا سيعيش أهاليكم في حالة آمنة كما الحال في بلدكم عندنا مساحات واسعة هنا في الشام، ونستطيع بسهولة أن نجد مسكنا لكم، ولأهاليكم».

وبحسب الفيلم، كانت رسالته موجهة للشباب في كندا: «يجب ألا تكون راديكاليا حتى تنضم إلى الجهاد»، مؤكدا أنه كان قبل سفره لسوريا «مجرد مراهق عادي، يذهب للصيد ويراقب لعب الهوكي قبل قراره التطوع للجهاد». ويقول أبو مسلم: «لم أكن منبوذا من المجتمع، ولم أكن فوضويا، لم أكن شخصا يريد تدمير العالم ويقتل كل الناس.. لا كنت شخصا سويا والمجاهدون أشخاص أسوياء أيضا». والصورة التي يقدم من خلالها أبو مسلم نفسه تختلف عن تلك التي اكتشفتها السلطات الأمنية في كندا، «ففي بداية العشرين من عمره، تعلم كيفية صناعة المتفجرات مع (داعش)، وفكر اعتناق الفوضوية والشيوعية قبل أن يعتنق الإسلام».

وقال أبو مسلم: «قبل أن آتي هنا للشام، كان لي المال والعائلة والمعارف، وكنت أعمل عامل نظافة في البلدية وكان راتبي الشهري أكثر من 2.000 دولار، كانت وظيفة جيدة جدا، ورغم أنني لم أكن غنيا فوق الخيال فإنني كنت أعيش الحياة، وكان لي أهل وأصدقاء يساندوني». لكن الحياة في كندا لم تكن تساعد على الدين «فهي في النهاية دار كفر، لا تستطيع طاعة الله بشكل كامل، كما في بلد إسلامي، دولة إسلامية»، وهنا قال «لإخوانه المسلمين»، بحسب الشريط: «كيف تستجيبون لله سبحانه وتعالى وأنتم تعيشون في أحيائهم نفسها، وترون أنوارهم نفسها وتدفعون الضرائب التي يستعملونها في حربهم على الإسلام»، حيث دعا أبو مسلم إخوانه «عليك أن تعيش مسلما، عليك أن تعيش مسلما كاملا». وناشد كلا من لديه مهنة السفر لسوريا؛ «فهذا الأمر أعظم من مجرد قتال، نحتاج لمهندسين وأطباء ومهنيين، ونحتاج لمتطوعين ومتصدقين وكل شيء». ويقول: «هناك دور لكل الناس، يستطيع كل شخص أن يقدم شيئا لـ(الدولة الإسلامية)، فإن لم تستطع القتال، تستطع تقديم المال، وإن لم تستطع النفقة فتستطع المساعدة في التقنيات.. حتى يمكن أن تأتي هنا وتساعد في بناء المكان». وأكد أنه سيتم الاعتناء به وبعائلته وستعيش عائلته في أمان كما في بلده الأصلي. وبعد ذلك، يتحدث شخص يصف كيف سجن أبو مسلم في بلده كندا، لكن هذا «لم يمنعه من القدوم لسوريا حيث تزوج وأنجب ولدا وانطلق للمعركة». وتشير سجلات المدعي العام في بلدة تيمس بحسب تقرير لـ «نيويورك تايمز»، إلى أن «أبو مسلم» اعتقل مرتين قبل اعتناقه الإسلام عام 2008.