وزير خارجية المغرب في نواكشوط لإعادة الدفء وتسليم رسالة من الملك محمد السادس

مزوار لـ «الشرق الأوسط» : العلاقات بين البلدين تسير نحو الابتكار والشراكة المتجددة

صلاح الدين مزوار
TT

أجرى وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، أمس، في نواكشوط، لقاء مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أبلغه خلاله برسالة شفوية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، تدخل في سياق مساعي البلدين لتطوير العلاقات الثنائية وبناء «شراكة متجددة».

وعقب لقائه مع الرئيس الموريتاني، قال وزير خارجية المغرب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن رسالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الموريتاني «تسير في اتجاه الإرادة المشتركة للبلدين، في الرفع من مستوى العلاقات لكي تترجم الطموح المشترك ما بين قائدي البلدين في بناء شراكة متجددة». وأوضح مزوار أن رغبة البلدين كبيرة في تحقيق «شراكة تأخذ بعين الاعتبار التحديات الأمنية والتنموية في المنطقة، والتحولات التي تعرفها المنطقة والعالم»، مشيرا في السياق ذاته إلى أن «العلاقات الموريتانية - المغربية كانت دائما علاقات مستقرة ويطبعها الاحترام المتبادل، والمصلحة المشتركة العليا للبلدين»، نافيا أي جمود يشوبها.

وشدد مزوار على أهمية «السير نحو الابتكار من أجل أن تكون العلاقات بين البلدين نموذجا في العلاقات جنوب - جنوب، ونموذجا أيضا في العلاقات التي يجب أن تربط بلدان اتحاد المغرب العربي»؛ وأشار إلى أن «اتحاد المغرب العربي أصبح ضرورة يفرضها التاريخ والعصر، وهو يواجه صعوبات تفرض على الدول المغاربية أن تبني علاقاتها على أسس جديدة تمكن الاتحاد من الرقي ليصبح مندمجا ومنسجما، وقادرا على الفعل في العلاقات الدولية والتأثير في القرارات المرتبطة بالمنطقة».

وتأتي زيارة وزير الخارجية المغربي لموريتانيا بعد أسبوع من زيارة وزير الداخلية الموريتاني للرباط، وهي الزيارة التي تخللتها لقاءات مع المسؤولين المغاربة في إطار تدارس التطورات والتحديات الأمنية المشتركة بين البلدين. وفي هذا السياق، قال مزوار لـ«الشرق الأوسط»، أمس في نواكشوط، إن «الجانب الأمني له دور أساسي نظرا للتهديدات التي تعيشها المنطقة، فهنالك الإرهاب وعدم الاستقرار، وبالتالي التعاون الأمني أساسي لكنه غير كاف»، مشددا على أهمية التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والخبرات. وأضاف مزوار أن المغرب وموريتانيا يسيران في «اتجاهٍ منظم وبرؤية واضحة لقائدي البلدين، وهذا التبادل للزيارات ليس مجرد تبادل للزيارات فحسب، لأنها زيارات بمضمون عملي يأخذ في عين الاعتبار ما يمكننا أن نقوم به اليوم، وما يمكننا أن نطوره غدا من أجل جعل هذا الهدف يرقى إلى مستوى التحديات التي تفرضها علينا ظروف المنطقة، وتلك التي تفرضها علينا كذلك مصالح شعوبنا ومصالح دولنا»، وفق تعبيره.

وأجرى مزوار مباحثات مع نظيره الموريتاني أحمد ولد تكدي، ركزا خلالها على مختلف ملفات التعاون القائم بين المغرب وموريتانيا وسبل تطوير هذا التعاون. وتعد زيارة مزوار لنواكشوط خطوة نحو كسر حالة من البرود الدبلوماسي، قالت صحافة البلدين إنها تشوب العلاقات بين المغرب وموريتانيا، وهو ما ظل محل نفي دائم من طرف المسؤولين في البلدين.