الرئيس عمر البشير يعترف بوجود صعوبات تعترض دعوته للحوار الوطني

الأحزاب المعارضة ترفض مبادرته.. وتشترط إلغاء القوانين المقيدة للحريات

الرئيس السوداني عمر البشير أثناء إلقاء كلمته في المؤتمر العام للحزب الحاكم في الخرطوم أمس (رويترز)
TT

اعترف الرئيس السوداني عمر البشير بوجود «عثرات» تواجه «الحوار الوطني»، الذي دعا إليه مطلع العام الحالي، وجدد التأكيد على أن الحوار سيصل إلى نهايته بتأسيس ما أطلق عليه «الحكم الرشيد»، فيما خاطب الزعيم الإسلامي حسن الترابي تلاميذه المنشقين عنه لأول مرة منذ 15 سنة، ودعا إلى توحيد الشعب دون تجبر.

وقال البشير خلال حديثه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الرابع للحزب الحاكم، الذي يترأسه «المؤتمر الوطني»، إن حزبه ملتزم بالحوار الوطني، ودعا في الوقت ذاته الحركات المسلحة التي تقاتل حكومته للدخول في عملية الحوار، وتابع مؤكدا التزامه ببلوغ الحوار الوطني غاياته، لكنه اعترف بأن ذلك «يتطلب أن يسمو الجميع فوق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة».

ورفضت الأحزاب المعارضة الرئيسة، وقوى الجبهة الثورية المسلحة دعوة البشير للحوار، واشترطت إلغاء القوانين المقيدة للحريات، ووقف الحرب، وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على صياغة دستور دائم، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وأوضح البشير أن أكثر من 80 حزبا تشارك في الحوار الذي دعا إليه، وقال إنها ستجتمع في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لترتيب الخطوات المقبلة. وباستثناء حزبي «المؤتمر الشعبي» بقيادة الزعيم الإسلامي حسن الترابي، و«حركة الإصلاح الآن» المنشقين عن الحزب الحاكم، و«الحزب الاتحادي الديمقراطي»، المشارك في الحكومة والذي يتزعمه الزعيم الديني محمد عثمان الميرغني، فإن قوى المعارضة الفاعلة ليست من بين هذه الأحزاب الـ80.

ولم يبرر الرئيس البشير تراجعه عن وعوده السابقة بعدم الترشح للرئاسة، ولم يشر لشروط أحزاب المعارضة والحركات المسلحة للمشاركة في الحوار، بيد أنه أكد التزامه بإعلان المبادئ الذي وقعته الوساطة الأفريقية والجبهة الثورية المسلحة في العاصمة أديس أبابا سبتمبر (أيلول) الماضي. ويتولى رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، بتفويض من الاتحاد الأفريقي وبدعم إقليمي ودولي، عملية الحوار الوطني السوداني، بعد أن كانت مهمته مقتصرة على التفاوض بين الخرطوم وجوبا، والخرطوم والحركة الشعبية - الشمال.

وخاطب الزعيم الإسلامي حسن الترابي اجتماع الحزب الحاكم للمرة الأولى منذ انشقاقه عنه في 1999، وهو الأمر الذي عزز شكوكا بين المعارضين بأن الهدف من وراء دعوة الرئيس البشير للحوار هو إعادة توحيد الإسلاميين السودانيين لمواجهة الهجمة التي تواجه حركة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي في الإقليم. وقال الترابي في هذا الصدد إن حزبه يدعو إلى «حوار يتوحد به الشعب ويؤمن به دون أن يتجبر عليه أحد».

ويتوقع أن يجيز المؤتمر ترشيح مجلس شورى الحزب الحاكم ترشيح البشير رئيسا للحزب، ومرشحا عنه في الانتخابات العامة المقررة في أبريل (نيسان) المقبل.