معارك كر وفر بين «داعش» والقوات العراقية في محافظتي صلاح الدين والأنبار

الجيش يسيطر على طريق بغداد تكريت.. والإرهابيون يحتلون ناحية الفرات

عراقيون يتفحصون موقع انفجار سيارة مفخخة بحي الكرادة وسط بغداد أمس أدى إلى مقتل وجرح ما يقرب من 40 مواطنا (إ.ب.أ)
TT

في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع العراقية عن بدء حملة عسكرية لتحرير تكريت من سيطرة تنظيم داعش فقد أعلنت مصادر أمنية أن مسلحي «داعش» سيطروا على ناحية الفرات (15 كلم شمال شرقي قضاء هيت) ويستمرون في محاصرة ناحية عامرية الفلوجة (30 كلم جنوب مدينة الفلوجة). وقالت الوزارة في بيان لها أمس الخميس إن «قوات الفرقة الذهبية قتلت 81 إرهابيا من عصابات الكفر داعش، في قرية المزرعة، بمحيط قضاء بيجي، (40 كلم شمال تكريت)، وتمكنت من تحرير القرية». وأضافت الوزارة في بيانها، أن «قطعات الفرقة الذهبية حققت تقدما كبيرا باتجاه بيجي، وسيطرت عل الطريق الرابطة ببين القضاء وقرية الحجاج»، مشيرة إلى أن «15 إرهابيا من عصابات داعش قتلوا في ناحية الصينية القريبة من بيجي».

وأكدت الوزارة أن «جامعة تكريت ومصف بيجي، تحت سيطرة العمليات الخاصة الفرقة الثانية»، مبينة أن «القطعات العسكرية، وفي مقدمتها الفرقة الذهبية، تحقق تقدما كبيرا باتجاه مدينة تكريت، حيث أضحت تلك الفرقة ووحدات من لواء الرد السريع والجيش العراقي ومقاتلي العشائر المساندة، على مشارف بيجي وتكريت حاليا». وفي بابل (100 كلم جنوب بغداد) أعلن مصدر أمني أن «عملية عسكرية كبيرة لقوات الجيش وبمساندة أفواج الحشد الشعبي وطيران الجيش انطلقت ضد عصابات داعش من جميع محاور ناحية جرف الصخر شمالي بابل».

وأضاف أن «طيران الجيش العراقي قصف عدة أوكار تابعة لعصابات داعش الإرهابية»، مشيرا إلى أنه «لم يعرف بعد حجم الخسائر في صفوف الإرهابيين». وأوضح المصدر أن «العملية العسكرية تهدف إلى تحرير مناطق جرف الصخر بشكل كامل، لا سيما بعد ورود معلومات تشير إلى وجود ضعف كبير في صفوف المجاميع الإرهابية»، مؤكدا أن «القوات الأمنية وأفواج الحشد الشعبي استخدمت أسلحة متطورة دخلت إلى الخدمة الأول مرة».

وبينما أعلنت قيادة عمليات الأنبار عن بدء انطلاق عملية عسكرية لتطهير ناحية الفرات غرب الرمادي وشمال قضاء هيت بعد دخول تنظيم داعش إليها أمس الخميس فقد كشف الشيخ مجيد الكعود أحد قادة ثوار العشائر في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن «دخول قوات التنظيم إلى الناحية التي تقطنها عشيرة البونمر تمت دون قتال ومن خلال مفاوضات بين شيوخ ووجهاء من الناحية وبين قيادات التنظيم». وأضاف الكعود أن «الأمور طبيعية حتى الآن ولم يتم التلاعب بأي شيء بمن في ذلك أفراد الشرطة والصحوات الذين منحوا وقتا كافيا لترتيب أمورهم»، نافيا أن «تكون العملية تمت من خلال اقتحام الناحية من خلال القتال وإنما بأسلوب المفاوضات التي من شأنها أن ترتب التزامات على الطرفين ويبدو أن كل الأمور تجري الآن مثلما هو مخطط لها».

وفي الوقت الذي أكد فيه مسؤول أمني في شرطة الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «من المتوقع أن تصل تعزيزات عسكرية إلى الناحية لاستعادتها لأن استمرار السيطرة عليها من قبل داعش يمكن أن تكون له تداعيات سلبية لجهة توسيع مجاله الحيوي بعد أن كان سيطر على هيت قبل نحو 20 يوما»، مؤكدا أن «هذا التمدد ضمن المناطق المتقاربة يجعله أكثر مرونة في الحركة وإخفاء أسلحته ومعداته وهو ما يجعل مهمة الحشد الدولي أكثر صعوبة لا سيما إذا بقي يعتمد على القصف الجوي حيث سيكون بمقدور داعش توزيع مقاتليه وأسلحته في أماكن مختلفة ومتباعدة في نفس الوقت». وبشأن انسحاب القوات العراقية من الناحية قال المسؤول الأمني إن «القوات الموجودة في الناحية ومن معها من الصحوات لا تكفي لمواجهة الهجوم وبالتالي فإن هذه الانسحابات ممكنة شريطة أن تكون لأغراض تنظيمية لبدء هجوم معاكس في حال وصلت تعزيزات جديدة»، مبينا أن «المشكلة لا تزال تكمن في التعزيزات حيث هناك نقص كبير في الأسلحة والتجهيزات لا سيما الجهد الهندسي بسبب عمليات التفخيخ الواسعة التي تقوم بهاد اعش».

على صعيد متصل فإنه وطبقا لما كشفه الشيخ حميد الكرطاني أحد شيوخ قضاء الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإن «مسلحي داعش يحاصرون عامرية الفلوجة منذ 3 أيام من أكثر من محور وهم يستعدون لاقتحامها في حال لم تصل تعزيزات عسكرية كافية من بغداد»، مبينا أن «هناك عملية حصار لأعداد من الفرقة التاسعة ومن معهم من قوات الصحوات وفي حال لم يتم فك الحصار فإن الأوضاع قد تتطور بشكل سلبي لأن السيطرة على عامرية الفلوجة يعني قطع طرق الإمدادات بين بغداد والأنبار ويصبح الأمر أكثر صعوبة على مطار بغداد من جهة وعلى محافظتي بابل وكربلاء من جهة ثانية».