مواجهات مسلحة مع «إرهابيين» تسفر عن مقتل رجل أمن تونسي وجرح آخرين

المتحدث باسم الداخلية: ما يحدث تشويش لا يرقى إلى مرتبة تهديد العملية الانتخابية

عناصر من الجيش التونسي في نقطة تفتيش بالقرب من منزل تحصن فيه إرهابيون أمس بمنطقة واد الليل غرب تونس العاصمة أمس (أ.ف.ب)
TT

قال محمد علي العروي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، إن عون حرس وطني قتل كما أصيب اثنان من قوات الأمن بجراح في مواجهات مسلحة جدت يوم أمس مع مجموعة من العناصر الإرهابية في منطقة وادي الليل الواقعة غرب العاصمة التونسية. وأضاف أن الوحدات الأمنية التونسية المختصة هرعت منذ ساعات الصباح الأولى إلى المنطقة، وحاصرت المجموعات الإرهابية التي يقودها أحد السكان، وتبادلت معها إطلاق نار مكثفا تواصل لساعات طويلة، كما قطعت الكهرباء والغاز على المنازل السكنية الموجودة بمسرح العملية الأمنية تحسبا لإمكانية استعمالهما في عمليات تفجير إرهابية. وأوقفت وحدة أمنية سلفيا اشتبه في إجرائه مكالمة هاتفية مريبة وخلسة بين جموع المواطنين الذين يراقبون مسرح الحادثة.

وأفاد العروي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزارة الدفاع عقد بمقر رئاسة الحكومة، بأن العملية الأمنية التي نفذتها قوات تونسية مشتركة بين الجيش والأمن انطلقت من خلال معلومات قدمها عنصران إرهابيان ألقي القبض عليهما في منطقة قبلي جنوب البلاد التونسية، على أثر قتلهما حارسا ليليا في طريق شط الجريد الرابطة بين قبلي وتوزر، ومن ثم الإعداد بعد قتل الحارس لتنفيذ هجوم إرهابي ضد إحدى القوافل السياحية التي عادة ما تتوقف في تلك الاستراحة السياحية. وبين العروي أن العملية الإرهابية التي جرت بالأمس هدفها التشويش على الانتخابات، وأضاف بقوله «هناك إصرار على التشويش على الانتخابات، لكن ذلك التشويش لا يرقى إلى مرتبة تهديد العملية الانتخابية».

وقلل العروي من أهمية هذه العملية الإرهابية، وقال إنه لا أحد في تونس يمكنه أن يوقف الانتخابات التي تجري بعد يومين. وأضاف مطمئنا التونسيين «سنعمل ليلا نهارا من أجل الوصول إلى يوم الأحد المقبل بهدف إجراء الانتخابات في موعدها وفي أفضل الظروف».

وأشار في سياق حديثه إلى تنسيق ميداني واستخباراتي بين تونس والجزائر بهدف المساعدة على حماية الحدود التونسية ومنع تسلل الإرهابيين، ووجه رسالة طمأنة إلى التونسيين بقوله إن القوات العسكرية والأمنية كافية لتأمين الانتخابات، وهي على حد تعبيره «على درجة عالية من الكفاءة». وأشار العروي إلى أن قوات الأمن حجزت لدى العناصر الإرهابية سلاحي كلاشنيكوف ومخزني ذخيرة و180 إطلاقة رصاص. وأضاف أن التحقيقات الأولية مع العنصرين الإرهابيين في قبلي هي التي أدت إلى الكشف عن المخطط الإرهابي الذي كانت العناصر الإرهابية تنوي تنفيذه في وادي الليل غرب العاصمة التونسية.

في السياق ذاته، أسفر انفجار لغم استهدف قافلة عسكرية صباح أمس بمنطقة ساقية سيدي يوسف من ولاية – محافظة - الكاف (160 كم شمال غربي تونس)، عن إصابة عسكريين إصابات طفيفة وذلك في إطار حملة تمشيط لأماكن اختباء العناصر المتحصنة بالمرتفعات الجبلية.

وقال بلحسن الوسلاتي، المتحدث باسم وزارة الدفاع، إن إصابة العسكريين لم تكن بصفة مباشرة. وأكد وصول تعزيزات عسكرية وأمنية إلى المنطقة إضافة إلى إرسال طائرة مروحية إلى الجهة لتعقب خطوات العناصر الإرهابية.

وبشأن هاتين العمليتين الإرهابيتين جنوب البلاد وغرب العاصمة التونسية وتداعياتهما المحتملة على الانتخابات البرلمانية التي تجري بعد يومين، أفاد رفيق الشلي، الخبير الأمني بالمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، في تصريح لوسائل الإعلام، بأن عمليات إرهابية أخرى متوقعة غدا السبت وبعد غد الأحد. وقال إن الوضع في البلاد يستلزم الحذر الشديد.

وأكد الشلي على أن حدوث عمليات إرهابية خلال هذه الفترة مسألة متوقعة خاصة بعد التهديدات التي كان قد أطلقها «أبو عياض» زعيم تنظيم أنصار الشريعة المحظور من ليبيا، وهي تهديدات تصب في نفس النهج مع تهديدات أطلقها خالد الشايب (لقمان أبو صخر) المتحصن بجبل الشعانبي وسط غربي تونس. وأوضح أن «أبو عياض» كان قد توعد وزارة الداخلية التونسية بتنفيذ عمليات إرهابية على خلفية القبض على شقيقه مطالبا بإطلاق سراحه، ويبدو أنه جاد في تنفيذ تهديداته. وأكد الشلي على أن اليقظة الأمنية المتواصلة والعمليات الاستباقية هي التي حالت دون تنفيذ عمليات إرهابية خطيرة ومتزامنة، على حد تعبيره.