عضو الهيئة الاستشارية للرئيس المصري: نعمل على خطط لتحصين الشباب من التنظيمات المتطرفة

أسامة الأزهري أكد سعيهم لرفع المعاناة عن المجتمع ببرامج تنموية

أسامة الأزهري
TT

أكد الدكتور أسامة الأزهري عضو الهيئة الاستشارية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن «المهام المنوطة بمجلس تنمية المجتمع، هي معالجة القضايا الملحّة في مجالات الخطاب الديني والإعلام والتوعية والمعرفة والتعليم والثقافة والفنون والهوية الوطنية، وغير ذلك مما يمثل مرتكزات التنمية المجتمعية، التي تسعى إلى رفع المعاناة عن شرائح المجتمع المختلفة، والخروج بمقترحات ومبادرات وبرامج تنموية»، مضيفا: «سنسعى لرفع المعاناة عن المجتمع».

وشكل السيسي الفريق الاستشاري له في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وهو مكون من 4 مجالس؛ المجلس الأول للتعليم والبحث العلمي، والمجلس الثاني وهو مجلس تنمية المجتمع، وعدد أعضائه 17 عضوا منهم 8 من الشباب، و9 من السيدات، يمثلون عددا من الخبراء والأساتذة والطاقات الشبابية المبدعة، في مختلف المجالات المجتمعية، وتتنوع تخصصاتهم ما بين أكاديميين وخبراء متخصصين في التنمية وخبراء في التخطيط الاستراتيجي والمجتمع المدني.

وقالت مصادر مصرية مطلعة إن «المجلس الاستشاري عمله محوري في هذه المرحلة الفارقة التي تمر بها المنطقة بأكملها، وهناك مهام جسيمة ملقاة على عاتق أعضائه للحفاظ على التوافق المجتمعي». وأكد الأزهري: «نحن في هذا المجلس الاستشاري عندنا أمل عظيم في خدمة الوطن والإسهام في عودة مصر لدورها القيادي اللائق بها».

وقال الدكتور أسامة الأزهري، وهو أستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، عن رؤيته في تطوير الخطاب الديني: «الخطاب الديني في السنوات القليلة الماضية مصاب بعلل خطيرة، جعلته خطابا صارخا، صادما، قبيحا، فاقدا لمقاصد الشرع الشريف، فبدل أن يكون خطابا هاديا رحيما، أخلاقيا، محمديا، يملأ العقول والقلوب بالبصيرة والرقي والسكينة، والبحث العلمي، والهداية، ويجد الناس فيه معالم العظمة والجلال لهذا الدين، تحول إلى عدد من المفاهيم الملتبسة الشائكة، التي ظهرت تطبيقاتها الخطيرة عند التيارات المختلفة، كالذي نراه عند (داعش) وغيره من التنظيمات التكفيرية التي جعلت صورة الإسلام أمام العالم في غاية السوء، عندما تفاقمت تلك الأطروحات الصارخة في السنوات الماضية».

وتابع: «مع شدة إصرار أصحابها على أن هذا هو الدين، فقد أدى ذلك في المقابل إلى تطرف مضاد، وهو الإلحاد، بجوار التشيع، وتراجع منظومة القيم والأخلاق، والتفكك والذوبان الذي بدأ يطرأ على المعالم والمكونات التاريخية الراسخة لشخصية الإنسان المصري، فهذه لمحة سريعة حول خارطة أزمات الخطاب الديني المعاصر، مما يحتاج إلى رصد دقيق، وملاحقة تفصيلية للمقولات والتنظيرات والاستدلالات، التي تنتهجها كل تلك التيارات والأطروحات، والتي تصل من خلالها إلى تدمير يقين الجيل، وزعزعة إيمانه، أو تحويل ذلك الإيمان إلى قنبلة موقوتة بدل أن يكون رحمة، ثم لا بد من أطروحات واسعة لتفكيك كل تلك الإشكاليات والقضايا، مع بيان علمي أزهري قوي ومجلجل وصادع بالحق، يضع كل تلك الأطروحات على موازين العلم المنضبطة والدقيقة».

وعن خطورة «داعش»، قال الأزهري لـ«الشرق الأوسط»: «تتبعت لفترة طويلة التكوين الفكري الذي يؤسس عليه (داعش) تطبيقاته الإجرامية، فإذا به قائم على إعادة إنتاج عدد من المفاهيم الخطيرة، كالتكفير، والجاهلية، والتخبط في مفهوم الفرقة الناجية، واحتكار الوعد الإلهي دون بقية المسلمين، لأنهم يكفّرون بقية المسلمين، مع تصعيد خطير وغير مسبوق، في انتهاج القتل والذبح، بطريقة في غاية العنف والعشوائية، مع المبالغة في الترويج لمشاهد الذبح، ثم الإصرار على إلصاق كل ذلك بالخلافة والإسلام، مما يكشف عن حالة نفسية هائلة وعميقة من الإحباط واليأس، ازدادت عمقا بسبب ما يمر بالأمة والمنطقة.