مودي في كشمير.. لرفع معنويات القوات وتفقد ضحايا الفيضانات

زيارة رئيس الوزراء الهندي قابلتها احتجاجات في الجزء الباكستاني من الإقليم

مودي أثناء حديثه للجنود المتمركزين في منطقة سياشن الجبلية بإقليم كشمير أمس (أ.ف.ب)
TT

اختار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي التوجه إلى إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، أمس، بمناسبة «عيد الأنوار» الهندوسي، لكن الهدف الأساس من الزيارة تمثل في محاولة رفع معنويات الجنود بعد الاشتباكات الدموية الأخيرة مع القوات الباكستانية، والسعي لطمأنة ضحايا الفيضانات التي دمرت أجزاء واسعة من كشمير، الشهر الماضي.

وسعى مودي لإبراز قوميته الهندوسية في الولاية الهندية الوحيدة التي تسكنها غالبية من المسلمين، فالتقى بالجنود المتمركزين في جبل سياشن الجليدي بمنطقة الهيمالايا، وقال للجنود هناك إن «الهند تنام اليوم مطمئنة لأنكم مستيقظون ليلا ونهارا»، مشيرا إلى أن «الجنود الهنود يحظون بالاحترام في جميع أنحاء العالم، على انضباطهم وتصميمهم». وقال أيضا: «أطمئن جنود بلادي، سواء كانوا على الحدود أو في المعسكرات بأن الـ1.25 مليار هندي يقفون معهم».

وجاءت زيارة مودي بعد مقتل 20 مدنيا على الأقل، في مواجهات حدودية، الشهر الماضي، هي الأسوأ منذ سنوات بين القوتين النوويتين المتنافستين في جنوب آسيا، وأدت إلى فرار آلاف المدنيين. ويتبادل البلدان اتهامات حول من تسبب في بدء إطلاق النار.

وتعد سياشن التي شهدت قتالا عنيفا بين الهند وباكستان عام 1987، أقسى المناطق التي يتمركز فيها الجنود. فقد قضى ما يقرب من 8 آلاف جندي في تلك المنطقة منذ عام 1984، جميعهم تقريبا بسبب الانهيارات الجليدية والأرضية، وبسبب البرد أو النوبات القلبية. وكان مودي الذي حقق فوزا ساحقا في انتخابات مايو (أيار) الماضي، دعا نظيره الباكستاني نواز شريف إلى حفل تنصيبه، في خطوة زادت الآمال في تحقيق تقدم حقيقي في العلاقات بين البلدين النووين.

وخرج أكثر من 200 متظاهر في القسم الباكستاني من كشمير، أمس، احتجاجا على زيارة مودي للإقليم، ورددوا شعارات مناوئة للهند، وأحرقوا العلم الهندي. وكُتب على إحدى اللافتات «زيارة مودي عشية عيد الأنوار تضع الملح على جروح ضحايا الفيضانات الكشميريين»، في إشارة إلى الفيضانات التي دمرت الإقليم الشهر الماضي، وقتل أكثر من 450 شخصا في الهند وباكستان في الفيضانات التي اجتاحت كشمير وولاية البنجاب المجاورة. ووُجهت انتقادات شديدة للإدارة الهندية لكشمير حول استجابتها للفيضانات. وأعلن أصحاب المحلات التجارية إضرابهم أمس في مدينة سريناغار بمناسبة زيارة مودي.

وعقب وصوله إلى سريناغار، ولقائه عددا من كبار المسؤولين وقادة الأحزاب السياسية وأفرادا من عائلات تضررت بفعل الفيضانات الأخيرة، أعلن مودي عزم حكومته تقديم مساعدات إضافية بقيمة 7.4 مليار روبية (120 مليون دولار) إلى جانب المساعدات التي أعلن عنها سابقا، وكانت قيمتها 10 مليارات روبية.

وأضاف أنه سيتم استخدام المبلغ لإصلاح المنازل وتحديث 6 مستشفيات رئيسة. وقال مودي: «زيارتي هنا تهدف للقاء المواطنين ومعرفة المشاكل التي تواجهه، أريد أن أؤكد لهم أن البلاد بأكملها تقف بجانبهم. وسوف نعمل معا من أجل إعادة البناء سريعا».

ومن المقرر أن تجري انتخابات محلية في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من إقليم كشمير قبل نهاية العام، الأمر الذي دفع معارضي مودي إلى وصف زيارته بأنها ذات هدف انتخابي. إلا أن عمر عبد الله رئيس وزراء كشمير الذي يدافع عن حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي، قال: «دعونا نقدر زيارة مودي إلى سريناغار في هذا الاحتفال، فهو لم يبقَ في منزله للاحتفال كما كان يفعل في العادة».

ويرجح العديد من المراقبين تأجيل الانتخابات نتيجة الفيضانات.