إسبانيا تمنح مدير المخابرات الداخلية المغربية وساما رفيعا

تقديرا لدور بلاده في استتباب السلم والأمن عبر العالم

TT

منحت إسبانيا أول من أمس وساما رفيعا لعبد اللطيف الحموشي، المدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية المغربية) ومسؤولين آخرين فيها، اعترافا بدور المغرب في استتباب السلم والأمن عبر العالم.

وسلم فرانسيسكو مارتينز فاسكز، وزير الدولة الإسباني المكلف الأمن، وسام «الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر»، وهو أحد أعلى الأوسمة الشرفية التي تمنح لشخصيات أجنبية، خلال حفل نظم بمدريد. فيما تسلم مديران مركزيان بمديرية المحافظة على التراب المغربي، من المسؤول الإسباني «الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أبيض».

وتأتي هذه التوشيحات، التي جرى الإعلان عنها في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بمناسبة تخليد يوم الشرطة الإسبانية، بحضور وزير الداخلية خورخي فيرنانديز دياز، اعترافا بتميز العلاقات القائمة بين المصالح الأمنية بالبلدين وانسيابيتها، والمرتكزة على الثقة والتعاون المتبادل. وذلك بحسب ما أوردته وكالة الأنباء المغربية.

وعد مراقبون توشيح الحموشي بهذا الوسام الرفيع من قبل إسبانيا بمثابة رد اعتبار للمسؤول الأمني المغربي الذي كان القضاء الفرنسي قد وجه إليه في فبراير (شباط) الماضي، تهمة بشأن مزاعم ممارسة التعذيب، على خلفية دعوى رفعت ضده في فرنسا من قبل منظمة غير حكومية، وتوجهت على أثرها الشرطة الفرنسية إلى مقر سفير المغرب في باريس لتسليم استدعاء مثوله أمام القضاء، وهو ما احتجت عليه الرباط بشدة وعدته «حادثا خطيرا وغير مسبوق»، ومنافيا لقواعد الدبلوماسية المعمول بها. وتسبب هذا الحادث في أزمة دبلوماسية بين البلدين جرى على أثرها استدعاء شارل فري السفير الفرنسي في الرباط، كما علق المغرب العمل باتفاقية التعاون القضائي بين البلدين. وما زالت غيوم التوتر تخيم على العلاقة بين البلدين بسبب توالي أحداث تستهدف النيل من مسؤولين مغاربة.

وكان الملك محمد السادس قد وشح سنة 2011 الحموشي بوسام العرش من درجة ضابط. وفي السنة نفسها، جرى توشيحه بوسام فارس من الدرجة الوطنية الشرفية من طرف رئيس الجمهورية الفرنسية.

وبلغ التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا مستوى متقدما بفضل فعالية مصالح البلدين وحيويتها، وهو ما يعكس مكانة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بوصفها شريكا ذا مصداقية في مجال مكافحة مختلف أنواع الجريمة، وقدرتها القوية على التكيف مع مختلف التطورات البشرية والتكنولوجية، في ظرفية إقليمية وعالمية تتميز بتقلبات قوية وتعدد التهديدات التي تستهدف السلم والاستقرار في العالم. وهي خبرة مكنتها من القيام بعمليات حاسمة ومهمة بتعاون مع مختلف الشركاء، لا سيما الإسبان، في إطار من التشاور والتنسيق.