منظمة «إيقاد» تؤكد أنها حققت اختراقا كبيرا لحل أزمة جنوب السودان

السكرتير الصحافي لسلفا كير لـ «الشرق الأوسط»: من المرجح أن يتم توقيع اتفاق نهائي بين الرئيس ومشار

TT

أعلن رؤساء من دول شرق أفريقيا في جوبا أمس بعد اجتماع مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت عن عقد قمة رئاسية لدول الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) في التاسع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأكدت الإيقاد أنها أحدثت اختراقا كبيرا لتحقيق السلام في هذه الدولة حديثة الاستقلال، ويتوقع أن يتم توقيع اتفاق سلام نهائي خلال هذه القمة بين سلفا كير ونائبه السابق زعيم التمرد رياك مشار لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية.

وتعهد رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أمام قمة مصغرة عقدت ليوم واحد لدول الإيقاد في جوبا أنه سيعمل على إزاحة كافة العقبات التي تعترض عملية السلام مع متمردي بلاده بقيادة نائبه السابق رياك مشار، وقال: «لقد قلت ذلك في أروشا التنزانية إذا أظهرت الأطراف الأخرى رغبتها وأبدت استعدادها لحل هذه الأزمة مثل ما فعلنا في الحكومة فإن النازحين في المعسكرات سيعودون إلى ديارهم ولن يفقدوا الموسم الزراعي»، مشيرا إلى أن وفده لديه تفويض كامل في المحادثات مع المتمردين والوصول إلى حل نهائي، وقال: «لا أرى سببا في استمرار معاناة شعبنا بعد تحقيق الاستقلال أنهم يريدون العيش في سلام والحكومة تقف إلى جانبهم»، وتابع: «لذلك نحن لم نضع شروطا في المحادثات وإذا كان هناك أي شيء أي طلب من الحكومة يمكن أن يحقق السلام فإنها ستعمل لتحقيقه وإزالة أي عقبات أمام هذه المطالب».

من جانبه قال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان اتينج ويك اتنيج لـ«الشرق الأوسط» بأن كلا من الرئيس الكيني اوهورو كينياتا، رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديالسين ورئيس الوزراء الأوغندي روهاكانا روغوندا قد عقدوا اجتماعا مع رئيس بلاده سلفا كير ميارديت في جوبا صباح أمس في محاولة لإيجاد حل النزاع في جنوب السودان، وأضاف أن اجتماع القمة المصغرة لدول الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (الإيقاد) أكد على عقد اجتماع موسع لرؤساء دول المنظمة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مشيرا إلى أن الرؤساء السوداني عمر البشير، الصومالي حسن شيخ محمود والجيبوتي إسماعيل عمر قيلي سيشاركون في القمة المرتقبة إلى جانب رؤساء الدول التي شاركت في قمة جوبا المصغرة، وقال: إن الجولة المقبلة للمحادثات ستستأنف في السابع والعشرين من الشهر الحالي في أديس أبابا، وتابع: «نتوقع أن يتم توقيع اتفاق سلام وإنهاء الحرب في جنوب السودان في هذه الجولة التي ستكون نهائية»، وعد أن اتفاق قيادات الحركة الشعبية في الحكومة والمعارضة أحدث اختراقا يمهد لتوقيع الاتفاق النهائي.

من جهة أخرى قال رئيس وساطة دول شرق أفريقيا «إيقاد» لحل نزاع جنوب السودان وزير الخارجية الإثيوبي السابق سيوم مسفن في تصريحات بأن هناك اختراقا كبيرا قد تحقق أمام القضايا العالقة وسيتم وضع اللمسات الأخيرة الأسبوع المقبل في قمة الإيقاد في أديس أبابا، وأضاف أن اجتماع قمة الإيقاد مع الرئيس سلفا كير هو امتداد للمشاورات التي جرت مع زعيم التمرد رياك مشار عقب تأجيل المفاوضات، مشيرا إلى أن قادة الإيقاد قدموا التهنئة إلى كير ومشار لاتفاقهما الشجاع في أروشا الأسبوع الماضي، وقال: «نحن أقرب من أي وقت مضى للوصول إلى اتفاق ينهي الصراع في هذه الدولة ولكن يجب أن تتواصل الجهود لإيجاد حلول دائمة للقضية».

وكان رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار قد وقعا اتفاقا أول من أمس في مدينة (أروشا) التنزانية بحضور رئيسها جاكايا كيكوتي وقيادات حزب الحركة الشعبية الحاكم في جوبا والمنشقين عنه، وقد أقر كير ومشار عن مسؤوليتهما المشتركة في الحرب التي اندلعت في بلادهما في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والتي أودت بحياة الآلاف من مواطنيهما.