«منظمة الصحة» لا ترجح انتشارا واسعا لـ«إيبولا» خارج غرب أفريقيا

المسافرون من الدول المصابة بالمرض إلى أميركا سيخضعون لمراقبة مدتها 21 يوما

TT

تقترب حصيلة المصابين بفيروس إيبولا في غرب أفريقيا من 10 آلاف شخص توفي منهم 4900. في خضم تعزيز إجراءات الوقاية والتعبئة الدولية، لكن وسط استبعاد انتشار واسع للفيروس خارج دول غرب أفريقيا حيث ينتشر الوباء حاليا.

وسئل نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا خلال مؤتمر صحافي في جنيف أمس حول احتمال انتشار المرض خارج دول ليبيريا وسيراليون وغينيا فقال: «نحن على درجة كبيرة من الثقة بأننا لا نشهد انتشارا واسعا للمرض إلى دول مجاورة. لا يزال الأمر باعثا على القلق لكن في اللحظة الراهنة لا نرى ذلك». وأضاف: «سنواصل البحث عن انتشار آخر للعدوى لكننا ببساطة لم نره». وذكر أن استقدام أعداد كافية من العاملين في مجال الصحة لا يزال أمرا في غاية الصعوبة على المستويين المحلي والدولي للمساعدة في التصدي للمرض.

وفي غياب أي خطة لتطويق سريع لانتشار المرض في ليبيريا وسيراليون وغينيا الدول الـ3 التي تشهد أكبر انتشار للفيروس، بات هذا المرض يثير توترا بين السكان والسلطات كما جرى في شرق سيراليون المنطقة التي تخضع لحجر صحي منذ أغسطس (آب) الماضي.

ورغم تراجع مخاطر انتشار المرض على مستوى العالم، يجري تعزيز إجراءات الوقاية عند مغادرة أي من الدول التي سجلت فيها إصابات أو عند الوصول إليها. وأعلنت السلطات الصحية الأميركية أن أي شخص مقبل من هذه الدول الأفريقية الـ3 سيخضع لمراقبة مشددة لمدة 21 يوما، الفترة القصوى لحضانة الفيروس. وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تفاؤله بشأن تطور الوضع المرتبط بالفيروس في الولايات المتحدة وأشار إلى تقدم في التعبئة الدولية لتنظيم معالجة الوضع في غرب أفريقيا. وقال أوباما إن «عشرات الأشخاص الذين كانوا على اتصال بدانكان (المريض الليبيري الذي توفي بإيبولا في تكساس) بمن فيهم عائلته وأصدقائه أصبحوا خارج دائرة الخطر». وأضاف أنه «كان عاملا إضافيا برهن للناس على صعوبة التقاط العدوى».

وأعلنت عائلة ممرضة أميركية أصيبت بإيبولا أثناء اعتنائها بالمريض الليبيري ايريك دانكان في مستشفى دالاس، أن الممرضة تماثلت للشفاء. وأوضحت عائلة آمبر فينسون في بيان أول من أمس أن الشابة البالغة من العمر 29 عاما ستبقى في المستشفى لتلقي علاجات إضافية، لكنها شفيت تماما من أي إثر للفيروس.

وتعد هذه ثاني ممرضة أصيبت بإيبولا أثناء اعتنائها في مستشفى دالاس بدانكان الذي توفي في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. والممرضة الأخرى هي نينا فام وترقد حاليا في عيادة تابعة للمعاهد الصحية الوطنية في ميريلاند ووضعها مستقر بعدما «تحسن وأصبح جيدا»، بحسب بيان أصدرته العيادة الثلاثاء الماضي. ومساء الثلاثاء، أعلن المركز الطبي في نبراسكا (وسط الولايات المتحدة) أن مصور شبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية الذي أصيب بفيروس إيبولا في ليبيريا حيث كان يغطي تفشي هذا الوباء، شفي من المرض.

وبعدما وسعت رواندا الواقعة في منطقة البحيرات العظمى إجراءات الوقاية لتشمل إخضاع المقبلين من الولايات المتحدة وإسبانيا لمراقبة لمدة 21 يوما بعد وصولهم، أعلنت وزارة الصحة في كيغالي أمس أنها ألغت هذه الإجراءات. وفي ليبيريا، أعلن رئيس مجلس إدارة سلطة الملاحة الجوية بينيا كيسيلي أن المطار الدولي أضاف إلى بياناته لوائح أقرباء المرضى لمنعهم من السفر حتى إذا لم تظهر عليهم أعراض المرض ولا يسببون عدوى.

وفي الوقت نفسه أعلن المعهد الوطني الأميركي للصحة أنه بدأ تجارب سريرية على 39 بالغا للقاح تجريبي كندي ضد إيبولا، تم تسليم أولى جرعاته إلى سويسرا لتختبره منظمة الصحة العالمية. لكن لن يبدأ استخدامه قبل العام المقبل.