الجيش اللبناني يوقف أحد كوادر «داعش» ويقبض على جندي منشق

دقماق لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد خلايا للتنظيم.. ومؤيدو «النصرة» قد ينتفضون مع أول خضة أمنية

جنود لبنانيون أمام الشقة التي اقتحمها الجيش أمس حيث قتل 3 أشخاص من المتحصنين داخلها وأوقف آخرين شمال مدينة عاصون في لبنان (رويترز)
TT

نجح الجيش اللبناني أمس في إلقاء القبض على أحد كوادر تنظيم داعش في منطقة الشمال، قال إنه كان يخطط لتنفيذ «عمل إرهابي كبير»، لكن إسلاميين في الشمال قللوا من أهمية العملية، نافين انتماء ميقاتي تنظيميا لـ«داعش»، مشددين على أنّه «قد يكون من مؤيدي التنظيم لا أكثر ولا أقل». وفيما أكدت مصادر إسلامية لـ«الشرق الأوسط» أن الجندي عبد القادر الأكومي الذي أعلن قبل نحو 10 أيام فراره من الجيش وانضمامه لـ«داعش» في شريط فيديو، كان في الشقة مع ميقاتي وقد جرى إلقاء القبض عليه، عممت فيه القيادة العسكرية نشرة توجيهية على العسكريين بعنوان: «الجيش عصي على محاولات التشكيك به والنيل من وحدته ودوره»، بعد عمليات الفرار من الجيش وللرد على الهجمات التي تطاله.

وتأتي العملية التي نفذها الجيش بعيد تحذير قائده العماد جان قهوجي، من وجود خلايا نائمة لـ«داعش» في طرابلس وعكار (شمال البلاد) تسعى لإقامة ممر آمن إلى البحر، «وهو ما لم يتوافر للتنظيم حتى الآن، لا في سوريا ولا في العراق». وأعلنت قيادة الجيش في بيان أن قوة من مديرية المخابرات نفذت فجر يوم أمس الخميس «عملية أمنية دقيقة في منطقة الضنية (شمالا)، بعد رصد مكان وجود الإرهابي أحمد سليم ميقاتي، فتمت مداهمة الشقة التي كان يقيم فيها مع مجموعة من الإرهابيين، وتم توقيفه، فيما أصيب أحد العسكريين بجروح طفيفة، وقتل 3 من المسلحين الموجودين في الشقة المذكورة، يجري العمل على تحديد هوياتهم».

وأشار البيان إلى أن «الإرهابي الموقوف الملقب بأبي بكر، وأبو الهدى، بايع مؤخرا تنظيم داعش ويعتبر من أهم كوادره في منطقة الشمال، وقام بإنشاء خلايا مرتبطة بالتنظيم في المنطقة، وكان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي كبير بالتنسيق مع ابنه عمر الذي يقاتل مع تنظيم داعش في جرود عرسال، بالإضافة إلى تواصله مع قياديين في التنظيم داخل الأراضي السورية»، موضحا أن الموقوف «أرسل مؤخرا شبانا لبنانيين للانضمام إلى داعش في جرود القلمون، ومن بينهم ولده عمر، الملقب بأبو هريرة، وابن شقيقه بلال عمر ميقاتي، الملقب أبو عمر ميقاتي المتورّط بذبح الرقيب أول الشهيد علي السيد». ولفت البيان إلى أن ميقاتي متهم أيضا بـ«تجنيد عدد من العسكريين للانضمام في صفوف داعش، وصدرت بحقّه مذكرة توقيف لتورّطه في الاشتباكات التي حصلت بين باب التبانة وجبل محسن، حيث كان يقود مجموعة مسلحة من عشرات المقاتلين أنشأها بعد خروجه من السجن في عام 2010 بعدما كان قد أوقف في العام 2004 لقيامه بالتخطيط لاعتداء إرهابي ضد مراكز دبلوماسية ومصالح أجنبية».

وقد ضبطت القوة العسكرية في مكان مداهمة الموقوف أسلحة خفيفة ومتوسطة، وذخائر متنوعة وقاذفات ورمانات يدوية وأحزمة ناسفة، وأعتدة عسكرية بينها بزّة مرقطة عائدة للجيش اللبناني، ومواد متفجرة، بحسب بيان القيادة العسكرية.

وينفذ الجيش منذ أكثر من شهر عمليات دهم في أكثر من منطقة وخاصة لتجمعات اللاجئين السوريين بحثا عن مطلوبين منتمين لتنظيمي «داعش» و«النصرة» اللذين يختطفان منذ أغسطس (آب) الماضي 27 عسكريا لبنانيا على خلفية المعارك التي شهدتها بلدة عرسال الحدودية (شرق البلاد) بين عناصر التنظيمين والجيش الذي حاول صد محاولة احتلال البلدة.

وعد رئيس جمعية «اقرأ» السلفية الشيخ بلال دقماق أن تحذير قهوجي من سعي «داعش» للوصول إلى البحر وربط عرسال بمناطق الشمال «كلام مبالغ فيه»، مشددا على أن «لا وجود تنظيميا لـ(داعش) في الشمال، ولو كان غير ذلك لانتفض عناصر التنظيم خلال أو بعد معركة عرسال». ونفى دقماق في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تكون الخلية التي داهمها الجيش في الضنية خلية مهمة أو منتمية لـ«داعش»، لافتا إلى أن «مجريات عملية التوقيف تؤكد أن المجموعة تتعاطى بشكل بدائي أمنيا وعسكريا».

ورأى دقماق أن «جبهة النصرة» نجحت بـ«استمالة أهل السنة وغير أهل السنة نظرا لمرونة التعامل معها»، متحدثا عن «مؤيدين كثر لها قد ينتفضون مع أول خضة أمنية».

وعممت القيادة العسكرية يوم أمس نشرة توجيهية على العسكريين بعنوان: «الجيش عصي على محاولات التشكيك به والنيل من وحدته ودوره»، بعد فرار 6 من عناصر الجيش وانضمام 2 منهم لـ«داعش» و4 إلى «النصرة». وأكّدت القيادة أن الجيش مستمر في مواجهاته المفتوحة ضد الإرهاب، متحدثة عن «قرار ثابت وحازم، في عدم السماح للإرهاب بإيجاد أي محمية أو بقعة آمنة له في لبنان، مهما تطلب ذلك من جهود وتضحيات».

وشدّدت القيادة على أن «لا مكان في صفوف المؤسسة للخارجين عن الولاء للوطن أو المتقاعسين في أداء واجباتهم، فالجيش بغنى عن خدمات أي عسكري يتخاذل أو يحنث بقسمه ويخون رسالته»، مؤكدة «تمسك قيادة الجيش بتحرير العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الإرهابية، واعتبار قضيتهم قضيتها الأولى، وذلك عبر استخدام كافة السبل المتاحة، مع رفضها الخضوع لأي ابتزاز من شأنه أن يوظفه الإرهابيون لاحقا ضد مصلحة الجيش والوطن».