أسعار الحديد تسجل انخفاضا في السعودية.. والمنتج الأجنبي ينافس المحلي

مستثمرون يرجعون التراجعات إلى تداول صفقات وهمية بين السماسرة

يبلغ إجمالي إنتاج الحديد المسلح في السعودية 4.7 مليون طن سنويا («الشرق الأوسط»)
TT

تترقب أسواق الحديد خلال الأيام القليلة المقبلة تخفيضات جديدة في سعر الطن تصل إلى 200 ريال، وذلك بسبب تداول صفقات وهمية لبيع كميات كبيرة من الحديد في السوق، إلى جانب الركود في الطلب على المنتج.

وأرجع مستثمرون في سوق الحديد تلك التراجعات إلى تداول صفقات وهمية في السوق بين السماسرة، بدعوى توافر كميات كبيرة من الحديد في المستودعات، وأوامر الحصص المسجلة لبعض المصانع الوطنية في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، مما أسهم في انخفاض الأسعار، وإثارة المخاوف في السوق.

وقال حسن الزنيد، مستثمر في صناعة الحديد لـ«الشرق الأوسط» إن تفشي الشائعات في السوق حول تداول كميات كبيرة من الحديد بين التجار أسهم في مخاوف عدد من المنافذ من الإقدام على طلب كميات جديدة من الموردين والمصانع، لافتا إلى أن الطلب يشهد انخفاضا منذ شهرين، بسبب انخفاض عمليات البناء والتشييد المرتبطة بتوافر العمالة، مشيرا إلى أن منافسة الحديد المستورد أثرت بشكل كبير في الحديد الوطني، وخلقت نوعا من المنافسة في السوق.

وتوقع الزنيد أن تتجاوز سوق الحديد أزمة الانخفاض إلى الارتفاع خلال الفترة المقبلة، حيث تشهد بداية العام انتعاشا في سوق الحديد، حيث يجري اعتماد كثير من المشاريع الجديدة المرتبطة بالقطاعات الحكومية، إلى جانب بدء المقاولين أعمالهم المرتبطة بعقود تنفيذ مع الحكومة، بالإضافة إلى القطاع الخاص.

من جانبه، قال عبد الله رضوان، رئيس لجنة المقاولين في غرفة جدة، إن سوق الحديد تشهد مرحلة من الركود أدت إلى تراجع الأسعار، رغم وجود كثير من المشاريع التي تحتاج كميات كبيرة من الحديد، إلا أن ما حدث من فترة تصحيح لسوق العمالة أدى إلى توقف مؤقت، بيد أنه مع بداية العام الحالي سوف تشهد السوق تحسنا ملموسا.

وأوضح أن شركات المقاولات التي تنفذ مشاريع للقطاع الخاص تقوم بشراء كميات من الحديد لتغطية احتياجاتها وتنفيذ التزامها، خاصة أن أسعار الحديد المستورد تنافس المنتج المحلي في الأسعار.

يُشار إلى أن حجم الطلب على الحديد في السوق السعودية ارتفع 10 في المائة، مع توقعات باستمرار الطلب على المنتج، تزامنا مع الإنفاق الحكومي ومشاريع الإسكان. وتواجه السوق فجوة بين العرض والطلب في الوقت الحالي، حيث بلغ الطلب المحلي 7 ملايين طن مقابل الإنتاج المحلي الذي يصل إلى 5 ملايين.

ويبلغ إجمالي إنتاج الحديد المسلح في السعودية 4.7 مليون طن سنويا، تستحوذ «سابك» على النسبة الأكبر من الطاقة الإنتاجية للمصانع السعودية، حيث يبلغ إنتاجها 2.8 مليون طن سنويا، ويأتي بعدها مصنع «الاتفاق» بطاقة إنتاجية تبلغ 1.3 مليون طن، بينما تبلغ إنتاجية مصنع «الراجحي» 500 ألف طن، و«اليمامة» 500 ألف طن، و«المكيرش» 300 ألف طن، و100 ألف طن لمصنع «الجوهرة».