يمتد تاريخ سيارة الميني هاتشباك إلى نحو نصف قرن أمضته بأكمله بصيغة واحدة: صيغة السيارة الشبابية المدمجة بـ3 أبواب. ولكن «بي إم دبليو»، الشركة المالكة لعلامة «ميني»، قررت اليوم قلب هذه المعادلة وإنتاج «ميني هاتشباك» بـ5 أبواب، وذلك للمرة الأولى في تاريخها. أما السبب في اتخاذها هذا القرار فيعود إلى اكتشاف الشركة أن الطلب على هذه الفئة من السيارات الخماسية الأبواب يزيد بـ3 مرات على الطلب على السيارات بـ3 أبواب. ولذلك تأمل الشركة أن تحصل على جزء من هذا الطلب الإضافي.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع سيارات الهاتشباك الصغيرة التي تقدم خيار الـ5 أبواب قطاع واسع يضم سيارات عملية أكثر من «ميني» وأرخص منها سعرا، ولكنها لا تقدم الصورة الشبابية التي توفرها «ميني» ولا متعة القيادة الذي توفرها لسائقها.
حرصت الشركة، بشكل خاص، على المحافظة على صورة السيارة وتناسقها، بحيث لا يختلف شكلها كثيرا عن فئة سياراتها ذات الـ3 أبواب. وأتاحت الشركة لعدد من الإعلاميين فرصة قيادة السيارة في مقاطعة أكسفورد البريطانية وفي محيط المدينة الجامعية التي تضم مصنع «ميني» الذي ينتج نحو ألف سيارة يوميا يخصص معظمها للتصدير.
لا يكاد السائق يشعر بفارق ملموس بين السيارتين بغض النظر عن عدد الأبواب، فقيادة «ميني» ذات الـ5 أبواب توفر الشعور نفسه الذي توفره شقيقتها المدمجة من حيث سهولة المناورة وخفة التحكم.
تطرح الشركة «ميني» الجديدة في فئتين هما «كوبر» و«كوبر إس»، مع مجموعة من المحركات البترولية والديزل. ويوفر محرك الديزل اقتصادا غير معهود للوقود؛ إذ يقطع 78.5 ميل بالغالون الواحد من الديزل مع عادم لا يبث أكثر من 95 غراما من الكربون للكيلومتر الواحد. ولكن سيارات «ميني» التي لن تصل إلى الشرق الأوسط قبل نهاية العام الحالي سوف تعتمد على محركات بترولية عالية الكفاءة أيضا.
أقوى المحركات البترولية في فئة «ميني كوبر إس» يقطع 47.9 ميل لكل غالون من الوقود، ولا يبث عادمه أكثر من 136 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر. وعلى هذا الصعيد تتفوق السيارة ذات الناقل الأوتوماتيكي؛ إذ إنها تقطع 52.3 ميل لكل غالون من الوقود.
تصميم السيارة الداخلي جذاب يعتمد على مواد عالية الجودة، ويستند أساسا على التصميم التقليدي الذي يتضمن مؤشرا دائريا وسطيا كبير الحجم في وسط لوحة القيادة. ويضيف الجيل الجديد إطارا ضوئيا حول المؤشرات، يتغير لونه وفقا لنوع القيادة التي يختارها السائق؛ فالقيادة الاقتصادية تضيء الإطار باللون الأخضر، بينما تحوله القيادة الديناميكية إلى الأحمر. وبينهما يقع اللون الأصفر مؤشرا للقيادة المتوازنة.
ويمكن عرض خرائط نظام الملاحة على شاشة مستطيلة ضمن إطار دائري كبير الحجم، بينما يظهر مؤشر الوقود ضوئيا في خطوط صفراء مرتبة رأسية بحيث يصبح من السهل على السائق مراقبة كمية الوقود المتبقية في السيارة. وهي أول سيارة توفر في قطاعها إضاءة «دايودية» اختيارية مع أضواء تشغيل نهاية دائرية.
وتوفر السيارة لسائقها الكثير من التقنيات الحديثة، منها شاشة أمامية صغيرة لعرض المعلومات على الزجاج الأمامي للسيارة، مثل سرعة السيارة ومؤشرات الملاحة الإلكترونية. وتوفر «ميني» أيضا كاميرا خلفية مفيدة في حالات الرجوع إلى الوراء بالسيارة.
وتعد مقاعدها الخلفية مريحة حتى لطوال القامة، كما أن مساحة التخزين الخلفية أوسع في الفئة الجديدة ذات الـ5 أبواب؛ إذ تبلغ 278 لترا مكعبا. ويمكن أيضا طي المقاعد الخلفية لتوفير مساحة شحن إضافية.
وتستخدم مجموعة «ميني» 6 محركات، منها 3 محركات بترولية و3 تعمل بالديزل. من أهم المحركات التي سوف تصل إلى المنطقة المحرك البترولي الأساسي لفئة «كوبر» وهو بسعة 1.5 لتر ومكون من 3 أسطوانات يوفر قدرة 136 حصانا وينطلق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 8.2 ثانية. ولا يفرز عادمه أكثر من 111 غراما من الكربون لكل كيلومتر تقطعه السيارة. أما الفئة العليا، أي «كوبر إس»، فهي تعتمد على محرك سعته لتران بـ4 أسطوانات وشاحن مزدوج يوفر 192 حصانا، وينطلق بالسيارة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 6.9 ثانية. وهو لا يفرز أكثر من 139 غراما من الكربون لكل كيلومتر.
ويمكن اختيار الناقل اليدوي أو الأوتوماتيكي في كل الفئات، وكلاهما بـ6 سرعات. ويتميز الناقل اليدوي بسلاسة الحركة مع ظهور رقم السرعة المختارة أمام السائق حتى لا يخطئ في اختيار السرعات عند بداية التشغيل.
ويقول مسؤولون في الشركة إن نسبة إنتاج السيارات ذات الـ5 أبواب سوف تعتمد على الطلب، على اعتبار أن مصانع الإنتاج في أكسفورد مرنة وباستطاعتها إنتاج أي طراز من مجموعة «ميني» على خط إنتاجي واحد. وتوفر الشركة للمشترين فرصة اختيار كل تفاصيل السيارة بدءا باللون الخارجي وتصميم العجلات وانتهاء بالتجهيزات الداخلية والمواد المفضلة.
وتتميز «ميني» أيضا في مجال الاتصالات؛ إذ يمكن توصيل الهاتف الذكي من أي نوع تلقائيا بنظام السيارة، بحيث تصبح «نقطة اتصال ساخنة». ويمكن استمرار الاتصال بمواقع على الإنترنت أثناء القيادة، مثل «فيسبوك» أو إرسال رسائل «تويتر» صوتية. كما تضم «ميني» راديو رقميا وروزنامة إلكترونية.
وعلى صعيد متطلبات السلامة توفر السيارة مقاييس حماية عالية للركاب، تتمثل بجسم صلب ووسائد هوائية أمامية وستائر جانبية، ومقاعد مزودة، كلها بأحزمة سلامة ثلاثية مع شداد إلكتروني. ويمكن تثبيت مقاعد الأطفال بأمان في مقاعد السيارة الخلفية. والسيارة مزودة أيضا بنظام حماية المشاة يؤمن رفع غطاء المحرك في حالات الاصطدام للتخفيف من أضرار الصدمة.
وتتوقع الشركة أن تطرح «ميني هاتشباك» بـ5 أبواب في أسواق الشرق الأوسط خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 بأسعار تزيد قليلا على أسعار الميني ذات الـ3 أبواب.