مسؤولون أميركيون: نحقق في مزاعم استخدام «داعش» لأسلحة كيماوية

وزير الدفاع الأميركي يناقش مع نظيره العراقي جهود إعادة بناء القوات العراقية

TT

قال مسؤولون أميركيون إن «الولايات المتحدة تبحث في مدى دقة التقارير حول قيام مسلحي تنظيم داعش باستخدام غاز الكلور كسلاح ضد قوات الأمن العراقية، الشهر الماضي، في محافظة ديالي شمال العاصمة بغداد، التي أدت إلى إصابة 11 ضابطا من أفراد الشرطة العراقية بحالات اختناق، إضافة إلى تقارير مماثلة من مدينة كوباني خلال الأسابيع الأخيرة».

وقال مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على علم بالتقارير، لكن لا يمكن تأكيد التفاصيل، ونحن نأخذ مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية على محمل الجد، ونسعى للحصول على مزيد من المعلومات».

وقال اليستر باسكي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إن «استخدام الكلور كسلاح كيمائي عمل بغيض، ونحن نسعى للحصول على معلومات إضافية»، وأضاف: «هذه الادعاءات الأخيرة تؤكد أهمية أن نعمل على القضاء على الأسلحة الكيماوية في هذه المنطقة المضطربة».

وقال الميجور كورتيس كيلوج، المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطي في تامبا: «نحن لسنا على علم بأي هجمات بالكلور ضد قوات الأمن العراقية، وأحيلكم إلى الحكومة العراقية لمعرفة ما لديهم من معلومات».

وكانت تقارير قد أشارت في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى دلائل على استخدام غاز الكلور، وعزت أجهزة الاستخبارات الأميركية استخدام غاز الكلور إلى هجمات يشنها النظام السوري، لكن وزارة الدفاع العراقية أكدت حيازة تنظيم داعش لغاز الكلور واستخدامه على الأقل مرة واحدة في هجوم على قوات الأمن العراقية، وأوضحت أن «مسلحي داعش استخدموا قنابل بدائية الصنع لغاز الكلور».

وقال بيان لوزارة الدفاع العراقية، إن «تنظيم داعش استخدم غاز الكلور بطريقة بدائية وغير فعالة قرب محطات معالجة المياه، وفي هجمات بقنابل مزروعة على الطريق في مدينة الضلوعية شمال بغداد»، ولم يحدد البيان موقع الهجمات.

وتشير التقارير إلى قلق متزايد من قدرة مسلحي «داعش» على الحصول على أسلحة كيمائية سواء من سوريا أو من مخلفات الترسانة التي كان يملكها صدام حسين في العراق، وقد استولى «داعش» على مدينة في العراق كانت مقرا لمصنع لإنتاج الأسلحة الكيماوية في السابق، وحصلت منها على غاز الكلور الذي استخدمه مسلحو داعش في الهجوم. وقال مسؤولون عراقيون، إن «المصنع الذي استولى عليه تنظيم داعش كان يحوي صواريخ متطورة لغاز الأعصاب، لكنها لم تعد صالحة للاستخدام بعد أن قام مفتشو منظمة الأسلحة الكيماوية بتفكيكها ودفنها منذ أكثر من 20 عاما».

وقال مسؤول عراقي لصحيفة «واشنطن بوست»: «داعش يستخدم غاز الكلور لإرهاب الناس ونحن قلقون للغاية»، وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الضباط العراقيين من الناجين من الهجوم الذين أشاروا إلى أنهم رأوا دخانا أصفر يملأ السماء بعد الانفجار، ونقلوا إلى المستشفى يعانون من أعراض اختناق وحروق الجلد تتفق مع أعراض التعرض لغاز الكلور.

وقال هاميش دي بريتون، خبير الأسلحة الكيماوية: «هناك ملايين الأطنان من الكلور في العالم، ويمكن شراء الكلور بشكل شرعي، وهذا هو السبب في صعوبة مراقبة استخدام الكلور كسلاح، وقد كانت سوريا أكبر منتج للمواد الكيماوية في المنطقة، والكلور في متناول الجميع في سوريا والعراق».

وأضاف: «داعش تبدو أنها تستخدم الأسلحة الكيماوية لنفس الأسباب التي يستخدمها النظام السوري بعد أن رأوا مدى نجاح استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وأعتقد أن تنظيم داعش سيزيد من استخدام الأسلحة الكيماوية إذا هزم في بقية العراق والشام».

من جانب آخر، قال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، إن «الاستراتيجية التي تقودها الولايات المتحدة لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش ناجحة وتعمل بشكل جيد»، وأشار إلى أن المعركة ضد الجماعة الإرهابية «معقدة وصعبة».

وقال وزير الدفاع الأميركي للصحافيين بعد لقائه وزير الدفاع الكوري، هان مين كو، مساء (الخميس)، إن «الإدارة الأميركية أوضحت أن محاربة داعش ستكون معركة طويلة وتتطلب جهدا كبيرا»، وقال: «نحن نعتقد أن استراتيجيتنا تعمل، لكن التقدم الذي يتم إحرازه في العراق متباين، لا يزال داعش لديه السيطرة والتحكم في جزء كبير من الأراضي في العراق، وأعتقد أنه ستكون معركة معقدة وصعبة، وسيكون هناك نتائج متباينة ومختلفة يوميا»، وشدد هاغل على أنه لا يرى سببا لإجراء أي تغيير في استراتيجية الولايات المتحدة.

وكان وزير الدفاع الأميركي قد أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الدفاع العراقي المُعين حديثا، خالد العبيدي، أكد خلالها التزام بلاده بمكافحة الإرهاب، وأشار الأدميرال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، أن هاغل شدد «على أهمية إعادة بناء قوات الأمن العراقية لصد هجمات داعش»، بينما شدد وزير الدفاع العراقي «على سعيه لضمان بناء جيش يمثل كل سكان العراق، ويدافع عن كل شبر من أراضي العراق».

وفي سياق متصل أكد مسؤولون عسكريون أميركيون أن «الجيش العراقي يحتاج إلى أشهر من التدريب قبل أن يكون مستعدا لشن هجوم بري ضد تنظيم داعش».

وقال مسؤول عسكري بالقيادة الأميركية الوسطي في تامبا: «إننا نحاول تدريبهم ليكونوا قادرين على الدفاع عن مدنهم وقراهم»، وأضاف: «تدريب أفراد الجيش العراقي للقيام بعمليات برية ضد (داعش) يتطلب وقتا طويلا، ونرى أنه مجهود يتطلب أكثر من عام لنصل بهم إلى أن يكونوا قادرين على شن هجوم مضاد».

وأكد مسؤول عسكري آخر أن «القوات العراقية تحتاج مساعدة الولايات المتحدة في إعادة بناء قدراتها»، متوقعا أن تتمكن القوات العراقية من شن هجوم مضاد ضد «داعش» في غضون أشهر، لكنه أضاف: «ربما أشهر وربما سنوات، قبل أن تتمكن قوات الأمن العراقية من استعادة السيطرة على الموصل»، وأشار أن «على قوات الأمن العراقية التغلب على سنوات».