نواب عراقيون يعترضون على إرسال بيشمركة إلى كوباني

شككوا بدستورية قرار بارزاني

TT

اعتبر نواب عراقيون الجمعة أن قرار إقليم كردستان إرسال عناصر من البيشمركة للدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) في شمال سوريا ضد هجمات تنظيم داعش، مخالف للدستور العراقي. وكان برلمان إقليم كردستان العراق وافق الأربعاء على طلب رئيس الإقليم مسعود بارزاني إرسال عناصر من البيشمركة إلى مدينة عين العرب، حيث يصد المقاتلون الأكراد السوريون، منذ أكثر من شهر، هجوما لتنظيم داعش.

وقالت النائبة سميرة الموسوي، وهي عضو لجنة العلاقات الخارجية، إن قرار إقليم كردستان «غير قانوني وغير دستوري». وأضافت أن عناصر البيشمركة «حرس للإقليم وليسوا جيشا، والقوات تخرج وفقا لاتفاق بين الدول، وهذا الأمر يفتقر للقاعدة القانونية والدستورية».

أما النائبة عالية نصيف، فاعتبرت في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، أن قرار برلمان كردستان يخالف عددا من مواد الدستور العراقي. وأوضحت أن من أبرز هذه المواد، المادة 78 التي تقول إن «رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة والقائد العام للقوات المسلحة»، والمادة 110 التي تحدد صلاحيات الحكومة الاتحادية، لا سيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي. واستغربت نصيف «تركيز قوات البيشمركة على الدفاع عن مدينة كوباني السورية بدلا من التركيز على الدفاع عن تلعفر وسنجار وبقية المدن العراقية»، في إشارة إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في شمال العراق.

ولم يصدر أي تعليق حتى الآن على القرار عن رئيس الوزراء حيدر العبادي والمسؤولين الكبار في الحكومة. وكان المتحدث باسم وزارة البيشمركة هلكورد حكمت، قال الأربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية ردا على سؤال عن تنسيق مع حكومة بغداد، إن تحريك البيشمركة إلى خارج كردستان العراق «لا يحتاج إلى موافقة الحكومة العراقية»، إلا أن نوابا آخرين دافعوا عن الخطوة الكردية. وقال النائب عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني شيركو مرزا إن «الإرهاب موضوع عالمي، وعلى كل القوى التي تعمل من أجل الحرية والعيش الديمقراطي للشعوب المشاركة في مكافحة الإرهاب». وأضاف: «نحن من هذا المنطلق نساند كوباني، الأمر بالنسبة لنا قضية إنسانية، هناك شعب محاصر من قبل قوة بربرية، وعلى كل المجتمعات والناس الدفاع عن هذا الشعب المحاصر».

من جهته رأى النائب حاكم الزاملي، العضو البارز عن «تيار الأحرار» الممثل الرئيس للتيار الصدري، أن «إرسال قوات (كردية) إلى سوريا أمر طبيعي»، وأن قتال التنظيم في سوريا «يصب في مصلحة الشعب العراقي لأن الساحة العراقية السورية واحدة». وأضاف: «إذا حقق (داعش) انتصارا، قد ينتقل إلى العراق، وسوف يقتل أبناء الشعب العراقي». وبدأ مقاتلو تنظيم داعش المتطرف هجوما على عين العرب في 16 سبتمبر (أيلول)، وتمكنوا في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) من دخولها، وهم يسيطرون حاليا على أكثر من 50 في المائة منها، وسط قتال شرس من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وتمكنت الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من إعاقة تقدم تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، في المدينة.