«إيبولا» يتسع أفريقياً إلى مالي.. وشمالاً إلى نيويورك

«منظمة الصحة» تعلن عزمها إرسال مئات آلالاف من جرعات اللقاح إلى البلدان الأكثر تضررا

الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء اجتماعه في البيت الأبيض أمس مع الممرضة نينا فام التي أعلن عن تعافيها من إيبولا بعدما كانت أصيبت بالفيروس في دالاس (أ.ف.ب)
TT

أُعلن عن ظهور إصابة مؤكدة بفيروس إيبولا في دولة مالي وأخرى في مدينة نيويورك، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية عزمها إرسال مئات الآلاف من جرعات اللقاح إلى البلدان الأفريقية الأكثر تضررا في النصف الأول من العام المقبل.

وسجلت أول إصابة بإيبولا في مالي لدى طفلة عمرها سنتان قدمت من غينيا مع جدتها التي وضعت في الحجر الصحي في كايس (غرب) ووضع كل الذين تواصلوا مع الطفلة قيد المراقبة. وغداة الإعلان عن هذه الإصابة، قالت منظمة الصحة العالمية أمس إنها سترسل خبراء لمساعدة هذا البلد الأفريقي على مواجهة المرض. وذكرت المتحدثة باسم المنظمة فضيلة شايب أن فريقا تابعا للمنظمة يضم 3 خبراء موجود في مالي لتقييم استعداداتها مشيرة إلى أن 4 فرق مماثلة على الأقل ستنطلق إلى هناك في الأيام القليلة المقبلة. وأشارت إلى أن السلطات المالية تراقب في هذا الوقت 43 شخصا كانوا على اتصال بالطفلة بينهم 10 من أفراد الطاقم الطبي الذي عالجها.

أما في ساحل العاج المجاورة لغينيا وسيراليون، والتي تمكنت من البقاء بمنأى من الوباء حتى الآن، فيشتبه في إصابة مساعد ممرض غيني تسلل إلى البلاد ويجري البحث عنه بشكل حثيث.

كذلك، أصيب طبيب في نيويورك بالفيروس بعد عودته مؤخرا من غينيا حيث كان يعمل مع منظمة «أطباء بلا حدود» في علاج مرضى إيبولا، وأدخل الطبيب إلى المستشفى أول من أمس وهو يعاني من الحمى الشديدة. وتعد هذه أول إصابة مؤكدة بإيبولا في أكبر مدينة أميركية، وفق ما أعلن عمدة المدينة بيل بلازيو. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي خلال قمة رؤساء الدول والحكومات في بروكسل على شبكة «تويتر» أن أمام سرعة انتشار الفيروس قرر الاتحاد الأوروبي «زيادة مساعدته المالية إلى مليار يورو لمكافحة إيبولا» من 600 مليون. وسينسق المساعدة الأوروبية المفوض الأوروبي الجديد للشؤون الإنسانية القبرصي خريستوس ستيليانيديس.

من جانبها قررت فرنسا أن المراقبة الصحية لن تقتصر على المسافرين جوا بل ستشمل الوافدين عبر كل وسائل النقل حتى البحرية منها وفق ما أعلن الرئيس فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي في بروكسل، داعيا إلى عدم «الانسياق إلى التهويل ولا التراخي» أمام الوباء.

ودعت رئيسة ليبيريا ألن جونسون سيرليف أول من أمس البلدان الـ3 المعنية، ليبيريا وغينيا وسيراليون، إلى فرض رقابة محكمة على حدودها لمنع إعادة تفشي الفيروس في المناطق التي تراجعت الإصابات فيها. واستقبلت سيرليف مساء أول من أمس رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما التي انتقلت بعد ذلك إلى غينيا لإنهاء جولة في البلدان الـ3.

وفي عاصمة سيراليون فريتاون، أعلنت نكوسازانا دلاميني زوما أن جمهورية الكونغو الديمقراطية التزمت بإرسال ألف من العاملين في قطاع الصحة لينضموا إلى 600 وعدت بهم بلدان شرق أفريقيا دون إعطاء جدول زمني. وقالت: «لاحظنا أن المجتمع الدولي يتجاوب بإرسال المزيد من المعدات واللوازم لكن القليل من عمال الصحة، إن البنى التحتية حيوية لإقامة مراكز صحية ومستشفيات لكنها ستكون من دون عاملين هدرا للموارد» واعترفت في الوقت نفسه بأن عدد الذين أرسلهم الاتحاد الأفريقي كان متواضعا، حيث لم يتجاوز 30 شخصا.

وفي جنيف، قالت الطبيبة ماري بول كيني مساعدة المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية بأنه من المقرر إرسال مئات آلاف الجرعات من لقاحات مضادة لفيروس إيبولا إلى أفريقيا في النصف الأول من 2015. وأضافت خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت أن التجارب على اللقاحات ستبدأ إذا تيسر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل في أفريقيا. وتجرى في الوقت الراهن تجارب في الولايات المتحدة وبريطانيا ومالي، كما قالت الطبيبة الفرنسية، مشيرة إلى أن تجارب أخرى ستبدأ قريبا خصوصا في سويسرا وألمانيا.

من جهة أخرى، قالت ماري بول كيني بأن بحوثا تجرى على 5 لقاحات أخرى، على أن تظهر نتائجها في الأشهر الأولى من 2015. وقد عقدت الطبيبة كيني هذا المؤتمر الصحافي في ختام اجتماع رفيع المستوى على مستوى الخبراء لمنظمة الصحة العالمية في جنيف الخميس لمناقشة مسألة اللقاحات المخصصة لمكافحة إيبولا.

وكانت «منظمة الصحة العالمية» أكدت أول من أمس أن مكافحة وباء إيبولا تبقى قضية صحية طارئة على المستوى العالمي مع اقتراب حصيلة المصابين بهذا الفيروس من 10 آلاف توفي منهم 4900. ومن أصل 9936 إصابة مسجلة من قبل منظمة الصحة، وهو رقم تعتبره الوكالة أقل من الواقع، سجلت 4877 وفاة معظمها في 3 من دول غرب أفريقيا، ليبيريا وسيراليون وغينيا، وفقا لآخر حصيلة حتى 19 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وقالت منظمة الصحة إن أحد أبرز التحديات يكمن في توفير ما يكفي من الأطباء والممرضين بعد أن قتل عدد كبير منهم في البلدان المصابة جراء إصابتهم بالعدوى. وقال الطبيب كيجي فوكودا المسؤول في المنظمة «من الصعب للغاية العثور على عدد كاف من المعالجين، هذا تحد كبير بالنسبة لنا». وأفادت المنظمة أن 443 ممرضا وطبيبا أصيبوا بالمرض، توفي منهم 244. وأعلنت كوبا الأربعاء إرسال فريق يضم 83 طبيبا وممرضا إلى غينيا وليبيريا ليرتفع إلى 256 عدد الكوبيين الذين تم إرسالهم إلى غرب أفريقيا للمساهمة في جهود مكافحة إيبولا. واعتبر رئيس سيراليون ارنتس باي كوروما أول من أمس أنه سيتم «احتواء الوباء وليس القضاء عليه» في بلاده «بحلول نهاية السنة». وأفادت منظمة الصحة العالمية أنها قد تعلن جمهورية الكونغو الديمقراطية خالية من الوباء بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد مرور شهرين من دون تسجيل إصابة جديدة.

وفي مساهمتها إلى الجهود الدولية أعلنت شركة يابانية صغيرة أمس أنها سترسل 10 آلاف قناع حماية إلى البلدان المصابة. وفي الولايات المتحدة، أعلن مؤسس مايكروسوفت الثاني، الملياردير الأميركي بول آلن الخميس أنه سيزيد هباته لمكافحة إيبولا كي تبلغ مائة مليون دولار.