زيارة الرئيس الإسرائيلي لقرية كفر قاسم في ذكرى المجزرة تثير غضب اليمين المتطرف

يخشى أن تفتح الباب أمام محاكمات دولية ضد إسرائيل

TT

تسعى قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى إجهاض زيارة الرئيس الجديد رؤوبين رفلين إلى مدنية كفر قاسم، للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى شهداء المجزرة التي نفذتها القوات الإسرائيلية في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 1956.

فقد كشف رفلين أن مجموعات كثيرة من النواب والوزراء والحاخامات اليمينية توجهت إليه مباشرة بطلب إلغاء الزيارة، بدعوى أنها ستشكل اعترافا بارتكاب مجازر إسرائيلية أخرى ضد الفلسطينيين، وأنها ستفتح الباب أمام محاكمات دولية ضد إسرائيل، كما أنها ستشجع المتطرفين الفلسطينيين على ممارسة أعمال عدائية ضد إسرائيل. إلا أن رفلين رفض الرضوخ لهذه المطالب بحجة أنه كان قد أنهى ترتيباته لهذه الزيارة، واعتبر أن إلغاءها سوف يلحق أضرارا أكبر بإسرائيل.

والمعروف أن قوات حرس الحدود الإسرائيلية كانت قد نفذت هذه المجزرة قبل 58 عاما، خلال العدوان الثلاثي (الإسرائيلي الفرنسي والبريطاني) على مصر، ردا على تأميم قناة السويس، حيث فرضت السلطات الإسرائيلية منع تجول على كفر قاسم، وعندما عاد المزارعون وأفراد عائلاتهم من الحقول، وكانوا لا يعرفون بأمر منع التجول، حصدتهم القوات الإسرائيلية، فقتلت 49 منهم وأصابت عشرات منهم بالجراح. وكشف فيما بعد في تل أبيب أن الهدف من هذه المذبحة كان دب الرعب في صفوف الفلسطينيين في منطقة المثلث ودفعهم إلى الرحيل. ولكن المخطط فشل في أعقاب الكشف عن المجزرة بواسطة بعض قادة قوى اليسار، مثل لطيف دوري (يهودي عراقي)، وصموئيل خميس (فلسطيني)، وهما عضوان في حزب مبام الصهيوني اليساري، والنائبين في الكنيست توفيق طوبي، وماير فلنر من الحزب الشيوعي. ومنذ ذلك الوقت بدأ أهالي كفر قاسم وفلسطينيو 48 يحيون هذه الذكرى بالمظاهرات والمهرجانات أو الإضرابات. وكانت السلطات الإسرائيلية تحارب هذه النشاطات. ولكن في السنوات الأخيرة بدأت مطالبهم بالاعتراف بالمذبحة ترتفع.

ورغم أن رؤوبين رفلين ينتمي إلى اليمين ويعارض قيام دولة فلسطينية، فإنه يؤيد مطلب الاعتراف بالمذبحة وحتى الاعتذار. وقد دعا في ذكرى المذبحة خلال السنة الماضية إلى تعليم موضوعها في المدارس اليهودية والعربية، وقال يومها من على منبر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي): «أحداث مجزرة كفر قاسم سُجلت في تاريخ دولة إسرائيل، ولا يجب إخفاؤها أو تغطيتها. وعليه يجب إدخالها ضمن المناهج التعليمية كي نضمن عدم تكرر مثل هذه الأحداث»، كما أكد رفلين أنه «يجب ألا ننسى أحداث كفر قاسم من أجل مواطني دولة إسرائيل اليهود، وليس المواطنين العرب... لقد شهدنا حروبا وأعمالا صعبة بين العرب واليهود في هذه الدولة، لكننا خلقنا لنعيش معا في تجربة إسرائيلية واحدة، ومسؤولية إثبات ذلك تقع على اليهود».

وقبيل انتخابه رئيسا للدولة، وعد رفلين النواب العرب في الكنيست بالمشاركة شخصيا في إحياء ذكرى شهداء المجزرة، واتصل بالشيخ عبد الله نمر درويش، مؤسس الحركة الإسلامية في إسرائيل، وتم ترتيب الزيارة. لكن بمجرد أن كشف أمرها حتى هب اليمين ضدها. كما يعارض الزيارة بعض السياسيين العرب الذين يصرون على أن يعتذر الرئيس الإسرائيلي عنها رسميا، وعن غيرها من الجرائم التي نفذت ضد الفلسطينيين. كما دعا حزب التجمع الوطني إلى مقاطعة الزيارة والتظاهر ضدها.