الهلال يختار الطريق الصعب إلى «العالمية» ويسقط في فخ «الثقة» أمام سيدني

عجز عن فك طلاسم الدفاع الأسترالي.. والحكم الإيراني أغفل ضربتي جزاء للفريق السعودي

تومي يوريتش لحظة تسجيله هدف الفوز أمام الهلال (رويترز)
TT

اختار الهلاليون الطريق الصعب، وباتوا أمام مهمة معقدة للغاية، بل أشبه بـ«الانتحارية»، عندما يلاقون سيدني الأسترالي في إياب نهائي دوري أبطال آسيا السبت المقبل في الرياض، بعد الخسارة التي تلقوها ذهابا 1 / 0 أمس في سيدني الأسترالية.

وحتى الدقيقة 64 من زمن المباراة، كانت مجريات اللعب توحي بفوز هلالي مريح، بالنظر إلى السيطرة الكاملة على وسط الميدان والأطراف، وكثافة الهجمات المهدرة، وثبات الخطوط الخلفية، لكن طعنة غادرة تلقاها الخط الخلفي من المهاجم البديل العائد بعد غياب تومي يوريتش، الذي انسل من بين اللاعبين بخبث ودهاء وحول كرة عرضية نحو الشباك، قلبت الأمور رأسا على عقب، ووضعت ممثل الكرة السعودية في موقف لا يحسد عليه، في ظل التكتل الأسترالي المهول في خط الدفاع حتى أطلق الحكم الإيراني علي رضا صافرة النهاية، معلنا نهاية شوط وليس «مباراة» بالنسبة لكلا الفريقين.

ووقع الهلال في فخ الاعتزاز بالنفس والثقة المطلقة، كونه أحكم قبضته على كل مفاصل المواجهة، وبدا فريق سيدني الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره الغفيرة، وكأنه فريق مبتدئ يجهل أسلوب المواجهة والمقارعة، ودفع الفريق السعودي الثمن غاليا في نهاية المطاف، بينما لا يغفل أن بعض لاعبيه لم يكونوا بمستوى الحدث، وفشلوا في القيام بمهامهم على الوجه الأكمل، ومنهم المهاجم ناصر الشمراني، الذي كان الهلاليون يعلقون عليه آمالا عريضة، وكذلك الظهير الأيسر عبد الله الزوري، الذي أخفق في تمرير كرة عرضية واحدة بشكل سليم.

وقد تخلى الشمراني عن دوره الحقيقي وأحرج فريقه بمشاكسات ومشاحنات متواصلة مع حارس المرمى الأسترالي؛ بسبب ودون سبب؛ لكنه نجا بأعجوبة من بطاقات الحكم الإيراني، الذي شكل عائقا آخر أمام الهلاليين في بعض قراراته، ومنها إغفال ضربتي جزاء للفريق السعودي، منها كرة لمسها المدافع الأسترالي هاميل بيده مرتين داخل منطقة الجزاء، بالإضافة إلى تغاضيه عن خشونة متعمدة من عدد من لاعبي الفريق الأسترالي ضد المحترف الروماني بنتيلي، لدرجة أنه سقط أكثر من مرة دون أي قرارات رادعة.

وقبل المباراة قالت تقارير صحافية كثيرة إن الهلال تقدم بشكوى لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم احتجاجا على اختيار الحكم الدولي الإيراني علي رضا فاجاني لإدارة ذهاب النهائي، خشية أن تلقي بعض الأحداث السلبية خلال المواجهات التي جمعت فرق البلدين في وقت سابق، بظلالها على أدائه في المباراة.

وكان الاتحاد الآسيوي قد أسند مباراة الإياب التي ستقام في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بالرياض إلى الحكم الدولي الياباني يوبيتشي نيشيمورا.

وبالعودة إلى المواجهة، فقد لعب الحظ دورا كبيرا في ملعب (باراماتا) بمدينة سيدني الأسترالية، عندما انتزع فريق ويسترن سيدني ونديررز فوزا ثمينا من ضيفه الهلال السعودي. وحاول أصحاب الأرض الإمساك بمجريات الأمور منذ البداية؛ لكنهم لم يتمكنوا من الاحتفاظ بالكرة كثيرا؛ نتيجة الضغط الهلالي على حاملها؛ بل إن المحاولات السعودية في الدقائق الأولى كانت أكثر تنظيما وخطورة، خصوصا عبر الأطراف والكرات العالية.

وخلافا لمنطق عامل الأرض، فإن وسترن سيدني مال أكثر إلى الدفاع وإغلاق المنطقة، ولم تسنح له أية فرصة خطرة على المرمى في الشوط الأول، في حين أن الهلال كان الأفضل انتشارا، والأكثر تصميما على الهجوم، ولو أن الفرص الصريحة كانت قليلة نسبيا نتيجة الأداء الدفاعي لأصحاب الأرض.

وشهدت الدقيقة الأولى محاولة سعودية سريعة إثر كرة من الجهة اليسرى من سلمان الفرج إلى سالم الدوسري أمام المرمى؛ لكن التغطية الدفاعية كانت موجودة لإبعاد الخطر إلى ركنية. وكانت الجهة اليسرى للهلال نشطة جدا، خصوصا عبر سلمان الفرج، الذي أزعج الأستراليين، خصوصا بتمريرة خلف الدفاع إلى عبد الله الزوري داخل المنطقة؛ لكن الحارس أنتي كوفيتش خرج للتصدي لها في اللحظة المناسبة (24).

ولم تكن المرة الأولى التي يضطر فيها الحارس للتدخل إثر تمريرات الفرج العرضية.

وعلى الرغم من غياب خطورته طوال مجريات الشوط الأول، سنحت فرصة ذهبية للمهاجم ناصر الشمراني إثر كرة بينية من البرازيلي تياغو نيفيز داخل المنطقة، فأكملها بيسراه بمضايقة أحد المدافعين عالية عن المرمى في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.

بدأ الشوط الثاني كما انطلق الأول بفرصة خطيرة للهلال بعد أقل من ثلاث دقائق من الجهة اليسرى ذاتها إثر كرة من نيفيز إلى الزوري، تصدى لها الحارس قبل أن يبعدها الدفاع الخطر.

وبقيت المحاولات عقيمة، خصوصا من الهلاليين، على الرغم من أفضليتهم، إلى أن خطف أصحاب الأرض هدفا بعد كرة من الجهة اليسرى، مررها لابينو هاليتي، أخطأ الحارس عبد الله السديري في الخروج للتصدي لها، فوضعها تومي يوريتش في المرمى (64). وكثف الهلال ضغطه على مرمى مضيفه، وحاصره لدقائق في منطقته، وكاد ناصر الشمراني أن يدرك التعادل من كرة قوية عالية عن المرمى (71). وحاول مدرب الهلال، الروماني لورنتيو ريجيكامب تنشيط الناحية الهجومية في الدقائق الأخيرة، فأشرك نواف العابد بدلا لسلمان الفرج في الدقيقة (80).

وأفلت مرمى الفريق الأسترالي من أكثر من كرة خطرة عبر سالم الدوسري وعبد الله الزوري، كما لعب الحارس كوفيتش دورا مهما في إبقاء شباكه نظيفة حتى نهاية المباراة، خصوصا إثر كرة من سالم الدوسري في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.

وقد تصدر الهلال مجموعته في الدور الأول أمام السد القطري، والأهلي الإماراتي، وسيباهان الإيراني. وفي دور الـ16 تخطى بونيودكور الأوزبكي 1 - صفر و3 - صفر، وفي ربع النهائي، تخلص من السد القطري 1 - صفر في الرياض وصفر - صفر في الدوحة. وتأهل للنهائي على الرغم من خسارته إيابا أمام مضيفه العين الإماراتي 1 - 2 في نصف النهائي، وذلك بعد فوزه الكبير ذهابا 3 - صفر. أما الفريق الأسترالي، فتصدر على حساب كاوازاكي فرونتال الياباني، أولسان هيونداي الكوري الجنوبي، وغويجو رينهي الصيني.

وفي دور الـ16 تفوق على سانفريتشي هيروشيما الياباني 1 - 3 و2 - صفر، ثم على غوانغجو الصيني حامل اللقب 1 - صفر و1 - 2، وتأهل إلى النهائي على حساب إف سي سيول الكوري الجنوبي لفوزه إيابا على أرضه 2 - صفر، بعد تعادلهما دون أهداف ذهابا.