صب رئيس نادي يوفنتوس الإيطالي أندريا أنييلي جام غضبه في تصريحات أدلى بها أمس، بسبب تراجع نتائج الأندية الإيطالية في المسابقات الأوروبية، خاصة في بطولة دوري الأبطال، حيث خسر فريقه يوفنتوس بهدف نظيف أمام أولمبياكوس اليوناني. كما سقط فريق روما بنتيجة كارثية أمام بايرن ميونيخ على ملعب الأولمبيكو عندما خسر بنتيجة 7/1 الثلاثاء الماضي.
وأضاف أنييلي، في اجتماع مع حاملي أسهم النادي في تورينو، قائلا «نحن في مرحلة تراجع حاد. كرة القدم الإيطالية ستموت قريبا إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، وإذا لم تتمكن من التغلب على مشاكلها الكبيرة الحالية. يجب علينا التحلي بالقدرة على مواجهة التحديات داخليا وخارجيا، وعلى الجماهير أن تملأ الملاعب مجددا. لقد توسعت الفجوة بيننا وبين أندية ألمانيا وإنجلترا وإسبانيا من حيث القدرات البشرية والموارد الاقتصادية وحتى في ترتيب الاتحاد الأوروبي. ستموت كرة القدم الإيطالية قريبا إذا لم ننجح في مواجهة التحديين التاليين، الأول على الجانب المحلي بضرورة حضور الجماهير للمباريات، والثاني على الجانب الخارجي ويتعلق بالدخول في منافسة حقيقية مع السوق العالمية».
وقال أنييلي «إن كرة القدم الإيطالية مهددة بفقدان مقاعدها في المسابقات الأوروبية، حيث تعاني من منافسة شرسة من جانب أندية البرتغال بعد أن خسرت معركتها الأولى أمام أندية ألمانيا وفقدت مقعدا لصالحها بعد تراجع مخيف في نتائج ومستوى أندية الدوري الإيطالي أوروبيا». وتابع «لقد تفوقت إنجلترا وألمانيا وإسبانيا علينا في كل الأمور المتعلقة بالعائدات ونوعية واستمرارية الأعمال والنتائج الرياضية وقيمة ملاعبها وتصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم». وواصل رئيس بطل إيطاليا قوله «اليوم نحن نعاني للدفاع عن المركز الرابع (في تصنيف الاتحاد الأوروبي) أمام البرتغال. المنافسون الأساسيون لنا مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد وبرشلونة تفوقوا علينا بفارق واضح».
وتحدث أنييلي عن الفوارق بين أندية الدوري الإيطالي ومنافسيها على المستوى الأوروبي بالقول «لا يمكن مقارنة أنديتنا اليوم مع كبار أوروبا مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وأندية إنجلترا، لم يكن هذا حالنا منذ عشرة أعوام، وفي كل موسم تزداد الأمور سوءا».
يذكر أن أي فريق إيطالي لم يتمكن من اجتياز دور الثمانية بدوري الأبطال منذ توج إنتر ميلان باللقب في 2010، بينما رحل كثيرون من لاعبي الصف الأول من مسابقة الدوري مثل زلاتان إبراهيموفيتش. والآن أصبح الدوري الإيطالي يجذب اللاعبين الذين أخفقوا في إثبات أنفسهم مع أندية كبيرة، مثل تعاقد يوفنتوس مع كارلوس تيفيز وميلانو مع فرناندو توريس. وينضم للمسابقة أيضا اللاعبون الشبان الذين يبحثون عن فرصة لتطوير مستواهم قبل الانتقال لمسابقات أقوى. ويوفنتوس هو النادي الوحيد الذي يملك ملعبه، بينما تعاني باقي الأندية من المشاكل العديدة المتعلقة بالملاعب.
واعتبر أنييلي أن مسابقة الدوري الإنجليزي هي المثال التي يجب أن تتخذه الأندية الإيطالية مثلا لها وتسير على حذوه. وقال أنييلي «يوفنتوس أحد أكبر 10 أندية في أوروبا والعالم، لكن المسافة بيننا وبين باقي الأندية كبيرة بسبب القيود الموجودة على الأندية الإيطالية، فيوفنتوس مثلا سجل قيمة تداول تزيد على 300 مليون يورو وهو رقم قياسي، إلا أن الأندية في الخارج تحقق الضعف». وناشد أنييلي الحكومة الإيطالية التدخل سريعا وإنقاذ الكرة الإيطالية ويوفنتوس قبل أن يفقد الجميع قدرته على التنافس، مما سيؤثر سلبا على المنتخب ووضعية الكرة الإيطالية بصفة عامة في القارة العجوز.
جدير بالذكر أنه ليس خافيا على أحد أن البرتغالي جوزيه مورينهو، المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي، يرى أن المنافسة في الدوري الإنجليزي هي الأشرس من بين باقي الدوريات الأوروبية الأخرى. ويتضح هذا الأمر بشكل جلي في التصريحات الأخيرة التي أطلقها مورينهو خلال إحدى المقابلات الصحافية عن الفترة التي قضاها في قيادة ريال مدريد الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي «الأمور تسير معي على ما يرام.. المنافسة تروق لي.. يوفنتوس كان يمر بمرحلة صعبة عندما كنت مدربا للإنتر ولذلك انحسرت المنافسة بين ميلان والجماهير.. في إسبانيا كانت المنافسة بين الريال وبرشلونة فقط». وأضاف «كنت أجلس على مقاعد البدلاء دون حراك في المباريات التي كانت تلعب على أرضنا لأنني كنت أعرف أننا سنفوز.. ولم أكن أبرح مكاني حتى لو تقدم المنافس بهدف في الدقائق العشر الأولى، لثقتي بقدرتنا على الفوز 1/4 أو 1/5». وأوضح «الأمر أصبح أكثر شراسة في إنجلترا الآن بخلاف ما كان عليه خلال تجربتي الأولى.. مانشستر يونايتد لم يكن يتمتع حينها بهذه القدرة المالية الكبيرة التي يتمتع بها حاليا.. من المستحيل تحديد من سيكون البطل أو من لن يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا». وتابع «هذا هو ما أريده.. أنا أعمل في الدوري الأقوى في العالم.. يمكنهم أن يقولوا إن ريال مدريد أو برشلونة أو بايرن ميونيخ أفضل من فريقي، ولكن لا يوجد بطولة دوري أقوى من البطولة الإنجليزية».