وفاق سطيف وفيتا كلوب يتصارعان في ذهاب نهائي أبطال أفريقيا

الفريق الجزائري يطمح في بلوغ مونديال الأندية.. والكونغولي يريد الحسم قبل الإياب

وفاق سطيف مرشح لحصد لقبه الثاني في دوري أبطال أفريقيا
TT

يسعى وفاق سطيف الجزائري إلى الاقتراب خطوة إضافية من لقبه الثاني في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، عندما يحل ضيفا على فيتا كلوب الكونغولي الديمقراطي، اليوم (الأحد) في كينشاسا، في ذهاب الدور النهائي. وتقام مباراة الإياب في الجزائر، الأسبوع المقبل، التي انتقلت من استاد 8 مايو إلى استاد مصطفى شاكر الأكبر في بليدة، حيث يخوض المنتخب الجزائري مبارياته.

وسينال الفائز بلقب البطولة مبلغا قدره 5.‏1 مليون دولار، يضاف إلى مليوني دولار إضافيين جراء مشاركة بطل أفريقيا في كأس العالم للأندية المقررة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل بالمغرب.

وكان وفاق سطيف أحرز لقبه الأول في البطولة بمسماها القديم (كأس الأندية الأفريقية البطلة) عام 1988 على حساب ايوانيانوو النيجيري. ويعد وفاق سطيف أول نادٍ جزائري يتأهل إلى نهائي البطولة بنظامها الحديث الذي بدأ عام 1997. ليعيد فريق المدرب خير الدين ماضوي الأندية الجزائرية إلى أجواء المباريات النهائية لدوري الأبطال مرة أخرى، بعد غياب دام 24 عاما، منذ فوز شبيبة القبائل بالبطولة عام 1990 على حساب نكانا الزامبي، حينما كانت البطولة تُقام آنذاك تحت اسم كأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري. ويأمل الفريق الجزائري، بقيادة مدربه خير الدين مضوي، في مواصلة عروضه الجيدة في هذه البطولة، التي تعرض فيها لخسارة واحدة فقط هذا الموسم، وكانت في إياب نصف النهائي أمام مازيمبي من الكونغو الديمقراطية أيضا 2 - 3. لكنها لم تمنع تأهله إلى الدور النهائي، لأنه كان فاز ذهابا على أرضه 2 - 1. ويعتمد وفاق سطيف بدرجة كبيرة على هدافه الهادي بلعميري الذي يتصدر ترتيب الهدافين في المسابقة برصيد 6 أهداف بالتساوي مع الكونغولي ندومبي موبيلي هداف فيتا كلوب، وعبد المالك زيايه ويونس سفيان اللذين سجلا هدفي الذهاب أمام مازيمبي وحالا، إلى حد كبير، دون نهائي كونغولي مائة في المائة. ويعد خير الدين مضوي أن تسجيل فريقه خارج أرضه في مرمى مازيمبي بطل أفريقيا 4 مرات منح لاعبيه الثقة بإحراز اللقب. وقال مدرب وفاق سطيف: «كانت مباراة الإياب ضد مازيمبي صعبة، فقد أقمنا في فندق من نجمتين، وواجهنا تهديدات من الجماهير، وقد تعرض أحد إداريينا لإصابة في كاحله جراء عراك مع أحد المنظمين».

وتابع: «لكن لاعبي الفريق أدوا بروح رائعة في لومومباشي، ولم يخافوا بعد أن تأخرنا 1 - 3، فسجلوا هدفا متأخرا أهَّلنا إلى النهائي».

وأضاف مضوي: «لم يكن أحد يتوقع أن نتخطى مازيمبي، ولا حتى أن نتغلب على كوتون سبورت الكاميروني أو الترجي التونسي في مباريات سابقة».

وقال خير الدين مضوي: «ندرك أن المهمة ستكون صعبة في لقاء الذهاب. اللاعبون واعون وعازمون على رفع التحدي من أجل كتابة صفحة جديدة من تاريخ وفاق الحافل». وأضاف: «علينا تحقيق نتيجة إيجابية قبل مباراة العودة بملعبنا».

وتشعر الجماهير الجزائرية بقدر كبير من التفاؤل حول قدرة الوفاق على الفوز باللقب، لا سيما في ظل النتائج الجيدة التي حققها خلال مسيرته في البطولة، حيث فاز في 8 مباريات، وتعادل في 5 لقاءات ولم يخسر سوى مباراة واحدة كانت أمام تي بي مازيمبي الكونغولي في إياب الدور قبل النهائي.

ويمتلك الوفاق قوة هجومية لا يُستهان بها، حيث أحرز 26 هدفا خلال 14 مباراة خاضها طوال مشواره في البطولة، بينما اهتزت شباكه في 10 مناسبات.

ودخل وفاق سطيف معسكرا مغلقا استمر 5 أيام، استعدادا للمواجهة المرتقبة قبل السفر إلى كينشاسا، وأصبح بمقدور الفريق الاعتماد على 18 لاعبا لأول مرة في البطولة منذ عدة أشهر، حسبما أكد حسان حمار رئيس النادي. وتعززت صفوف الفريق قبل اللقاء عقب تعافي المدافعين فريد ملولي وعبد الغني دمو من الإصابة، بالإضافة إلى المهاجم الخطير الهادي بلعميري. ويخشى الوفاق من مفاجآت فيتا كلوب، الذي يعده الخبراء الحصان الأسود للبطولة، بعد النتائج اللافتة التي حققها الفريق الكونغولي في المسابقة التي كان آخرها فوزه في مباراتي الذهاب والعودة على الصفاقسي التونسي في الدور قبل النهائي.

وحال فيتا كلوب بدوره دون نهائي عربي خالص، إذ تأهل إلى الدور النهائي على حساب الصفاقسي التونسي بفوزه عليه 2 - 1 ذهابا وإيابا. يبرز في صفوف فيتا كلوب فضلا عن موبيلي كل من ايسوفو دايو ويونس سانتامو وسيمبي ايبونغا ونيلسون مونغانغا والحارس نيلسون لوكونغ. وأحرز الفريق الكونغولي اللقب مرة واحدة أيضا في النسخة القديمة من البطولة عام 1973، عندما تغلب على اسانتي كوتوكو الغاني.

مدرب فيتا كلوب فلوران ايبنغي رأى بدوره وفاق سطيف «فريقا خطيرا جدا»، وقال ايبنغي: «وفاق سطيف يمتلك دفاعا قويا وسريعا ومهاجمين خطيرين، فتسجيل هدفين على أرض مازيمبي في نصف النهائي يعد إنجازا مميزا». وأوضح أنها «مهمة معقدة بالنسبة لنا، فيجب أن نهاجم وأن نتقدم في مباراة الذهاب مع الحذر طبعا من الهجمات المرتدة التي يجيدها وفاق سطيف».

وأعرب مدرب فيتا كلوب عن اعتقاده أن جمهور فريقه «سيلعب دورا مهما كما فعل في المباريات السابقة، عندما نكون في المقدمة أو حتى عندما نفقد السيطرة على المجريات».

ومن جانبه، قال محمد تهمي وزير الرياضة الجزائري: «سنقف إلى جانب وفاق سطيف من أجل التتويج باللقب القاري، ونتمنى التتويج في عيد الثورة، وستكون هناك مكافآت في حال التتويج».

ويرى سفيان خذايرية حارس مرمى سطيف أن كرة القدم تعيش ثورة حقيقة، بعدما أصبح منتخب البلاد أول المتأهلين لكأس الأمم الأفريقية 2015، عقب فوزه في أول 4 جولات بالتصفيات القارية.

وقال خذايرية لموقع الاتحاد الدولي (فيفا): «كرة القدم في الجزائر تشهد ثورة حقيقية بعد المشوار الرائع لمنتخب الجزائر في كأس العالم الأخيرة واحتلالنا المركز 15 في تصنيف «فيفا» دون نسيان تأهل وفاق سطيف إلى نهائي أبطال أفريقيا».

وسبق لسطيف الفوز بكأس أفريقيا في 1988، لكنه يبقى يتطلع للفوز بلقب دوري الأبطال بشكله الحالي لأول مرة. وهذه المرة إذا توج سطيف بطلا للقارة، فإنه سيمثل أفريقيا في كأس العالم للأندية بالمغرب، نهاية العام الحالي.

وسيحاول سطيف أيضا أن يحافظ للعرب على لقب دوري الأبطال للعام الرابع على التوالي، بعدما توج الترجي التونسي باللقب في 2011، ثم ذهب للعملاق المصري الأهلي في 2012 و2013. وكان مازيمبي آخر فريق غير عربي يُتوَّج باللقب الأفريقي، عندما فاز بدوري الأبطال مرتين متتاليتين في 2009 و2010. ويدير المباراة طاقم تحكيم من زامبيا بقيادة جاني سيكازوي. ويُعد هذا اللقاء هو الثالث بين الفريقين بعدما سبق أن التقيا في مرحلة المجموعات ببطولة كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية الأفريقية) عام 2009، حيث تغلب الوفاق 2- صفر على نظيره الكونغولي في الجزائر، بينما فاز فيتا كلوب 2 - 1 في كينشاسا.