هواة السفن الغارقة.. يتجهون إلى البحر الأحمر في السودان

السفينة «أمبريا» التي تحمل أسرارا عسكرية أصبحت مزارا للسياح الإيطاليين

الغوص في مياه البحر الأحمر
TT

تجتذب السفن الغارقة وغرفة العالم الفرنسي كوستا، الموجودة في أعماق البحر الأحمر ضمن المياه الإقليمية للسودان، أعدادا كبيرة من السياح الأجانب من هواة الغوص والاستمتاع بأسرار البحر الأحمر وما يحويه من جمال طبيعي ما زال بكرا.. في السودان.

يصف محمد عبد الرحمن القوني، مدرب غوص في الاتحاد الدولي للأنشطة تحت المائية ومدير المركز السوداني الدولي لتكنولوجيا الغوص، السفينة الإيطالية «أمبريا» الغارقة في قاع البحر الأحمر بأنها أصبحت مزارا للسياح الإيطاليين. ترتبط هذه السفينة بذكريات لهؤلاء السياح تمتد منذ الحرب العالمية الثانية، حيث جرى إغراقها عمدا من جانب الإيطاليين لأنها تحمل أسرارا عسكرية لا يريدون للعدو الاستفادة منها. تميزت السفينة بأنها الأضخم حيث كانت حاملة دبابات. ما زالت السفينة تقبع في قاع البحر الأحمر أطلالا من الماضي، وهي بحالة جيدة تمكن هواة الغوص من الالتفاف حولها وتفقدها والتقاط الصور التذكارية لها.

وأوضح القوني أن «أمبريا» تحكي قصة الحرب العالمية الثانية لكل البشرية بصمت غريب. لكن غرفة العالم الفرنسي كوستا تحكي مدى ولع هذا العالم بأسرار البحار، حيث قام ببناء غرفة في أعماق البحر الأحمر لدراسة الحياة تحت الماء ضمن سلسلة برامجه الوثائقية الشهيرة «أسرار البحار». استغرق بناء الغرفة في الأعماق 15 يوما، وأصبحت بمثابة مركز أبحاث له منذ الستينات وحتى وفاته. وأما الآن فهي أحد المزارات السياحية والعلمية تحت الماء.

يستطرد القوني أن أكثر ما جذب العالم الفرنسي كوستا وجود الشعاب المرجانية التي ما زالت بحالة سليمة جدا، حيث توجد شعاب تعرف باسم «الرومي» وأخرى تعرف باسم «السنغيب»، وهي من أهم المحميات الطبيعية في العالم لوجود قرش المطرقة فيها. وبإمكان محبي الغوص مشاهدة أسماك القرش عن قرب بعد أخذ دورة تدريبية في الغوص وكيفية التعامل مع الحياة البحرية تحت عمق من 4 أمتار إلى حدود 20 مترا.

ويؤكد القوني أن كثيرا من السياح الأجانب عندما يأتون إلى بورسودان لممارسة سياحة الغوص من أجل السفن الغارقة أو «غرفة كوستا» ينبهرون بأسماك الزينة الملونة وأعدادها الكبيرة جدا، مما يجعلهم يعودون مرة أخرى، خاصة مع وجود 9 يخوت في ميناء بورسودان من أجل سياحة الغوص تعمل على قيامهم برحلات ناجحة ومريحة.

نهاية الأسبوع تمثل فرصة للمقيمين من الأجانب والعاملين داخل الخرطوم لزيارة بورسودان والقيام برحلات غوص لمشاهدة السفينة «أمبريا» الغارقة و«غرفة كوستا» والحياة البحرية في أعماق البحر الأحمر، حسب ما قاله القوني.

تشهد مدينة بورسودان تدفق هواة الغوص وعشاق السفينة «أمبريا» و«غرفة كوستا»، كما يفضلون فصل الصيف حيث تكون الرؤية جيدة في أعماق البحر الأحمر. محبو الغوص من الأوروبيين يأتون من الجنسين وتتراوح أعمارهم بين 20 و60 عاما. وفي الوقت الذي تنال فيه سياحة السفن الغارقة والمحميات الطبيعية في الحياة البحرية اهتماما عالميا، فقد بدأ اهتمام الشباب السوداني بالسياحة البحرية يزداد خاصة مع رغبة رجال الأعمال السودانيين في الاستثمار في مجال الغوص التجاري.

ويؤكد القوني أن السودان يحتل المركز الثاني على مستوى شرق أفريقيا والثالث على مستوى القارة الأفريقية بعد تأسيس المركز السوداني الدولي لتكنولوجيا الغوص، حيث سيجري التدريب للراغبين من الكوادر السودانية وإقامة ورشات في مجالات تكنولوجيا الغوص والعلوم البحرية والأعمال تحت المائية بالإضافة إلى استقطاب الخبرات والعلوم والمعارف والمناهج العالمية المتخصصة في تكنولوجيا الغوص.

ويختم القوني حديثة قائلا إن الاهتمام العالمي بكنوز البحر الأحمر ينشط السياحة وتكنولوجيا الغوص في السودان.

ويأتي الاهتمام بالمحميات البحرية في البحر الأحمر ضمن الأنشطة التي تدعمها الهيئة الإقليمية لتنمية البحر الأحمر وخليج عدن (بيرسقا).

يذكر أن دخل السياحة في السودان العام الماضي كان 750 مليون دولار حسب تصريح الدكتور محمد عبد الكريم الهد وزير السياحة والآثار والحياة البرية في مؤتمر عقده بمناسبة اليوم العالمي للسياحة.