إدانات عربية ودولية واسعة لحادث استهداف الجنود المصريين بسيناء

اللواء طلعت مسلم لـ («الشرق الأوسط»): تهجير أهالي سيناء غير وارد وتفعيل المحاكم العسكرية ضروري

السيسي عقب اجتماع مجلسي الدفاع الوطني والأعلى للقوات المسلحة (الشرق الأوسط)
TT

أدانت الأوساط العربية والدولية الحادث الإرهابي الذي استهدف الجنود المصريين في سيناء أول من أمس، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ونكست كل المصالح الحكومية والمحافظات في مصر، الأعلام المرفوعة عليها حدادا على الحادث.

وبينما طالبت الدول العربية، المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده لمواجهة الإرهاب واجتثاثه بما يمثله من تهديد للأمن والاستقرار وتخليص العالم من شروره. طالب سياسيون بضرورة تهجير أهالي سيناء حتى تتمكن قوات الجيش من تطهير المنطقة من الإرهاب. لكن الخبير الأمني والعسكري اللواء طلعت مسلم قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «تهجير الأهالي غير وارد»، مطالبا بضرورة تفعيل المحاكم العسكرية الآن.

وأعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها للحادث، وطالب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، المجتمع الدولي بتخليص العالم من شرور الإرهاب، مشيرا إلى وقوف دولة الكويت إلى جانب مصر، معربا عن قناعته بقدرة الأشقاء على مواجهة الإرهاب بما يحفظ أمنهم واستقرارهم.

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان صحافي نقلته وكالة أنباء الإمارات، «دعم دولة الإمارات الكامل لمصر ووقوفها إلى جانبها ودعمها التام للقوات المسلحة المصرية». وأضافت أن «هذا العمل الجبان والجريمة النكراء يؤكدان ضرورة العمل المشترك والجاد وتضامن كل الجهود على كل المستويات لمواجهة آفة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي».

وعبر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني في بيان له أمس، رفض الأردن لكل أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف مصر أيا كانت دوافعها ومنطلقاتها.

ونددت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة بالهجوم، وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضيه أفخم، عن تعاطفها مع أسر ضحايا هذا العمل الإرهابي، مؤكدة أن النظام الإسرائيلي يستفيد من الضعف الأمني في المجتمع المصري.

وبعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ببرقية تعزية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي نعى فيها شهداء القوات المسلحة، وأدان أبو مازن بشدة العمل الإجرامي الإرهابي، معربا عن ثقته بأن مصر ستستأصل جذور الإرهاب والتخريب وكل من تسول له نفسه المساس بأمن وأمان واستقرار مصر وشعبها. فيما شدد البرلمان العربي برئاسة أحمد بن محمد الجروان، على مساندة البرلمان العربي للجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب، داعيا المجتمع الدولي والعربي لمساندة مصر في حربها ضد الإرهاب الذي أصبح يهدد العالم أجمع.

من جانبها، أدانت الحكومة البريطانية، الحادث الإرهابي، وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في بيان له، «أدين بشدة الاعتداء ‏الإرهابي الذي وقع في شمال سيناء، والذي أفضى لسقوط هذا العدد من القتلى، وأتوجه بالتعازي والمواساة لأهالي الضحايا والمصابين في هذا الوقت الصعب، ونقف إلى جانب الحكومة المصرية في تصديها للإرهاب، حيث ليس هناك أي مبرر لمثل هذه ‏الأفعال»‏.

وفي القاهرة، أكد الأزهر أن أرواح شهداء الواجب الوطني لن تذهب سدى، وشدد على السلطات وأجهزة الدولة المعنية ضرورة تعقب هؤلاء الجناة، خونة الدين والوطن، وتقديمهم للعدالة الناجزة. كما دعت الكنيسة المصرية الشعب المصري بكافة قواه الوطنية للوقوف صفا واحدا خلف قيادته السياسية، والاصطفاف نسيجا متماسكا في مواجهة أعداء الوطن، لاتخاذ ما تراه من إجراءات مناسبة لردع هذه الهجمات الشريرة.

وطالب محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان مجددا كافة دول العالم للوقوف مع مصر في حربها ضد الإرهاب، باعتبارها ظاهرة تتعدى حدود الوطن وتمس أمن واستقرار المنطقة كلها والعالم أجمع.

في غضون ذلك، استنكرت أحزاب وقوى سياسية بشدة التفجير الإرهابي بسيناء، وطالبت أحزاب الحركة الوطنية المصرية والصرح المصري الحر، والاجتماعي الحر، السادات الديمقراطي، والمؤتمر، وحماة الوطن، وتيار الاستقلال، وتحالف شباب الثورة، باتخاذ قرارات حاسمة وإحالة كل العناصر الإرهابية والقتلة الذين ينفذون عمليات تفجيرية وعدائية ضد رجال ومواقع عسكرية إلى محاكمات عسكرية عاجلة، وقال اللواء مسلم، «مطلوب تفعيل المحاكم العسكرية حتى دون إعلان حالة الطوارئ في جميع أجزاء شبة جزيرة سيناء»، مضيفا: «لأن هذه العمليات العنيفة موجهه في الأساس إلى القوات المسلحة».

في ذات السياق، طالب سياسيون بإخلاء سيناء من السكان كما حدث في بعض المحافظات أثناء حرب 1967 (عندما تم تهجير سكان مدن القناة للقاهرة)، وإعطاء البديل الجيد للسكان وقبول أولادهم في المدارس وتقديم التعويض الجيد والمناسب لهم حتى تتمكن قوات الجيش من تطهير المنطقة من الإرهاب، مشددا على ضرورة تنفيذ ذلك بشكل فوري وسريع.

لكن اللواء طلعت مسلم قال إن «تهجير الأهالي غير وارد الآن، لكن من الممكن إخلاء الشريط الحدودي بالشيخ زويد من السكان تماما حتى يتم تطهير المنطقة من الإرهاب»، مؤكدا أن ما تم تسريبه أول من أمس عن تهجير أهالي سيناء، مجرد معلومات مسربة لإثارة أهالي سيناء على السلطة الحاكمة في البلاد، لافتا إلى أن تهجيرهم من أماكنهم قد يحول أهالي سيناء لإرهابيين جدد ضد الدولة المصرية.. وهذا غير وادر على الإطلاق.

وحذر اللواء مسلم من استمرار العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة في سيناء، قائلا: «ستظل واردة في أي لحظة».

وحول ما أكده الرئيس السيسي في خطابه أمس، من أن دولا خارجية هي من وراء الحادث، قال اللواء طلعت مسلم لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع أن أقطع مثلا أن هناك دعما سياسيا قطريا لذلك، رغم أن بعض الأمور تشير إلى ذلك»، لافتا إلى أن «هناك مقدرات أمنية تراقب الأوضاع في مصر، وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية مشكوك فيهما، وتركيا كذلك، كما أن الحديث عن إيران مختلف عليه». لكنه في الوقت نفسه قال إنه «لا توجد قوة خارجية تستطيع فعل أي شيء في مصر؛ إلا وتجد من يعاونها في الداخل المصري».