اللواء أحمد رجائي لـ («الشرق الأوسط»): يجب التعامل مع المسلحين كـ«تشكيل قتالي» وليس أفرادا في «عشة»

مؤسس فرقة «777» لمكافحة الإرهاب: ما يحدث في سيناء مواجهات مع «قوات عسكرية»

اللواء أحمد رجائى
TT

قال اللواء متقاعد أحمد رجائي عطية، مؤسس فرقة «777» لمكافحة الإرهاب في القوات المسلحة المصرية، إن تصنيف العدو في شبه جزيرة سيناء على أنه «إرهاب» تصنيف خاطئ؛ فالإرهاب يكون 3 أو 4 أفراد يقومون بعمليات خفيفة، ولا يظهرون بعدها ويختفون؛ إنما نحن الآن في مواجهة مع تصنيفات (قوات) عسكرية، فيجب أن نحدد قواتنا بالنسبة لهذه التصنيفات، وتحديد التكتيكات، وتحديد عمق هذا العدو حتى لو كان موجودا جزء منه في غزة في معسكرات معروفة، لافتا إلى أن «هناك ما يقرب من 26 قرية في سيناء لا بد من تهجير غير القادر على حمل السلاح، ويتم التنسيق مع الأهالي الموجودين لعمل مقاومة شعبية لضبط العملية الأمنية هناك، على أن تعمل قواتنا العسكرية وفق تكتيكات عسكرية وليست تكتيكات ضد إرهاب»، مضيفا أن «ما يحدث تجاه الجنود المصريين في سيناء يعد استنزافا للقوات المصرية».

وأضاف اللواء رجائي في رده حول التعامل بشكل آخر مع هذه التنظيمات الإرهابية: «طبعا.. هم يقولون عن أنفسهم نحن فصائل، فصائل تعني تشكيلا قتاليا، وفي النهاية يجب التعامل معهم كتشكيل قتالي وليس كأفراد في عشة أذهب وأدمرهم في العشش، وهذا ما يثبته الكمين الذي تم التخطيط له للجنود أول من أمس في سيناء»، لافتا إلى أن «هؤلاء أشخاص محترفون، والدليل تخطيطهم لهذه العملية بهذا الشكل الدقيق.. إذن هؤلاء محترفون.. وأنا أتعامل معهم كإرهابيين أو متطرفين عاديين كيف هذا؟!».

وعن رأيه في الدعوات التي تنادي بتهجير سكان سيناء حتى تتمكن القوات المسلحة من القيام بمهامها بسهولة، أوضح مؤسس فرقة «777» لمكافحة الإرهاب أن هذا ليس تهجيرا إلى الفراغ؛ إنما تهجير لغير القادر على حمل السلاح، حتى يكون هناك حامل للسلاح مع متطوعين من العسكريين السابقين مع القوات الموجودة حاليا، ويحموا المدينة كمقاومة شعبية، لـتأمينها وحتى لا يدخلها الغرباء، لكن ليس معنى هذا أن نفعل مثل ما حدث في عام 1948 عندما تم تركها واحتلها العدو، أو مثل ما يحدث في العراق أو سوريا.. فسوف يكون معهم قوات عسكرية، وسيكونون وقتها مقاومة شعبية، تنزل في مواقع هذه التنظيمات المسلحة في القرى والمدن، وحتى لا يحدث مثل ما يحدث الآن من وقوف الشرطة على الطريق.

وحول توقعاته لسيناريوهات الأيام المقبلة، قال اللواء أحمد رجائي عطية، ما تحدثت عنده في السابق كله عسكريا ولا بد أن يكون معه تحرك سياسي أيضا، عن طريق مجلس الأمن وجامعة الدول العربية؛ «لأن العدو معروف؛ وليس هؤلاء»، في إشارة منه للموجودين في سيناء؛ متابعا: «لكن لهم هوية.. تركيا وقطر وأميركا؛ فليس عندما تقول قطر إننا موافقون على ما حدث في 30 يونيو (حزيران) عام 2013 نصدقها ونقول إن المسألة انتهت، وهي ما زالت تعمل ضدك.. فيجب في جميع المحافل الخارجية إثبات هذا التآمر». وعزل الجيش المصري الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا في 3 يوليو (تموز) من العام المنصرم، إثر انتفاضة شعبية ضد حكمه في 30 يونيو.

وفي مجمل رده حول ما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، من أن هناك أيادي خارجية وراء ما حدث في سيناء، أكد اللواء رجائي: «هذا لا يستحق التحليل، فتركيا تعلن عن نفسها وقطر وحماس كذلك، وأميركا بعيدا عن ما قالته أخيرا عندما زارها الرئيس السيسي، تلعب الدور نفسه».

وعن عمل الفرقة 777 الآن في سيناء، قال مؤسسها إن «عمل الفرقة يتمثل في تحرير أي من أفراد قوات الشرطة أو الجيش حال اختطافهم أو احتجازهم، أو كان هناك أفراد متحصنون في أحد المواقع بشكل معين، وفي هذه الحالة تتدخل الفرقة 777»، موضحا أنه منذ أن «أسست هذه الفرقة وقواتها لامعة ويتم الاعتماد عليهم وكأنك تستدعي (سوبر مان)»، لافتا إلى أن «الجميع يثق فيهم ويكون لديه أمل أن هذه الفرقة سوف تتدخل وتنهي الأمر في الوقت المناسب». وأسس اللواء رجائي الفرقة في عام 1978، وكان السبب في إنشائها عدم إتمام مهمة قوات الصاعقة عندما أغارت قوات مصرية على مطار لارنكا الدولي في قبرص، عند محاولة لتحرير رهائن عملية خطف. وفي عام 1985 جاء أداء الوحدة فعالا في عملية تحرير رهائن كانوا على متن طائرة ركاب تابعة لمصر للطيران في مالطا.

ويقال إن الوحدة نفذت مهمة ناجحة في حيفا، حيث احتجزت إسرائيل سفينة مصرية اشتبهت في أنها تحمل أسلحة ومساعدات للمقاومين الفلسطينيين، وتلقت الوحدة 777 تدريبات مشتركة مع قوة دلتا التابعة للقوات الخاصة الأميركية، ولا يوجد معلومات عن عدد أفراد الوحدة أو أعمارهم أو هوياتهم، ويقع مقرها بالقرب من القاهرة، وتوكل إلى الوحدة أيضا مهمات حماية رئيس مصر في زياراته خارج البلاد.

وعن دور الفرقة 777 خلال الفترة المقبلة في سيناء، قال اللواء رجائي: «أكيد.. فالفترة التي كانت في مصر تدبر عمليات إرهابية.. كنا في الفرقة نحبطها قبل حدوثها».