بايدن وكيري يرفضان لقاء يعلون تعبيرا عن غضب أميركا من سياسة الاستيطان الإسرائيلي

مصادر في تل أبيب: واشنطن سربت بشكل متعمد نبأ مقاطعته بغرض إهانته

TT

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، امتنعا عن لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، وأن الإدارة الأميركية حاولت منع لقائه مع سامنتا باور، المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ولكن القرار تأخر في الوصول إليها، فالتقته بالفعل، ولكن خلال اللقاء وجهت إليه انتقادات صريحة ولاذعة حول سياسة الاستيطان.

وكان يعلون قد وصل إلى الولايات المتحدة في زيارة تقليدية للتباحث في قضايا التنسيق والتعاون الاستراتيجي، وفي موضوع المفاوضات حول المشروع النووي الإيراني، والحملة الدولية ضد «داعش» والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، فاجتمع مع نظيره الأميركي تشاك هيغل، ومع باور في نيويورك.

وقد جرت العادة أن يلتقي وزراء الدفاع الإسرائيليون عددا آخر من المسؤولين الأميركيين لدى زيارتهم واشنطن، بينهم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ووزير الخارجية بشكل حتمي، ونائب الرئيس في بعض الأحيان. وقد حصل إبان فترة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك أن التقى مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، وخلال اللقاء كان يدخل الغرفة الرئيس باراك أوباما بنفسه، ويتكلم معه لنصف ساعة أو أكثر.

وحسب المصادر السياسية الإسرائيلية، فإن يعلون طلب أن يتم ترتيب لقاءات معه على هذا النمط. ولكن بايدن وكيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس رفضوا لقاءه. ولم يكتفوا بذلك، بل عندما حطت طائرة يعلون في مطار بن غوريون في تل أبيب، كان الأميركيون قد سربوا إلى الصحافة الأميركية والإسرائيلية نبأ رفض لقائه. وجاء موجعا بشكل خاص ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ووكالة «أسوشييتد برس» الأميركية من أن الإدارة الأميركية حاولت منع لقاء يعلون مع المندوبة لدى الأمم المتحدة باور، ولكن قرار المنع وصل إليها متأخرا. فاستعاضوا عنه بجعله لقاء باردا، وبتوجيه انتقادات شديدة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي يعتبر يعلون المسؤول المباشر عنها.

وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن التصرف الأميركي قصد أمرين من هذا التصرف: التعبير عن الغضب الأميركي من السياسة الإسرائيلية الرسمية، التي تفضل إرضاء اليمين المتطرف على التقدم في المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين، وتبادر إلى مشاريع استيطان استفزازية في القدس والضفة الغربية، وترفض التجاوب مع جهود كيري لاستئناف المفاوضات، والأمر الثاني هو إهانة يعلون شخصيا، الذي كان قد هاجم في الماضي الوزير كيري بكلمات قاسية، حيث قال إنه «مهووس»، وإن «الحل الوحيد لتخليصنا من إلحاحه الساذج للتسوية مع الفلسطينيين هو في منحه جائزة نوبل». وعندما سئل يعلون عن الموضوع قبل سفره الأخير إلى واشنطن وبأي وجه سيقابل كيري وهو الذي هاجمه بهذه الفظاظة أجاب: «لقد أصبح الأمر من ورائنا. بعلاقاتنا القوية مع واشنطن تجاوزنا هذه المسألة».

لكن كان للأميركيين رأي آخر في الموضوع، حيث وجهوا له هذه الصفعة بالامتناع عن مقابلته. وقد حرص الناطقون الرسميون باسم البيت الأبيض والخارجية الأميركية والأمن القومي على تجاهل الأسئلة بشأن هذا الرفض، وأحالوا الصحافيين على وزارة البنتاغون بالقول: «إن يعلون استقبل لدى نظيره الأميركي، وتباحثا في العلاقات الأمنية القوية التي تربط بين البلدين».

وفي تل أبيب، قال ناطق بلسان يعلون إن التسريبات بشأن رفض طلبات يعالون عقد اللقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين كانت مفاجئة له، إلا أنه لم ينو فتح معركة جديدة مع الإدارة الأميركية. وقد أشار مقربون منه إلى أن زيارته إلى الولايات المتحدة كانت تهدف أساسا إلى الاجتماع مع نظيره الأميركي وكبار المسؤولين في أجهزة الأمن.

الجدير بالذكر أن حكومة بنيامين نتنياهو لم تتحمس لمبادرة جون كيري بخصوص استئناف المفاوضات السلمية، بل هاجم وزراؤها كيري على قوله بأن الجمود في المفاوضات يشوش ويخرب على التحالف الدولي في محاربة «داعش». وتتجاهل هذه الحكومة حتى توصيات الجيش والمخابرات الإسرائيلية التي تتحدث عن ضرورة إعادة فتح الحوار السياسي، وتحذر من تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية في حال استمرار الجمود.