حلم مهدم

TT

بخصوص مقال عبد الرحمن الراشد «كيف غرر صالح بالإعلام والحكومات»، المنشور بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أود أن أوضح أن التضليل والمراوغة صفتان متوفرتان في النظام الإيراني أكثر مما هما متوفرتان لدى صالح، وعلى ما يبدو أن كليهما لعباها سويا، كان إردوغان يعتبر اليمن تحت حكم الإصلاح (إخوان اليمن) مهيأة لأن تصبح ولاية تابعة لدولة الخلافة التي يحلم بها، فلما انقلب الحوثيون وفتكوا بالإخوان، علم أن الإيرانيين قد خدعوه وحالوا بينه وبين مساندة المقاومة السورية والتخلص من الأسد مبكرا، بأن أقنعته أن ينتظر حتى تتم تصفية المقاومة السورية فيتقدم الإخوان لتسلم السلطة بعد الأسد، بذريعة أنهم البديل الذي يحقق مصالح كليهما، إذ ستصبح سوريا تحت حكمهم الولاية الإردوغانية الأقرب لأنقرة، وبوابة الخلافة على الوطن العربي، بينما تحتفظ هي بسوريا كممر يربطها بحزب الله نظرا لعلاقتها القوية بالإخوان، أفاق إردوغان ليجد نفسه في شرك إيراني، ولكن بعد فوات الأوان؛ فلا إخوان سيحكمون سوريا ولا ولاية إردوغانية ستكون هناك يطل منها على الوطن العربي، بل أصبحت تركيا نفسها مهددة بثورة الأكراد وبتسونامي داعش. الإيرانيون يستخدمون البعد الطائفي لتحقيق حلمهم التاريخي؛ بمعنى أنهم لا يحاربون من أجل المذهب، ولكن من أجل إعلاء الامبراطورية المهدمة.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]