طلب التدخل

TT

عطفا على مقال راجح الخوري «أميركا: (الخيار الكردي).. وسكاكين التقسيم!»، المنشور بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، من وجهة نظري أرى أن منطقة الشرق الأوسط تَمُرُ بمرحلة المخاض العسير، بعد كل ما حصل في بعض الدول من الاقتتال وإسالة الدماء، وخرق السيادات، لإسقاط هيبة الدولة، لا يمكن أن نتصور بأن الأمور ستظل مثلما كانت. صحيح أنَّ تركيا قد حاولت أن تأخذ الضوء الأخضر من واشنطن ومجلس الأمن لتدخل إلى كوباني تحت مظلة الشرعية الدولية، ولكن مقاومة مقاتلين الكرد قد أفسدت أحلام تركيا، ونحن قد شاهدنا بأنها لم تحظَ بما يكفي من الدعم والتأييد لتكون عضوا مؤقتا في مجلس الأمن، ما يلاحظ في وقتنا الراهن هو تفشي ظاهرة اللا دولة، التي أعتقد بأن أميركا تعول عليها كثيرا لبقائها في المنطقة، إن الاستنجاد بواشنطن لضرب تلك المجموعات المسلحة سيظل خيارا قائما لتلك الدول، التي تداعى بنيانها الأمني والاقتصادي، فالعراق لا يستطيع إلى أمد بعيد أن يحميَ سيادته، وذلك لعدم تمكن قادته من إيجاد مظلة وطنية يشعر كل فرد بالانتماء، وتهيمن العقلية الطائفية على منهج العمل السياسي فيها، لذلك فإن هذا البلد سيكون عرضة لمزيد من التدخلات الخارجية، بل هناك جهات تستفيد من وجود تلك العقليات الطائفية ليتحول العراق إلى دولة ملحقة، لا يمكن لها منع التدخل إلى مرحلة ترسم فيها سياستها المستقلة.

كه يلان محمد - العراق [email protected]