«سابك» السعودية: هبوط أسعار النفط لن يدوم طويلا.. والنمو السكاني سيزيد الاستهلاك

أعلنت تراجعا طفيفا في أرباح الربع الثالث من هذا العام

المهندس محمد الماضي متحدثا خلال المؤتمر الصحافي لشركة «سابك» يوم أمس (تصوير: سعد العنزي)
TT

أكدت شركة «سابك» السعودية، أن تراجع أسعار النفط خلال الفترة القريبة الماضية لن يدوم طويلا، مبينة أنه تراجع مؤقت من المحتمل تجاوزه خلال الفترة المقبلة، مرجعة هذه التوقعات إلى النمو السكاني العالمي الذي سيقود إلى ارتفاع معدلات الاستهلاك دون أن تضع جدولا زمنيا لهذه التوقعات.

وأعلنت شركة «سابك»، يوم أمس، انخفاض أرباحها المحققة في الربع الثالث من العام الحالي بصورة طفيفة عما كانت عليه في الفترات المماثلة، إذ تراجعت أرباح الشركة بنسبة 4.48 في المائة لتبلغ 6.18 مليار ريال (1.64 مليار دولار) مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، كما انخفضت الأرباح النهائية بنسبة 4.33 في المائة مقارنة بالربع السابق من العام الحالي.

وتعد شركة «سابك» إحدى أهم شركات الصناعات البتروكيماوية حول العالم خلال الوقت الراهن، نظير ارتفاع حجم نطاقاتها التشغيلية، وقدرة الشركة على المنافسة بين كبرى الشركات العالمية الأخرى، إلا أن أرباحها المعلنة للربع الثالث من هذا العام كانت دون طموحات مستثمري الشركة، ما ضغط إلى حد ما على سعر السهم النهائي في تعاملات سوق الأسهم السعودية يوم أمس.

وفي ذات السياق، قال محمد الماضي، الرئيس التنفيذي لشركة «سابك»، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الشركة يوم أمس: «إن التراجع الذي شهدته أسعار النفط العالمية في الآونة الأخيرة سيكون مؤقتا حتى إن استمر عاما أو نحو ذلك، نظرا لأن نمو السكان سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع الاستهلاك والأسعار».

وذكر الماضي خلال المؤتمر الذي جرى انعقاده بهدف التعليق على نتائج الشركة للربع الثالث من هذا العام، أن أسعار النفط كان لها تأثير على نتائج الشركة من خلال أسعار المواد الخام والمنتجات النهائية، مضيفا: «إن هذا التأثير لا يمكن التنبؤ به نظرا لأن أسعار الخام تخضع لعوامل اقتصادية وسياسية».

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» في السياق ذاته، أن أسعار النفط تؤثر بشكل مباشر في صناعة البتروكيماويات، لافتا إلى أنها تؤثر على أسعار المواد الخام قبل الإنتاج، في حين تؤثر أيضا على أسعار المنتجات البتروكيماوية النهائية.

وأوضح المهندس الماضي، خلال حديثه، أن الإيرادات الأخرى، خاصة فروقات العملات، إضافة إلى تراجع أسعار النفط، كان لها تأثير على أرباح الشركة للربع الثالث من العام الحالي، إلا أنه وصفه بالتأثير الطفيف، وقال: «نتائج الشركة تتأثر أيضا بنمو الاقتصاد العالمي في كل من أوروبا والولايات المتحدة والصين كأسواق مهمة للشركة».

وأشار إلى أن «سابك» من الشركات البتروكيماوية التي تستثمر بشكل كبير في المسؤولية الاجتماعية، مفيدا بأنها تحرص في منتجاتها على أن تكون ذات مردود مادي، مع المحافظة على البيئة، موضحا أن «سابك» تعمل على تطوير المشروع البحثي لها.

وفي هذا الإطار، أوضحت شركة «سابك» في إعلان نتائجها المالية يوم أمس، أنها حققت صافي ربح بلغ 19.08 مليار ريال (5 مليارات دولار) خلال الأشهر التسعة الماضية، مقابل 19.07 مليار ريال، بارتفاع طفيف بنسبة 0.05 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، لتبلغ بذلك ربحية السهم 6.36 ريال (1.69 دولار).

وأرجعت الشركة في بيان صحافي يوم أمس، تحقيق هذه النتائج إلى انخفاض الكميات المبيعة والإيرادات الأخرى رغم انخفاض تكلفة التمويل وارتفاع إيرادات الاستثمار في الشركات الزميلة، إضافة إلى انخفاض تكلفة التمويل رغم زيادة المصاريف البيعية والعمومية والإدارية.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أكدت فيه شركة «سابك» السعودية في شهر أبريل (نيسان) الماضي، أنها تبحث إمكانية الاستثمار في الغاز الصخري من خلال مجموعة من الشركاء المحتملين في أميركا، مؤكدة في الوقت ذاته أنها نجحت في تحقيق نتائج إيجابية إلى حد ما في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالأوضاع الصعبة التي تواجهها في السوق المحلية، وهي النتائج التي بلغت نحو 6.4 مليار ريال كأرباح صافية خلال الربع الأول (1.7 مليار دولار).

وأوضحت شركة «سابك» على لسان رئيسها التنفيذي المهندس محمد الماضي خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الرياض حينها، أن معدلات نمو الشركة في السوق المحلية لم تعد كما كانت عليه في السابق، مبينا أن هناك صعوبات تواجه الشركة بسبب نقص كميات الغاز الطبيعي.

ولم يستبعد الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» حينها، قدرة الشركة على الاستثمار في الغاز الصخري، وقال: «نبحث مع مجموعة من الشركاء في أميركا إمكانية تحقيق هذه الخطوة»، كاشفا في الوقت ذاته عن أن هناك عدة مشروعات محلية للشركة قيد التنفيذ، مثل المشروع المشترك «كيميا» للمطاط الصناعي الذي سيبدأ تشغيله خلال عامين أو 3 أعوام. وكان المهندس محمد الماضي، الرئيس التنفيذي لشركة «سابك»، أوضح العام الماضي، أن «سابك» تركز خلال الفترة الحالية على موثوقية التشغيل، إضافة إلى زيادة معدلات الابتكارات الجديدة، وقال: «لا يمكن للشركة المنافسة العالمية إلا من خلال موثوقية تشغيل مصانعها، ورفع معدلات الأمن والسلامة، خصوصا أن مصانع الشركة لا يزال عمرها الزمني معقولا إلى حد كبير».

وبين أن ثبات أرباح الشركة فوق مستويات 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) للربع الواحد، يعد أمرا جيدا في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية التي تعانيها بعض الأسواق خلال الفترة الحالية، خصوصا أن أرباح الشركة في ربع واحد تعادل أرباح عام كامل لشركة عالمية أخرى منافسة، مضيفا: «كما أن الشركة لا تنوي خلال الفترة الحالية زيادة عدد مصانعها في السوق السعودية، وهو أمر يعود إلى تكلفة اللقيم».