المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان: التحالف الدولي وعد بتزويدنا بدبابات ومروحيات

دزيي في حديث لـ («الشرق الأوسط»): ننتظر من بغداد إبداء حسن النية لنبني الثقة بيننا

سفين دزيي
TT

أعلن المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزيي أمس أن الإقليم ينتظر من بغداد خلال المباحثات المقرر انطلاقها بين الطرفين قريبا إبداء حسن النية لبناء الثقة بين الجانبين والبدء بحل كل المشكلات العالقة بين الطرفين.

من ناحية ثانية، قال دزيي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن إقليم كردستان الآن يقف في الخط الأمامي لمحاربة الإرهاب، وهو بحاجة إلى مساعدات وأسلحة متطورة، مشيرا إلى أن حكومة الإقليم طلبت من التحالف الدولي تزويدها بدبابات ومروحيات، وأن التحالف وعد بذلك. وفي ما يلي نص الحديث:

* ما أهم تأثيرات هذه الحرب التي يخوضها إقليم كردستان ضد «داعش» على الواقع الداخلي في الإقليم؟

- بالتأكيد هناك تأثير للحرب على الوضع في إقليم كردستان بشكل مباشر، وهناك تهديد للاستقرار والازدهار والحرية والعملية السياسية في المنطقة.

* هل توقفت حركة التطور في الإقليم؟

- كان هناك تخوف من قبل المستثمرين الأجانب خلال المدة التي هاجم فيها تنظيم داعش مناطق سنجار ومخمور، ونحن نعمل باستمرار من أجل عودة كل الشركات التي غادرت الإقليم، والبعض منها عاد بالفعل، لكن في الوقت ذاته هناك مشكلة أخرى مالية واقتصادية بسبب قطع بغداد ميزانية ومستحقات الإقليم منذ شهور.

* هل إقليم كردستان قادر على خوض هذه المعركة وحده؟

- هذه الحرب ليست حرب إقليم كردستان وحده، فهناك رؤية واستراتيجية من قبل «داعش» باتجاه العالم الحر بأسره، لكن إقليم كردستان يقف في الخط الأمامي للدفاع عن الحرية والديمقراطية، لذا نتوقع من العالم الحر مساعدة الشعب الكردي وقوات البيشمركة في مواجهة هذا الخطر.

* المساعدات العسكرية التي وصلت إلى الإقليم حتى الآن هل هي على مستوى طموحاتكم؟

- كلا، الحرب الحالية ليست ضد جيش أو منظمة تقليدية، لكنها حرب ضد دولة إرهابية، تمتلك الكثير من الأسلحة الجديدة، وليست لدى «داعش» أي مشكلة في تجنيد المقاتلين إلى صفوفه. ومع الشكر والتقدير لكل البلدان التي قدمت لنا مساعدات عسكرية، نحن نريد أن يزودونا بأسلحة ثقيلة لكي نستطيع مواجهة «داعش»، وفي الوقت ذاته، فإن قوات البيشمركة بحاجة إلى التدريب.

* هل طلبتم من التحالف الدولي تزويدكم بهذه الأسلحة؟

- للتحالف الدولي حضور في الإقليم من خلال غرفة عمليات مشتركة بين البيشمركة وهذه القوات، ومن خلال هذه الغرفة يراقبون أداء البيشمركة واحتياجاتهم، ونحن طلبنا بشكل رسمي من السلطات العليا في هذه الدول تزويدنا بالسلاح الثقيل، وهم وعدونا بذلك.

* تأخر وصول هذه الأسلحة هل من شأنه أن يؤثر على جبهات القتال ضد «داعش»؟

- للتغطية الجوية لطيران التحالف دور بارز في قلب موازين المعركة، لكن قوات البيشمركة أيضا تؤدي دورا بارزا على الأرض، وبحسب سمات هذه المعركة، يظهر أنها ستستمر مدة زمنية طويلة، لذا تحتاج قوات البيشمركة إلى دعم أكبر، وتمويل أكثر، وتدريب متواصل، وأسلحة ثقيلة.

* ماذا تقصدون بالأسلحة الثقيلة؟ هل هناك نوع محدد طالبتم به التحالف الدولي؟

- نحن طلبنا من دول العالم تزويدنا بالدبابات والمدرعات ومضادات الدروع وبالمروحيات، ولم نطلب تزويدنا بالطائرات الحربية، لأننا لا نمتلك أية إمكانية في مجال الطيران الحربي.

* ما دور الحكومة العراقية في هذه الحرب؟

- مع الأسف الشديد، دور الحكومة الاتحادية ضعيف. نحن واجهنا كثيرا من المعاناة، ففي مجال رعاية النازحين الموجودين في الإقليم الذين فاق عددهم المليون ونصف المليون والذين هم عراقيون واستقبلهم إقليم كردستان، تصرفت بغداد مثلها مثل أي دولة مانحة أخرى لمساعدة هؤلاء النازحين، ولم تتصرف بصفتها صاحبة للموضوع.

أما من الناحية العسكرية، فقد كنا نتوقع من بغداد أن تقدم لنا أكثر مما قدمته حتى الآن. قوات البيشمركة قدمت أكثر مما قدمته بغداد، البيشمركة تقدم يوميا كثيرا من الشهداء في سبيل الدفاع عن المناطق الاستراتيجية في العراق، كسد الموصل وربيعة والمناطق الأخرى، وكان من المفروض أن يكون هناك وجود للقوات العراقية في هذه المناطق. أضف إلى ذلك أنهم لا يقدمون لنا السلاح بشكل مستمر، ومساعداتهم ليست بالمستوى المطلوب.

* متى سيتوجه وفد حكومة الإقليم إلى بغداد؟

- وفد الإقليم سيتوجه إلى بغداد قريبا، لكن موعد الزيارة لم يحدد بعد بسبب التزامات رئيس الحكومة الاتحادية حيدر العبادي والتزامات رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني.

* الآن مضى نحو شهرين على إعلان رئيس الوزراء الاتحادي حكومته، لكن لم تتخذ أي خطوات باتجاه حل المشكلات مع الإقليم، كيف تنظرون إلى هذا؟

- هذا صحيح.. لكن من المفروض أن تكون هناك مفاوضات بين الطرفين، والاتفاق على عدة نقاط مشتركة، بعدها سنتابع إطار العمل، أو خطوات الحكومة الاتحادية، سواء كانت في الاتجاه الصحيح وبحسن نية، أو باتجاه سلبي. حتى الآن لم تعقد أي جلسة مفاوضات بين أربيل وبغداد، وبعد الجلسات الأولى والثانية والثالثة ستتضح الخطوات التي يمكن اتخاذها للاتفاق.

* هل ستختلف حكومة العبادي عن حكومة سلفه نوري المالكي في حل كل المشكلات مع أربيل؟

- بالتأكيد لا، لأن هناك مشكلات كثيرة تحتاج إلى وقت أكثر ورؤية واضحة، فالقضية ليست قضية شخص واحد، أو أشخاص.. المهم بالنسبة لنا البداية العملية والمتمثلة بحسن النية في خطوة أولى للتعاون وبناء الثقة بين الجانبين، فضمن إطار العمل سيتضح لنا ما إذا كانت الحكومة الجديدة تنوي فعلا حل المشكلات، والبعض من هذه المشكلات بحاجة إلى وقت أطول.

* هل الإقليم مصرّ على أن أزمته المالية ستنتهي مع نهاية العام الحالي، كما أعلنتم مسبقا؟

- الإقليم يتعرض لحصار اقتصادي فرضه شخص واحد، وهو نوري المالكي، منذ بداية العام الحالي، ونتوقع أن ينهي حيدر العبادي وحكومته الجديدة هذا الحصار. مع ذلك، فجهودنا الداخلية في كردستان متواصلة لإنهاء هذه الأزمة، من خلال تصدير وبيع نفط الإقليم، وبيع النفط يغطي حاجات الإقليم بشكل أو بآخر. بالتأكيد هناك صعوبات لوجود ديون منذ بداية العام لتمويل عمل الحكومة ودفع الرواتب في الإقليم، لكن سنتوصل إلى اتفاق مع بغداد لإنهاء الأزمة، نحن أبدينا منذ البداية المرونة في حل هذه المشكلات، ومثال على ذلك، نحن أعلنا في شهر أبريل (نيسان) الماضي عن استعدادنا لتصدير 100 ألف برميل من النفط يوميا عن طريق شركة «سومو» الاتحادية، وهذه المبادرة ما زالت قائمة. كذلك يمكن للحكومة العراقية أن تصدر نفط كركوك عن طريق خط إقليم كردستان، فنحن مستعدون لتصدير نفط كركوك إلى ميناء جيهان التركي باسم العراق، لأن خط كركوك - جيهان الأصلي هو الآن تحت سيطرة «داعش».

* ما المشكلات الموجودة بين إقليم كردستان وتركيا؟

- تركيا دولة تمتلك أهمية سياسية واقتصادية واجتماعية في المنطقة، لدينا علاقات ودية مع تركيا، خاصة منذ عام 2009 وحتى الآن. وبعد هجمات «داعش» على إقليم كردستان كنا نتوقع مساعدة أكبر من تركيا، على الرغم من أنهم قدموا وما زلوا يقدمون لنا المساعدات الإنسانية والعسكرية، لكننا نتوقع أكثر من تركيا. اقتصاديا لا توجد مشكلات بيننا، فتصدير النفط عبر تركيا مستمر، ولدينا اتفاقية مع أنقرة بهذا الخصوص، لكن الوضع في المنطقة أثر سلبا على مستوى التبادل التجاري بين الجانبين.