وزير الخارجية المصري يطالب بتكاتف دولي مع بلاده في حربها ضد الإرهاب

شكري إلى بريطانيا وقبرص.. ووزارته تحيط المراسلين الأجانب بإجراءات «الطوارئ»

TT

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، إنه «سيتم الاتصال بسفراء مختلف دول العالم لدى مصر في إطار التواصل وليس الاستدعاء، لمطالبتهم بتكثيف الجهود لموافاة مصر باحتياجاتها الأمنية كاملة والعمل على دعم مصر خلال هذه المرحلة سياسيا واقتصاديا إذا كان هناك صدق في النيات للتحالف لمقاومة الإرهاب»، موضحا أن «مصر وقفت مع هذه الدول عندما تعرضت للإرهاب، لذلك نطالبها الآن بالوقوف بجوار مصر في حربها ضد الإرهاب».

وجاءت تصريحات شكري خلال مغادرته أمس متوجها إلى العاصمة البريطانية لندن، في زيارة يلتقى خلالها نظيره البريطاني فيليب هاموند، لبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، فضلا عن تناول الكثير من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، ومن بينها ظاهرة الإرهاب باعتبارها ظاهرة عالمية وسبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهتها، وتطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، فضلا عن تطورات القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع العراقية.

وذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أن شكري سيجري خلال وجوده في لندن لقاءات مع عدد من المسؤولين البريطانيين، من بينهم جوناثان باول المبعوث البريطاني إلى ليبيا، وتوبايس ألوود وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط، ودوجلاس ألكسندر وزير خارجية الظل في حكومة حزب العمال البريطاني، فضلا عن لقاء مع رئيس وأعضاء المجموعة البريطانية لأصدقاء مصر في مجلس العموم البريطاني، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، وعدد من كبار الشخصيات البريطانية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الوزير شكري سيلتقي أيضا مجلس الأعمال المصري - البريطاني بمشاركة ممثلي كبرى الشركات البريطانية لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات البريطانية في مصر، فضلا عن إجراء لقاءات مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية.

وأوضح المتحدث أن شكري سيتوجه بعد ذلك إلى قبرص، حيث يجري مباحثات مع وزير خارجية قبرص تتناول العلاقات الثنائية والإقليمية، كما يلتقي الرئيس القبرصي، ويشارك في الاجتماع الثلاثي مع وزراء خارجية كل من قبرص واليونان، وذلك للتحضير للقمة الثلاثية المرتقبة في القاهرة بمشاركة رؤساء مصر واليونان وقبرص.

يذكر أن شكري قد تلقى اتصالات هاتفية من عدد من وزراء الخارجية العرب والأجانب في أعقاب الحادث الإرهابي الذي وقع يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في شمال سيناء، حيث تلقي شكري اتصالات من وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، ووزير خارجية تونس منجد الحامدي، ووزير خارجية الأردن ناصر جودة، ووزير خارجية اليمن جمال السلال، ووزير خارجية لبنان جبران باسيل، بالإضافة إلى وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري.

وقد أعرب وزراء الخارجية للوزير شكري عن تضامن بلادهم مع مصر حكومة وشعبا في هذا الظرف الدقيق، ونقلوا خالص تعازيهم في ضحايا الحادث الإرهابي الآثم، وأكدوا دعم بلادهم لمصر في الحرب التي تخوضها في مواجهة الإرهاب.

وعلى صعيد متصل، عقد أمس بمقر الخارجية المصرية لقاء مع المراسلين الأجانب المعتمدين في القاهرة، حيث تم خلال الاجتماع إحاطتهم بملابسات الحادث الإرهابي، في إطار توجيهات الخارجية بالتحرك لإحاطة العالم الخارجي والإعلام الأجنبي بخطورة الحادث الإرهابي الأثيم الذي وقع الجمعة في شمال سيناء.

وخلال اللقاء، جرى تأكيد خطورة الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب التي تعد ظاهرة عالمية تتطلب مواجهتها تكاتف الجهود الإقليمية والدولية، على أن يتم ذلك في إطار شامل يضمن محاربة هذه التنظيمات المنتشرة في المنطقة دون استثناء، أخذا في الاعتبار التعاون القائم بين هذه التنظيمات الإرهابية المختلفة باعتبار أنها جميعا تؤمن بالأفكار والآيديولوجية المتطرفة ذاتها ويجمع فيما بينها أهداف مشتركة، فضلا عن ما هو قائم بينها من تعاون وتنسيق على الأرض.

كما تم تقديم شرح مفصل لطبيعة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرا لمحاربة هذه التنظيمات الإرهابية بما يضمن التعامل مع الإرهاب بكل حسم وقوة وفي إطار القانون، مع تأكيد أن الإجراءات الخاصة بإعلان حالة الطوارئ في منطقة شمال سيناء إنما جاءت لاعتبارات أمنية بحتة تتعلق بمكافحة الإرهاب، وأن الحكومة حريصة تماما على أرواح المدنيين الأبرياء، كما أن فرض حالة الطوارئ يقتصر على مناطق بعينها في شمال سيناء وذلك لمدة 3 أشهر فقط، مع تأكيد أن هذا القرار لا يشمل منطقة جنوب سيناء التي تتمتع بالاستقرار ومن ثم لا تتأثر السياحة به.