الجيش الليبي يحاصر آخر معاقل المتطرفين في بنغازي وعودة مراكز الشرطة بعد غياب

رئيس البرلمان الليبي يجتمع لأول مرة مع اللواء حفتر.. وينفي مجددا أي دور أجنبي

TT

دعت القيادة العامة للجيش الليبي سكان عدة أحياء في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، إلى إخلاء منازلهم، بينما طوقت قوات الجيش حي الليثي آخر معقل الجماعات المتطرفة في المدينة وتستعد لاقتحامه في أي وقت.

وناشد الجيش سكان مناطق الصابري وأخريبيش وسوق الحوت إخلاء منازلهم في أسرع وقت ممكن حفاظا على سلامتهم.

وقال مسؤول عسكري في الجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش المدعومة بالسكان المحليين وشباب عدة مناطق، ما زالت تحقق ما وصفه بالتقدم المستمر والمطرد في حربها ضد الإرهاب في مدينة بنغازي».

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه بعد اقتحام حي الليثي في أي لحظة، سيتم الإعلان عن تحرير مدينة بنغازي بالكامل وخضوعها لسيطرة الجيش، تقريبا المعركة انتهت هنا باستثناء بعض المقاومة البائسة من المتطرفين.

وشهد هذا الحي مساء أول من أمس اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين المتطرفين وقوات الجيش، وقال سكان محليون «كانت ليلة عاصفة بين شباب جهتنا من الليثي وميليشيات تنظيم أنصار الشريعة من حي الليثي القديم»، ولفتوا إلى وقوع اشتباكات أيضا بحي الصابري القريب من وسط المدينة والميناء البحري لها. وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «اللواء خليفة حفتر قائد القوات البرية السابق بالجيش الليبي وقائد عملية الكرامة ضد المتطرفين، يحاول السيطرة على الميناء ليكمل حصاره»، لافتا إلى أن أكثر من 95 في المائة من بنغازي باتت فعليا تحت سيطرة الجيش إما بوجوده فعليا أو من شباب الأحياء.

وبدأت بعض مراكز الشرطة تعود إلى العمل للمرة الأولى في بنغازي بعد توقف دام نحو عام، حيث أبلغ مسؤول أمنى لـ«الشرق الأوسط» أنه تم إرجاع مركز شرطة العروبة بحي الوحيشي. مشيرا إلى أن التجهيزات تتم لفتح مركز شرطة الفويهات، بالإضافة إلى إقامة نقطة للشرطة بحي الليثي الجديد المجاور لحي الليثي القديم الذي يقيم فيه عتاة التطرف وقادة مختلف التنظيمات الإرهابية في بنغازي. وبينما يبدي الجيش تفاؤله بإمكانية الإعلان عن تحرير بنغازي قريبا، أعربت مصادر أمنية وسكان محليون في المدينة عن مخاوف من لجوء المتطرفين إلى تصعيد الإرهاب للانتقام من قوات الجيش والسكان عبر تنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية الجديدة. إلى ذلك، ظهر أمس للمرة الأولى اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة مع المستشار صالح عقيلة رئيس مجلس النواب الليبي في صور فوتوغرافية تداولها نشطاء ليبيون على شبكة الإنترنت. والتزم اللواء حفتر والمستشار عقيلة الصمت ولم يفصحا عن مكان اللقاء ولا توقيته، لكن مصادر ليبية رجحت أن يكون الاجتماع غير المعلن بينهما قد تم أول من أمس في مدينة البيضاء بشرق البلاد. من جهته، جدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح نفي وجود أي دور لأي دولة أجنبية في الحرب التي يقودها الجيش الوطني ضد معاقل الإرهاب والخارجين عن الشرعية، مؤكدا أن الجيش الليبي قادر بسواعد رجاله على دك حصون الإرهاب وتطهير ليبيا من مخاطره.