مفتي عام السعودية: ما يمر به العالم الإسلامي والعربي «مؤلم ومحزن»

قال إن هناك من يسعى بالعداوة بين أفراد الأمة ليشغلهم عن مصالحهم ودينهم ودنياهم

TT

أكد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام السعودية، على الواقع المؤلم الذي يمر به العالم الإسلامي العربي في الوقت الحاضر، ووصفه بـ«المحزن جدا»، مبينا أن التفجيرات والصراعات المهلكة والمدمرة «دمرت البلاد، والبنى التحتية»، وأنها «دمرت زراعاتها وخيراتها، وخربت أرضها، وأفسدت بنيتها، وفرقت شملها، وشتتت أبناءها».

جاء ذلك ضمن كلمة وجهها الشيخ آل الشيخ لعموم المسلمين في مطلع هذا العام الهجري الجديد 1436هـ، من خلال برنامجه الأسبوعي الذي تبثه إذاعة «نداء الإسلام» من مكة المكرمة، أوضح فيها فضل ومكانة الأمة، وحذرها من التفرق والاختلاف والانسياق وراء مكائد الأعداء. وبين أن أهداف الأعداء من إشعال هذه الفتن لتكون طريقا وبابا مفتوحا للهيمنة على بلاد الإسلام، داعيا إلى الأخذ بأسباب القوة الشرعية والمادية، حاثا أمة الإسلام على الاجتماع محذرا من شؤم التفرق والاختلاف الذي يعد سببا عظيما من أسباب الذل والهوان وتسلط الأعداء.

وقال: «إن أمتنا تمر بمنعرج عظيم وخطير جدا؛ تحديات من أعداء الإسلام على اختلاف أصنافهم، يعادون أهل السنة والجماعة، يسعون لإيقاع الفتن بين المسلمين، والعداوة بين أفراد الأمة ليشغلوهم بهذه الفتن عن مصالحهم وخيرات دينهم ودنياهم ليصدوهم عن سبيل الله ليجعلوهم أمة مشغولة دائما بخلافاتها ونزاعاتها وتفرقها. والله جل وعلا يقول لكم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) إن في التفرق ذلا وهوانا وفي الاجتماع قوة وعزة».

وأضاف: «علينا معشر المسلمين أن نعود إلى رشدنا وأن نتمسك بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. أما هذه الجراح المؤلمة التي تمر ببلاد المسلمين في الشام والعراق واليمن وليبيا وغيرها، فهي والله آلام محزنة ومؤلمة يعتصر القلب لها ألما وحزنا بما يشاهده من هذه المواقف السيئة».

وقال مخاطبا الأمة: «يا معاشر المسلمين، استيقظوا من غفلتكم، وأنيبوا إلى ربكم، واهتدوا بهدي دينكم، واعلموا أنه لا خلاص لكم من هذه الفتن والمصائب إلا بالرجوع إلى الله، وتحكيم شرعه واتباع النبي صلى الله عليه وسلم»، سائلا الله جل جلاله أن «يوفقنا في هذا العام إلى خير واجتماع كلمة وتآلف قلوب ووحدة صف، وأن يصلح ولاة أمرنا وقادتنا إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يمنّ على المسلمين بالرجوع إلى دين الله ويصلح قادتهم وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدا».