عشرات القتلى في غارات جوية على حمص ودرعا والغوطة الشرقية

الائتلاف يطالب المجتمع الدولي بوقف جريمة التهجير القسري من حلب

صبي سوري يفرش الخبز الساخن على الأرض كي يبرد قليلا في سوق بحي المشهد بحلب أمس (رويترز)
TT

قتل 25 مدنيا بينهم 11 طفلا على الأقل في غارات جوية شنها الجيش السوري على منطقتين في محافظة حمص (وسط سوريا) و12 شخصا من عائلة واحدة قتلوا نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة في مدينة بصرى الشام بدرعا، كما تحدث الناشطون عن مجزرة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق سقط خلالها 10 مدنيين جراء قصف النظام.

في المقابل قتل 22 عنصرا من قوات النظام في حلب خلال اشتباكات مع قوات تابعة للواء المجاهدين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتمكن مقاتلو المعارضة من قتل 4 من عناصر النظام إثر كمين نصبوه لهم في مزارع رنكوس في القلمون، بحسب الهيئة السورية للإعلام.

وطالب الائتلاف الوطني المجتمع الدولي بـ«وقف جريمة التهجير القسري الذي يمارسه نظام الرئيس السوري (بشار الأسد) بحق المدنيين العزل في حلب وريفها، من خلال المجازر المروعة التي ترتكبها قواته بحقهم».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 18 شخصا بينهم 16 فردا من عائلة واحدة قتلوا في الغارات في مدينة تلبيسة بحمص. وأضاف أن بين القتلى «10 أطفال و3 نساء»، مشيرا إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ووجود جثث تحت الأنقاض». وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون جرارات زراعية تحاول رفع الأنقاض ليلا بحثا عن ناجين.

وكانت بلدة تلبيسة، بالإضافة إلى مدينة الرستن، من المدن التي شهدت مظاهرات مناهضة للنظام في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس (آذار) 2011، وتحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عامين.

وفي مدينة حمص، قتل 6 رجال وطفل بينهم 3 من عائلة واحدة، وفق المرصد، في قصف على مناطق في حي الوعر، الوحيد الذي ما زال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة بعد خروجهم من معاقلهم في حمص القديمة منذ 6 أشهر.

وبث ناشطون شريط فيديو أمس بين الدمار الذي لحق بالحي، وبدت في الصور أسقف الأبنية منهارة إلى مستوى الأرض. وقال الناشطون في الشريط: «النظام يريد إركاع الوعر لأنه يريد السيطرة على كامل حمص» المدينة الثالثة في البلاد. وجرت عدة محاولات لتحقيق مصالحة في الحي على غرار ما حدث في أحياء حمص القديمة، وأسفرت عن خروج مقاتلي المعارضة من الحي، إلا أن هذه المفاوضات لم تثمر.

وخسرت المعارضة المسلحة عددا من معاقلها خلال مواجهتها مع القوات النظامية التي تؤازرها قوات من «حزب الله» اللبناني، بالإضافة إلى قتالها ضد تنظيم داعش في شمال سوريا وشرقها.

وفي حلب (شمال البلاد) قتل 22 من جنود النظام في اشتباكات شرسة مع قوات تابعة للواء المجاهدين عندما حاولت عناصر من جيش النظام الدخول إلى منطقة «سيفات» بريف حلب على تخوم المدينة.

كما سقطت البراميل المتفجرة على مساكن هنانو وخلفت دمارا هائلا في المباني السكنية.

ونقلت وكالة الأناضول عن الناشط المحلي أحمد حسن عبيد أن المعارضة المسلحة هاجمت قوات النظام بالأسلحة الثقيلة، وقصفتها بالدبابات والهاون والرشاشات الآلية فكبدتها خسائر فادحة، لافتا إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين في منطقة حندرات (شمال حلب). وأفاد ناشطون بسيطرة كتائب المعارضة السورية على عدة نقاط استراتيجية في منطقتي حندرات وسيفات.

وجاءت هذه التطورات فيما ارتكبت قوات النظام ما وصفها ناشطون بمجزرة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق حيث قتل 10 مدنيين معظمهم نساء وأطفال، وجرح العشرات جراء قصف الطيران الحربي بلدة بالا، كما استهدف الطيران، أول من أمس (السبت)، بلدتي حمورية وبيت سوى، مما أسفر عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى المدنيين.

وبحسب المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، دارت اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام بحي جوبر شرق دمشق، كما جرت معارك بين كتائب المعارضة وقوات النظام مدعومة بوحدات الدفاع الوطني على خط المتحلق الجنوبي بالغوطة الشرقية، خصوصا بزملكا، كما قُتل عدد من عناصر النظام خلال اشتباكات مع الجيش السوري الحر على أطراف بلدة عربين في الغوطة الشرقية.

أما في منطقة القلمون بريف دمشق، فتواصلت الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام في مزارع رنكوس ومحيط بلدة عسال الورد، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من قتل 4 من عناصر النظام إثر كمين نصبوه لهم في مزارع رنكوس، بحسب الهيئة السورية للإعلام.

وفي درعا (جنوب البلاد) تجددت المعارك بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف حي طريق السد، في حين قال الجيش الحر إنه استهدف بالهاون والصواريخ مواقع لقوات النظام في منطقة البانوراما وحقق إصابات مباشرة.

أما في إدلب وريفها فقد سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف عشوائي على مدينة خان شيخون، كما شنّ النظام عدة غارات جوية على ناحية أبو الظهور وقرية الحسينية بريف إدلب، ملقيا البراميل المتفجرة على بلدة التمانعة. وذكرت لجان التنسيق المحلية بدورها أن صاروخي أرض - أرض سقطا على حي جوبر الدمشقي، بالتزامن مع اشتباكات على أطراف الحي.

وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على لسان نائبة الرئيس، نورا الأمير، المجتمع الدولي بـ«وقف جريمة التهجير القسري الذي يمارسه نظام الأسد بحق المدنيين العزل في حلب وريفها». ويأتي تصريح الأمير بعد موجة من النزوح شهدتها مناطق الريف الحلبي التي يحشد نظام الأسد قواته على أطرافها بغية إحكام الحصار عليها، وأيضا بعد المجزرة المروعة التي ارتكبتها قواته في قرية تل قراح والتي راح ضحيتها 19 شخصا من أهالي المنطقة، جراء قصف طائرات النظام لمنازل المدنيين «بغية تغطية اقتحامهم العسكري للمناطق المستهدفة».