مسؤول كردي يتهم تركيا بـ«المماطلة» في تنفيذ اتفاق عبور البيشمركة إلى كوباني

«داعش» يجدد مهاجمة المدينة بالعربات المفخخة.. والتحالف يستهدف تمركزاته

TT

جدد تنظيم «داعش» استهداف مناطق في مدينة كوباني (عين العرب) السورية قرب الحدود التركية، بالعربات المفخخة، بموازاة اشتباكات تتواصل مع وحدات حماية الشعب الكردي، التي تقاتل دفاعا عن المدينة، أسفرت عن تقدم المقاتلين الأكراد في المنطقة القريبة من سوق الهال. ونفذت طائرات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا 4 ضربات جوية يومي أمس (الاثنين) وأول من أمس (الأحد) استهدفت تمركزات للتنظيم.

بموازاة ذلك، اتهم مسؤول كردي سوري تركيا بالمماطلة في تنفيذ اتفاق يسمح لمقاتلي البيشمركة العراقيين الأكراد الوصول إلى سوريا للمساعدة في إنهاء حصار بلدة كوباني.

وقال صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إن مقاتلي البيشمركة مستعدون منذ 3 أيام للدخول إلى كوباني التي يدافع عنها أكراد سوريا. وأضاف: «لكننا لا نعرف ما يدور بينهم وبين تركيا. التأخير سببه تركيا»، طبقا لوكالة رويترز.

وفي الأسبوع الماضي صوت البرلمان الكردي العراقي لصالح إرسال بعض قوات البيشمركة الذين يخوضون معركتهم الخاصة ضد «داعش» في شمال العراق إلى سوريا. وقال متحدث باسم الحكومة الكردية أول من أمس إن المقاتلين لن يشتركوا في معارك مباشرة في كوباني ولكن سيوفرون دعما بالمدفعية.

وأفاد مسلم أمس: «كان ينبغي أن يصلوا أمس (الأحد). حتى الآن يبدو أن تركيا تضع بعض الصعوبات. لا نعرف تحديدا ما يحدث لأن هناك نوعا من الاتفاق بين البيشمركة وتركيا».

وأشار مسؤولون أكراد عراقيون إلى أن قضايا فنية هي التي تسببت في التأخير ولكنهم لم يعطوا مزيدا من التفاصيل.

وتتردد تركيا في الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم داعش المنشقة على تنظيم القاعدة. ولكن بعد ضغط من جانب الحلفاء الغربيين، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء الماضي إن بعض مقاتلي البيشمركة من العراق سيسمح لهم بالانتقال إلى كوباني عبر تركيا.

وأوضح مسؤول تركي، اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، أن الأطراف المعنية ما زالت تبحث تفاصيل الاتفاق، مشيرا إلى أن «تركيا جزء من هذه المناقشات. قلنا نعم من حيث المبدأ لنقل البيشمركة.. والبقية مجرد تفاصيل.. لذا فليس من الصواب القول إننا نمنع مرورهم».

وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي، أمس، أن الولايات المتحدة قادت 11 غارة جوية ضد «داعش» في العراق وسوريا يومي أمس وأول من أمس، موضحة أن طائراتها نفذت 4 ضربات في سوريا قرب بلدة كوباني القريبة من الحدود التركية وأصابت 5 عربات ومبنى يستخدمه مقاتلو التنظيم.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات التحالف استهدفت تمركزات للتنظيم في محيط مبنى البلدية وفي حي الصناعة بالقسم الشرقي للمدينة.

في هذا الوقت، جدد تنظيم داعش استخدام العربات المفخخة في هجماته ضد وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني. وذكر المرصد السوري أن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من مسجد الحاج رشاد في شمال غربي المربع الحكومي الأمني في مدينة كوباني، غداة تفجير عربة مفخخة ثانية بالقرب من سوق الهال، إضافة لتفجير دراجة نارية مفخخة في أطراف القسم الشرقي في المدينة.

وجاء تفجير العربات الـ3 ضمن معارك متواصلة بشكل عنيف بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «داعش»، كما أفاد المرصد السوري، مشيرا إلى تقدم لمقاتلي وحدات الحماية في المنطقة.

وترافقت الاشتباكات مع قصف من قبل تنظيم «داعش» على مناطق في المدينة، بما لا يقل عن 17 قذيفة هاون، فيما شهدت الجبهة الجنوبية للمدينة اشتباكات بين مقاتلي الطرفين، بينما استهدفت وحدات الحماية، عربة للتنظيم في الريف الغربي للمدينة ما أدى لتدميرها.

ويحاول مقاتلو «داعش» السيطرة على كوباني منذ أكثر من شهر ويواصلون هجومهم رغم الضربات الجوية التي ينفذها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع التنظيم ومقتل المئات من مقاتليه.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أول من أمس مقتل 815 شخصا في القتال من أجل السيطرة على المدينة خلال الـ40 يوما الماضية أكثر من نصفهم من مقاتلي التنظيم المتشدد.

وخسارة البوابة الحدودية - وهي الطريق الرسمي الوحيد للمقاتلين الأكراد في كوباني للعبور إلى تركيا - سيمثل ضربة كبيرة للمقاتلين الذين يدافعون عن كوباني وكذلك للمدنيين المتبقين في المدينة.