واشنطن تربط مساعداتها للمعارضة العسكرية بإعادة الهيكلة

جمال معروف: الدعم اختزل بكوباني

TT

أكد مصدر سوري معارض لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن تربط تفعيل مساعداتها للمعارضة بعملية إعادة هيكلة واسعة تضمن «تعزيز فاعلية القوى المناوئة للنظام». وأوضح أن الأميركيين لم يرفعوا من مستوى المساعدات التقنية للمقاتلين السوريين، بانتظار تبلور الصورة، رغم نداءات المعارضين تأمين الدعم المباشر للاستفادة من ضربات التحالف التي تستهدف بشكل أساسي التنظيمات المتطرفة في سوريا.

وكشف قائد جبهة ثوار سوريا جمال معروف عن أنّ مئات المقاتلين من الجيش الحر بدأوا بتلقي دورات تدريبية في قطر في غياب أي تنفيذ آخر للوعود التي تلقتها المعارضة من التحالف الدولي ضدّ الإرهاب لمواجهة تنظيم «داعش». وانتقد معروف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» سياسة التحالف الدولي في مكافحته للإرهاب في سوريا واختزال الدعم في مدينة كوباني (عين العرب) السورية ذات الغالبية الكردية.

وأوضح معروف أن مقاتلي الحر يخضعون لتدريبات في قطر من خلال مجموعات تضم كل مجموعة بين 90 و100 مقاتل، وتستمر لمدّة شهر واحد فيما الدعم العسكري يقتصر على الأسلحة الفردية والمتوسطة. ورأى أنّه في غياب أي خطّة لعملية عسكرية برية مترافقة مع دعم عسكري للمجموعات المعارضة في المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، فإنه من المستحيل أن يتمكن التحالف من القضاء على التنظيم.

في المقابل، قال المصدر السوري المعارض إن الذين يخضعون للتدريبات في قطر هم من مجموعات متعددة، مشيرا إلى أن «من بين هؤلاء متشددين، وحركات يغلب عليها الطابع الإسلامي».

كذلك، قال عضو الائتلاف الوطني السوري سمير النشار لـ«الشرق الأوسط» أنّ هناك خطّة أعدت قبل 3 أشهر تقضي بتدريب مئات المقاتلين المعتدلين في الجيش الحر، وقد بدأ هذا التدريب فعليا في قطر والسعودية لكن وتيرته لم ترتفع بعد بدء ضربات التحالف ضدّ «داعش». وهو ما لفت إليه أيضا كل من رئيس مجلس أمناء الثورة في منبج منذر سلال وعضو المجلس الوطني السوري حسان نعناع. إذ أكّدا لـ«الشرق الأوسط» أنّ تدريب مقاتلي «الحر» كان بدأ وفق خطّة أعدت قبل ما بات يعرف بالتحالف الدولي ضدّ «داعش».

وفي حين أشار نعناع إلى أنّ التدريب في قطر انطلق منذ أشهر ولم يطرأ عليه أي تغيير الآن، أوضح سلال، أنّ هناك لائحة بمجموعات في المعارضة تضم نحو 5 آلاف مقاتل كانت أعدت للخضوع للتدريب في كل من السعودية وقطر وتركيا، وكانت أولى مراحلها بدأت قبل ضربات التحالف.

من جهته، اعتبر محمد قداح نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض أنّ إصرار التحالف على تجاهل دعم الجيش الحر واختزال كافة المدن السورية بمدينة واحدة هي كوباني، أمر غير مقبول ويضر بالمصلحة الوطنية، ولا ينقذ حتى المدينة بل على العكس يزيد في مأساتها، مضيفا: «الانتقائية في التعامل مع مفردات الواقع السوري لا تخدم السوريين، بل لا تعدو كونها طريقة لإدارة الصراع واستثماره لخدمة مصالح دولية وإقليمية بعينها، دون الاكتراث بمتطلبات الشعب السوري الذي ينادي بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وبناء دولة العدالة والقانون والديمقراطية».

ووصف قداح سياسة التحالف بأنها «غير مجدية وانتقائية، سواء من حيث الجهات التي تقوم بدعمها، أو من جهة اقتصار ضرباتها على داعش وإهمال الأسد». وأضاف أن «هذه السياسة الانتقائية وتجاهل دعم الحر في ظل الدعم اللامحدود لداعش من قبل أياد تدعي محاربتها، من شأنه ربما أن يدفع الكثير من الكتائب العسكرية حتى المعتدلة منها للالتحاق بداعش ليس إيمانا بمبادئها، ولكن لأنها الضامن العسكري الذي يساعد على ضمان بقائها في ظلّ غياب الدعم الدولي». وأكّد أن «إنقاذ سوريا لا يتم إلا من خلال دعم الحر كقائد عسكري ووحيد، أخذ على عاتقه منذ الأيام الأولى للثورة، حماية كافة مكونات الشعب السوري والمدن السورية دون استثناء».