معصوم: التقدم ضد «داعش» مرهون بإعادة تنظيم القوات المسلحة

الرئيس العراقي كشف عن زيارة قريبة له إلى السعودية

الرئيس فؤاد معصوم
TT

كشف الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن «زيارة قريبة» قال إنه «سيقوم بها إلى السعودية في إطار سعي العراق لبناء علاقات حسن جوار متكاملة مع محيطه العربي والإقليمي». وقال معصوم لدى لقائه عددا من رؤساء وممثلي وسائل الإعلام العراقية والعربية في بغداد وحضرته «الشرق الأوسط» إن «علاقات العراق مع دول الجوار جيدة بشكل عام وتتقدم باتجاهات ومسارات أفضل على كل المستويات سواء كان ذلك العلاقة مع الأردن أو الكويت أو السعودية أو إيران».

وبينما أكد الرئيس معصوم أن «الإيرانيين قدموا مساعدات إلى العراق في الحرب ضد (داعش) لا سيما لقوات البيشمركة في محافظتي نينوى وديالى» فإنه عد أن «العلاقة مع تركيا وإن كانت جيدة بشكل عام لكن لا يزال هناك حذر في كيفية التعامل مع (داعش) نأمل في الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن ذلك».

وبشأن العلاقات مع دول الخليج العربية قال الرئيس العراقي إن «العلاقات مع دول الخليج العربي تنمو بصورة جيدة وسأقوم بزيارة قريبة إلى المملكة العربية السعودية من أجل تمتين أواصر هذه العلاقات مع الأشقاء الخليجيين»، معتبرا أن الاجتماع الذي استضافته جدة في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي لمكافحة الإرهاب كان «بمثابة نقطة تحول في المواجهة مع الإرهاب وهي التي حفزت قيام الحشد الدولي». كما أشاد معصوم بـ«الحفاوة التي استقبل فيها وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لدى مشاركته في المؤتمر من قبل المسؤولين السعوديين».

وأوضح معصوم أن «فكرة الحشد الدولي لمحاربة (داعش) تعود إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي اتصل بي طالبا دعم الفكرة وتبلورها في إطار مؤتمر يعقد في باريس بحضور جميع الدول الإقليمية بما فيها إيران لا سيما وأننا في العراق لا يمكننا تجاهل إيران التي تربطنا معها حدود بنحو أكثر من 1000كم». وفيما أشار معصوم إلى أن «هولاند طلب أن تكون الدعوة مشتركة فرنسية - عراقية فإننا طلبنا عدم استثناء إيران من حضور المؤتمر غير أن هناك من فرض (فيتو) بعدم مشاركة الإيرانيين في هذا الحشد الدولي».

وبشأن طبيعة الحرب على «داعش» في العراق أكد معصوم إن «وحدة الموقف في الداخل كفيلة بدحر (داعش) لا سيما أن العملية لا تتوقف عند البعد العسكري، على أهميته، مع ضرورة استثمار الدعم الإقليمي والدولي لا سيما بعد أن شعر الجميع أن (داعش) لم يعد يمثل تهديدا للعراق فقط بل يهدد المنطقة والعالم».

ورأى الرئيس العراقي أن «الدعم الحالي الذي يتلقاه العراق غير كاف، إذ إننا نحتاج في الواقع إلى دعم أكبر». وتابع «نجد أن من غير المعقول أن نطالب بقوات برية ومن ثم تبدأ المشكلات معها (في إشارة إلى اعتبار مثل هذه القوات احتلالا من قبل بعض الجهات والبدء بعمليات مقاومة)، لذلك فإننا نجد أن من الضروري إعادة تنظيم قواتنا المسلحة وتأهيلها وتدريبها، وأبدت دول كثيرة الاستعداد للقيام بمثل هذه المهمة وقد بدأنا خطوات بهذا الاتجاه وبالتالي فإننا نتوقع خلال شهور أن يكون لنا جيش قوي ومهني قادر على دحر الإرهاب». وربط الرئيس العراقي بين «تحقيق تقدم في الميادين العسكرية والسياسية على مستوى الداخل العراقي وبين تحقيق المصالحة الوطنية التي بتنا نعتبرها في رئاسة الجمهورية الحجر الأساس للتقدم إلى الإمام»، معلنا عن «عقد مؤتمر شامل للمصالحة الوطنية بعد نهاية مراسم شهر محرم إذ تبنت رئاسة الجمهورية هذا الأمر وعقد مجلس الرئاسة (الرئيس ونوابه الثلاثة) والرئاسات الثلاث (الجمهورية والبرلمان والحكومة) اجتماعا لهذا الغرض وقدمت خلاله أوراق عمل سيتم إنضاجها والتأسيس عليها». وانتقد معصوم «الجهود السابقة التي بذلت في مجال المصالحة الوطنية لأنها لم تتمكن من تحقيق أي تقدم لكون أن الطرف الذي يجب أن يتولى هذا الملف يجب أن يكون موضع ثقة الجميع».